بينيت يقرر إلغاء مسيرة الأعلام واليهود المتطرفون يتوعدون بإقامتها.. ما التداعيات؟
حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت موقفه من مسيرة الأعلام وقال بأنه سيتم منع وصول عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير إلى باب العامود بالقدس، بناء على توصية وزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك والمفوض العام للشرطة الذين حذروا من أن إجراء المسيرة سيسبب تصعيدًا لا يمكن احتواؤه.
من جهته هاجم عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، نفتالي بينيت وقال لقد أصدر رئيس الوزراء الآن أمرًا بمنعي من الوصول إلى باب العامود والتلويح بالعلم الإسرائيلي لأسباب تتعلق بالأمن القومي على حد زعمه، وهدد أنه إذا لم تتوصل الشرطة إلى حل وسط، سأصل إلى باب العامود الساعة 5:00 مساءً.
احتواء للتصعيد
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أبلغت اليهود المتطرفين أن مسيرة الأعلام في القدس يوم الأربعاء، إن أقيمت لن تكون تحت حراستها، وهذا من شأنه أن يهدد المشاركين فيها ويشكل خطرًا عليهم، وأوضحت أنها طلبت منهم تحديد موعد آخر، ورد المنظمون بأن ما تتذرع به الشرطة من عدم قدرتها على حمايتنا في محيط البلدة القديمة خلال عيد الفصح، هو بمثابة سقوط أمني.
أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن المستوى السياسي في إسرائيل قرر إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام اليهود ابتداء من يوم الجمعة القادم حتى نهاية شهر رمضان. وذكرت أن القرارات النهائية بشأن موعد الإغلاق والفتح ستتخذ من قبل الشرطة بناء على تقديراتها الميدانية، كما كان متبعًا في الماضي، ومن الممكن أن يبدأ الإغلاق الأحد القادم، وعقب المتطرفون على قرار الشرطة بالقول "الشرطة تتجاهل وظيفتها بالسماح بإجراء الاحتفالات الدينية بأمان في عاصمة إسرائيل".
إصرار اليهود المتطرفين
رغم قرارات الحكومة الإسرائيلية، أعلنت منظمة "شباب البلدة القديمة"، عن عزمها تنظيم مسيرة حول أسوار البلدة القديمة في القدس، ردًا على قيام الفلسطينيين برشق حافلات إيجد بالحجارة، والتعرض بالضرب المبرح لليهود الذين كانوا يلفون أنفسهم بشالات الصلاة. وعليه تقدم هؤلاء إلى شرطة إسرائيل بطلب تأمين المسيرة ، لكنهم تلقوا صباح اليوم إجابة مفاجئة بأن شرطة إسرائيل ترفض تأمين المسيرة.
وعن المسار المثير للجدل للمسيرة، قال المنظمون: "طريق المسيرة يحاذي الطريق رقم 1، وهو مكان يجب أن يشعر فيه كل يهودي بالأمان كل يوم من أيام السنة. شرطة إسرائيل، لقد نسيتم واجبكم، نحن سوف نسير، وأنتم ستحرسوننا".
التداعيات
يجري اليهود المتدينون تقليدًا "مسيرة الأعلام" في أجزاء من البلدة القديمة لإحياء "يوم أورشليم"، الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بتوحيد المدينة بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة والمواقع المقدسة فيها، من الأردن في حرب عام 1967.
تم تأجيل المسيرة العام الماضي بعد أن أطلقت حركة "حماس" صواريخ على القدس أثناء المسيرة، مما أدى إلى اندلاع قتال مكثف استمر 11 يومًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
تشير التقديرات إلى أنه إذا قام بالفعل اليهود المتطرفون بالمسيرة دون حراسة الشرطة الإسرائيلية، فإن فرص الاشتباكات مع الفلسطينيين المرابطين في الأقصى ستكون مرتفعة وستكون هناك إصابات لدى الجانبين، وستتدخل الشرطة الإسرائيلية في هذه الحالة مما سيزيد من تعقيد الأمر، بيد أن دخول الشرطة سيثير الفصائل الفلسطينية التي وعدت بالرد حال دخول الشرطة الإسرائيلية محيط المسجد الأقصى، مما اعتبرته محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم، وستكون هناك فرصة كبيرة لإطلاق صواريخ ومزيد من التدهور خلال الأيام المقبلة.