السادات وجدل جائزة صدام.. كواليس علاقة يوسف إدريس بالرؤساء
روى الكاتب شعبان يوسف في كتابه "ضحايا يوسف إدريس" أن قصة يوسف إدريس مع جائزة صدام حسين أكثر من مثيرة.
وقال إنه عندما منحته اللجنة الجائزة في بغداد مناصفة بينه وبين جبرا إبراهيم جبرًا، غضب يوسف إدريس غضبا كبيرا وأرسل إلى صدام حسين خطابا يراجعه فيه في مسألة المناصفة وبالفعل تم منح إدريس الجائزة كاملة دون مناصفة.
طلب إدريس إلغاء فكرة المناصفة تماما واستجاب صدام لتلك الفكرة، وعندما غزا صدام الكويت، صدرت أصوات من هنا وهناك تطالب يوسف إدريس برد الجائزة، فرفض الأخير رفضًا قاطعًا، وقال:"لو أن الجائزة سترد الحاكم وتجعله يتخلى عن حماقته سنفعل ذلك، لكنه يعلم تمامًا بأن ذلك لن يحدث".
يوسف إدريس والسادات
كان يوسف إدريس قد وقع على بيان توفيق الحكيم الذي أغضب السادات، ولم ينضم إدريس إلى جريدة الأهرام إلا في 1973 لأنه لم يكن مرضي عنه من النظام بسبب معارضته للسادات وسياساته.
وروى محمد سلماوي في كتابه "يوما أو بعض يوم"، أن يوسف إدريس كان يمثل نوعية خاصة من الكتاب، فقد كان مشتبكًا مع قضايا أمته:"أغرب ما فعل يوسف إدريس في حياته هو تلك الواقعة التي نسيت، بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الذي بدأ يعلن عن توجهات سياسة جديدة، بدت في حينها مختلفة عن توجهات السادات، حيث أفرج عن المعتقلين السياسيين، وبدأ سياسة تقارب مع العرب بعد القطيعة التي كانت سائدة في وقت السادات، فما كان من يوسف إدريس بعد مشاهدته مساء الأحد نشرة الأخبار والتلفزيون إلا أن أخذ سيارته وتوجه مباشرة وبلا موعد إلى رئاسة الجمهورية، وطلب مقابلة مبارك، وقابله بالفعل وأخبره أنه جاء ليعُرب له عن تأييده".
يوسف إدريس يستقبل مبارك
استقبل يوسف إدريس الرئيس الأسبق حسني مبارك، والرئيس الأسد في مارينا 1990 ودعاهم لتناول الشاي في فيلته أثناء جولة لهما هناك.
خرجت زوجة الأديب الراحل رجاء الرفاعي، التي كانت برفقة زوجها في المنزل في نفس اللحظة التي خرج فيها "إدريس" يفتح الباب، ليفاجأ أمامه بالرئيسين مبارك والأسد الذي كان يزور مصر وقتها.
وقالت رجاء إن زوجها يوسف إدريس كان ثابتًا ولم يلجأ لتغيير ملابسه أو ارتداء حذائه، كما ظهر في الصورة، فهو يجلس حافي القدمين وبالشورت، كما صرحت لجريدة "الأهرام".
لم تكن هي السابقة الأولى في لقاء إدريس بالرئيس مبارك، فقد التقى الرئيس مبارك في البدايات الأولى لفترة حكمه للبلاد، ضمن لقاءات أجراها مع بعض المثقفين بعد أن أفرج عن عدد منهم، والذين اعتلقهم "السادات" في فترة حكمه.
حسبما قال الروائي ناصر عراق في مقال له بجريدة التحرير، إن "إدريس" خرج من لقاء مبارك معلنًا تضامنه ووقوفه بجانبه إلى آخر لحظات عمره، لكن بعد أقل من 3 سنوات سخر "مبارك" من "إدريس" في خطاب له واتهمه بتلقيه أموالاً من الرئيس الليبي معمر القذافي لتشويه سمعة "السادات"، خاصة بعدما أصدر إدريس كتابه "البحث عن السادات" والذي كشف فيه عن ملابسات اتفاقية كامب ديفيد.
وحسبما ذكرت ابنة الأديب، في تصريحات صحفية، أنه في الوقت الذي كانت فيه أزمة بين مصر والعراق، وكانت هناك مقاطعة بين الدولتين، تلقى والدها دعوة من صدام حسين لتسلم جائزة من العراق، فلبى تلك الدعوة وسافر للعراق لتسلم الجائزة، فخرج مبارك في خطاب كبير ووصف فيه الأدباء والمفكرين بـ"الخونة".
وأشارت "نسمة إدريس" إلى أن والدها، صرح وقتها، بأن الجوائز الثقافية ليست لها علاقة بالمواقف السياسية.