دراسة: نساء الإخوان شكلن خلايا لتنفيذ عمليات مسلحة وتبنّـي مخططات عدائية ضد مصر
رصدت دراسة جديدة أعدها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، سبل توظيف "الإخوان" للمرأة كذراع لخدمة أهداف الجماعة خلال الأعوام الماضية، والتحولات الخاصة بالإخوانية على مستوى الفكر والحركة، ومستقبل الدور النسائي داخل التنظيم، كاشفة عن تورط إخوانيات في ممارسة الإرهاب بمصر خلال فترة حكم الجماعة وما بعدها.
وأبرزت الدراسة- التي تحمل عنوان "كيف وظّف الإخوان المرأة كأداة من أدوات الصراع؟" - عدد من الوقائع التي كشفت عن الوجه الحقيقي للمرأة الإخوانية، والإستراتيجية الجديدة التي اعتمدها قيادات الجماعة في عملية توظيف النساء لأدوار جديدة تتعلق بالممارسات الإرهابية، خاصة في مصر، وكذلك "القفزة الحركية" للنشاط النسائي، الذي لم يسجل في ذاكرة التنظيم على مدار نحو 90 عاماً.
عنف نساء الإخوان
وفقا للدراسة، شكلت نساء الإخوان "خلايا" لتنفيذ عدد من العمليات المسلحة وتبنّـي مخططات عدائية ضد المؤسسات الوطنية المصرية، خلال الفترة التي أعقبت سقوط الجماعة بعد ثورة 30 يونيو 2013، كما شاركت في عملية الدعم والحشد الانتخابي لصعود الجماعة للحكم وحصد الأغلبية البرلمانية بين عامي 2011 و2012، وهو ما يدحض كافة المزاعم التي حاولت "الإخوان" ترويجها في إطار صناعة "المظلومية التاريخية"، يهدم الصورة الخاصة باعتبار نساء الجماعة "مربيات ومصلحات".
وذكرت إنه خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، لعبت "الأخوات" دوراً غاية في الخطورة، يتعلق بنقل معلومات من داخل المؤسسات السيادية المصرية إلى جهات أجنبية، في القضية المعروفة بـ "التخابر"، وكان من أبرز المتهمات، القيادية الإخوانية الهاربة سندس عاصم شلبي، التي نفذت عملية نقل المعلومات للخارج، وكانت تعمل ضمن الفريق الرئاسي كمنسقة لوسائل الإعلام الأجنبية.
استخدام النساء كدروع بشرية
وأضافت إن المرأة الإخوانية تصدرت الصفوف الأولى في الاحتجاجات والاعتصامات التي تبعت سقوط الجماعة في 2013، حيث بدأت في الاعتماد عليهن في التظاهر واستخدمتهن كدروع بشرية"، في اعتصام رابعة، وفي معظم التظاهرات التي أعقبت عملية فض الاعتصام، وفقاً لشهادة الإخوانية المنشقة عزة عفيفي.
بث الفوضى
ولفتت إلى أن نساء الإخوان شاركت أيضا في بث الفوضى مع نهاية عام 2013 بتوجيهات من قيادات الجماعة، حيث قمن بإشعال الشماريخ وإثارة الاضطرابات وسط الأحياء السكنية ووسط التظاهرات التي تقوم الجماعة بها وعقب فض الاعتصامات.
وتابعت: شاركت نساء الإخوان في تقديم الدعم اللوجيستي للأذرع الإرهابية المسلحة، ولعل أبرز الأمثلة (خلية عائشة الشاطر) التي كانت تضم نحو 32 سيدة، واتهمت بتنفيذ مخطط إخواني، قائم على توفير الدعم المالي اللازم لأعضاء التنظيم، بغرض دفعهم نحو الاستمرار في حراكهم العدائي ضد المؤسسات المصرية، فضلا عن استهداف إذاعة الأخبار الكاذبة عن الأوضاع الداخلية بالبلاد بغرض تحريض المواطنين على استخدام القوة والعنف ضد مؤسسات الدولة".
وأوضحت أن نساء الإخوان، وأبرزهن علا القرضاوي، شاركت في تنفيذ مخطط أعدته الجماعة لتمويل جماعات العنف، وإنشاء مسارات جديدة للتدفقات النقدية المقبلة من الخارج بطرق غير شرعية، لتمويل التحركات الخاصة بعناصر العنف التابعة لجماعة الإخوان، وتمويل عملياتهم.
مستقبل الدور النسائي في التنظيم
وعن مستقبل الدور النسائي، اعتبرت الدراسة إنه من المستحيل على نساء الجماعة القيام بأدوار الماضي في الحشد أو عقد اللقاءات السرية أو ممارسة عملية التجنيد في الوقت الحالي، في ظل اليقظة الأمنية تجاه أي نشاط تمارسه، كما أن الطرح الخاص بالاعتماد على خلايا نائمة تديرها الأخوات أصبح غاية في الصعوبة.
وترى الدراسة أن تورط الإخوانية في ممارسة الإرهاب في مصر قد يؤثر بشكل مباشر في كوادر العمل النسائي في بعض الدول الأخرى التي ما زالت تنشط فيها الجماعة، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تتعامل هذه الدول مع الإخوانية، باعتبارها حاضنة للتطرف، في ضوء اعتناقها الأيديولوجيا نفسها التي تتبنّاها الجماعة الأم، وهو أمر سينعكس بكل تأكيد على فرص المرأة الإخوانية في المشاركة السياسية والعمل الاجتماعي، وقد ينسف أي فرصة لنشاطها مستقبلاً.