قوة تخريبية.. باحثة ألمانية تحذر من خطورة أيديولوجية جماعة الإخوان
حذرت الباحثة الألمانية والخبيرة بشئون جماعات الإسلام السياسي، سيجريد هيرمان مارشال، من خطورة أيديولوجية جماعة الإخوان، مؤكدة أن الجماعة تمثل قوة تخريبية وحركة تآمرية تنتهج خطة سرية تهدف إلى "أسلمة" أو "أخونة" المجتمعات ليس فقط الغربية أو العلمانية منها بل العربية ذات الأغلبية المسلمة، واختراق أجهزة الدولة القائمة بجميع مستوياتها.
وقدمت “مارشال”، في تقرير منشور على موقع “عين أوروبية على التطرف”، عرضا لكتاب صدر مؤخرا باللغة الألمانية عن مؤسس الإخوان حسن البنا بعنوان "مهندس الإسلام السياسي"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية عن مؤسس الجماعة ومرشدها الأول الذي عمل في الأساس في مهنة التدريس، ويقدم سرداً مفصلاً عن نظام عضوية الجماعة وهياكلها والتطورات التي طرأت على عناصرها الأساسية، والوسائل التي اعتمدتها الجماعة لفرض أجندتها.
عدم الفصل بين الدين والسياسة
وأوضحت الباحثة الألمانية في عرضها للكتاب، أن خطة جماعة الإخوان منذ نشأتها تتمثل في أسلمة الدولة بأي وسيلة كانت، وعدم الفصل بين الدين والسياسة، وادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي، مشيرا إلى أن البنا وخليفه سيد قطب طورا مفهوم الجماعة عن الحاجة إلى "الأسلمة" من خلال الإدعاء والترويج لفكرة أن "الدول الإسلامية تتبع الدين الإسلامي ظاهريا فقط وسقطت في بحر الجاهلية".
وتابعت الباحثة "نشأت جماعة الإخوان كحركةٍ سرية، وحاول قادتها الحفاظ على سرية حياتهم الخاصة قدر الإمكان، وقد نجح البنا في هذا الأمر بشكلٍ جيد، حيث كان منغمسًا في الدين منذ سنٍّ مبكرة، ولم يكن يهتم بالمظاهر الدنيوية، وهو ما يمكن تفسيره بأن البنا لم يكن لديه حياة تُذكر بعيدًا عن الإخوان ورسالتهم."
الترويج لمبدأ "الجهاد"
ولفتت إلى أن استخدام كلمة "مهندس" في عنوان الكتاب هو تعبير مجازي جيِّد عن سنوات البنا ومهمة تأسيس الجماعة، وما مرت به، موضحة أن البنا كان المسئول عن إقامة القواعد المؤسسية للجماعة ومباني مؤسساتها، مشيرا إلى أن البنا كان يهدف إلى ترسيخ فكرة عدم الفصل بين الدين والسياسة طوال حياته، ويروج لمبدأ "الجهاد" كجزء من التفكير العقائدي والاستراتيجي للإخوان منذ البداية بطرقٍ تنعكس في تصرفات جماعة الإخوان المسلمين حتى يومنا هذا.
وبينت أن الكتاب من تأليف جودرون كريمر، الباحثة الألمانية المتخصصة في الدراسات الإسلامية، ورئيسة معهد الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة، ولها العديد من الأبحاث تمتد لعقود حول التاريخ الحديث للشرق الأوسط واتجاهات جماعات الإسلام السياسي، وكانت قد كتبت سيرة ذاتية موجزة عن البنا قبل قرابة عقدٍ من الزمان، لذلك لا يوجد أحد في وضع أفضل منها للكتابة عن حياة البنا بشكل عام.
وأضافت إنه بالرغم من الكتاب يقدم وصفًا متعمقًا لحياة البنا في الدعوة، وأنشطته ومعتقداته السياسية والدينية، إلا أن هناك أبعادًا خفية في شخصية البنا لا تزال غامضة بشكلٍ غريب في هذه السيرة الذاتية.