الداعية جابر بغدادى: الجماعات المتطرفة تربى أبناءها على كراهية الوطن وأُولى الأمر وتُخرّج أجيالًا تدمر البلاد
الرئيس السيسى تصدى لأهل الإرهاب دون أى خوف على نفسه ونحن وراءه جنودًا متى احتاجنا
لم نرَ يومًا متطرفًا واحدًا خرج من عباءة الصوفية وأهلها يمتازون بالوسطية والاعتدال
أخلاق الصوفية نجاة لجيل خطفته موجات الإلحاد والمخدرات الفكرية والجسدية والكيميائية
اتخذ من المحبة سفينة، ومن سيرة النبى الكريم وطنًا، ومن التصوف وعلومه وحكمته شراعًا، فالتف حوله كثير من الناس ممن غرقوا فى زمان الغربة والإلحاد والسطحية كما يصفه، وراحوا ينادون وراءه مرددين شعاره: «حى على الوداد»، الذى حوّلوه إلى منهج عملى قائم على المحبة للجميع.
إنه الداعية الصوفى الشهير جابر بغدادى، رئيس مؤسسة «القبة الخضراء»، وكيل الطريقة الخلوتية الجودية، الذى يقدم فى حواره التالى مع «الدستور» منهجًا شاملًا لمواجهة التطرف والغلو فى الدين بالمحبة والود، واتخاذ السنة النبوية «معراج رحمة»، وعدم النظر إلى الفقه باعتباره سيفًا مسلطًا على رقاب الناس.
عمرو رشدى
■ بداية.. ماذا يعنى التصوف لدى الشيخ جابر بغدادى؟
- تعلمت فى طريقة «الخلوتية الجودية» أن التصوف هو الإحسان، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، تعلمت أن نعبد الله محبة لله، ونتبع الرسول الكريم محبة لله، ونحب أهل البيت كما أمرنا رسول الله، تعلمت فضل إطعام الطعام وإكرام الأيتام، فقد كنا نذهب إلى بيت شيخنا فنجد فيه الوزير والفقير يأكلان على مائدة البركة، بلا أى فرق. تعلمنا أن الانكسار أوسع أبواب الله فتحًا، وأسرعها وصولًا. تعلمنا حب الوطن وترك الفتن والعمل وقت المحن وإسعاد الغير لله. تعلمنا أن الاستقامة خير من ألف كرامة، وأن الصوفى لا يَملِك ولا يُملَك، وأن العبد يصل بالأدب إلى الله.
■ ما الذى يميز أهل التصوف عن الجماعات والتيارات الأخرى؟
- فى واقع الأمر، ما يميزهم هو الوسطية والاعتدال، فلم نر يومًا متطرفًا واحدًا خرج من عباءة أهل التصوف، وما انفتحت البلاد الإسلامية إلا على أياديهم، فصلاح الدين بأهل التصوف فتح القدس، ومحمد الفاتح بأهل التصوف فتح القسطنطينية.
والصوفى مهاجر من هواه إلى مولاه، والتصوف هو الأخلاق، فمن زاد فى الخلق زاد فى التصوف، وما أحوجنا إلى ذلك الدرب، لينجو جيل قد خطفته موجات الإلحاد والمخدرات الفكرية والجسدية والكيميائية. التصوف هو التعايش فى معنى رسول الله، سيرة وسريرة وسرًا، وما انُتهكت المجتمعات إلا بالبُعد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم وآل بيته.
■ هل هناك دور محدد مطلوب منهم فى الوقت الحالى؟
- بعد أن نجى الله بلادنا من موجة التعصب والتطرف، أتمنى أن يعكف أهل الطرق الصوفية الراشدة السنية المنضبطة بضوابط وآداب الشريعة والمنورة بأنوار الحقيقة، على نشر الخطاب الصوفى والدينى القائم على المحبة وعمارة الأرض وحفظ الأوطان، خاصة أن كل أهل هذه الطرائق أصحاب أجود الأسانيد فى كل ميادين العلوم الإسلامية.
وأود أن يكون هناك وعى صوفى مبنى على العلوم الأزهرية الوسطية السمحة، خاصة أن الإنسانية هذه الآونة فى حاجة ماسة لهذا التصوف، القائم على التحلى بكل مليح والتخلى عن كل قبيح، والمستند إلى قول الله تعالى: «قد أفلح من زكاها» و«قد أفلح من تزكى».
فقد قال سيدى أبوالحسن الشاذلى: «من أراد سعادة الدارين، فليدخل فى طريقنا يومًا أو يومين»، وقال الإمام العز بن عبدالسلام: «قد قعد الناس على رسوم العلوم، وقعد السادة الصوفية على قواعد العلم الراسخ، وغاية ما يثبت ذلك، ما يحصل لبعضهم من الكرامة، التى لا تحصل للكثيرين إلا بمعرفتهم والسير على دربهم».
■ وماذا عن دور المؤسسات الدينية فى هذه المعركة؟
- الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف عليهما دور كبير جدًا فى تعليم النشء والشباب المبادئ الصحيحة للدين الإسلامى، حتى لا نترك أبناءنا عرضة لأصحاب النفوس الانتقامية، ولا نسمح بتوجيههم كيفما شاءوا، فالجماعات والتنظيمات المتطرفة تربى أبناءها على كراهية الوطن وكراهية أولى الأمر، الأمر الذى يُخرّج لنا أجيالًا من المتطرفين، تسعى لتدمير البلاد والمجتمعات، ونشر فكر غريب عن صحيح الدين، أو فكر لا يصلح لمجتمعنا الحالى.
■ بعد سقوط تنظيمات مثل «الإخوان» و«داعش»، هل يمكن القول إنه تم القضاء على الإرهاب؟
- الجماعات المتطرفة كثيرة جدًا، وأصحاب الفكر المتطرف أكثر منها، فالأمر لا يتوقف على «داعش» أو «الإخوان» فقط، بل إن الأمر أكبر بكثير من ذلك، لأن الإرهاب فكر لا يمكن القضاء عليه بسهولة، وهذا يستلزم الاستعانة بعلماء الدين من رجالات الأزهر ودار الإفتاء وعلماء التصوف الأجلاء، للخلاص من هذا الفكر السرطانى الغريب الذى يستهدف تخريب الأوطان وتدمير الأمم، وجعل بلادنا لقمة سائغة للأعداء.
و«الإخوان» كانوا أصحاب فكر ضال يسعون للوصول إلى السياسة والحكم من باب الدين، وهذا أمر خطير جدًا، والدين برىء منه كله، فإذا أردت الدين الزم الباب واقف بالأعتاب ذليلًا تائبًا راجعًا للمولى سبحانه وتعالى، تاركًا الدنيا وراء ظهرك.
■ كيف نحصن أنفسنا ووطننا من الفكر المتطرف إذن؟
- أجاب القرآن على ذلك بآيات وأنوار، فقال: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا». فالعصمة كل العصمة من خطر التطرف، بالعودة فورًا إلى الوسطية القائمة على المحبة المحمدية، وإحياء مدارس سيرته وشمائله. العصمة بألا نجعل الفقه سيفًا مسلطًا على رقاب الناس بدعوى السنة، فما السنة إلا معراج رحمة، نصبه الحق ليتصل به الخلق بالله، فضلًا عن الإسراع فورًا إلى وسطية الأزهر الشريف، وأهل التحقيق من أهل السند المتصل، والرجوع إلى طريق التزكية والتربية الروحية على يد أهل الكمال من أهل التصوف.
■ بما تنصحون الشباب فى هذا السياق؟
- أقول لهم: «حى على الوداد»، تعالوا نتعلم الحب، حب الله والحبيب والناس، تعالوا نعبد من نحب ونتبع من نحب، ونحب من وافقنا ونعذر من خالفنا المذهب. تعالوا نعيش حياتنا مع اسم الله الودود، تعالوا نجعل الحب منهاج حياة: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا»، ذلك الود الذى هو علامة قبول الصالحات.
تعالوا نتعلم سيرة الرسول الكريم بمنهجية وسطية متزنة، تسوقنا إلى عمارة الكون بالود، بلا تطرف ولا تنطع ولا تشيع، دعونا نحب أهل البيت كما أحبهم سيدنا أبوبكر وسيدنا عمر. تعالوا نقدر ونعظم الصحابة كتعظيم سيدنا الحسين والحسن لهم، دعونا نجعل المحبة معراج حياة وعبودية: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله».
أقول للشباب: إننا فى زمان الغربة والإلحاد والسطحية، ورغم تقدمنا فى كل ميادين العلوم، فإننا جيل مختطف فى وسائل التواصل الاجتماعى، منخدع فى حضارات وهمية ما ازدادت بما وصلت إلا بُعدًا عن السعادة، وما وصلت بالإنسانية إلا لمنعطف فيه الإنسان يبحث عن السكينة والطمأنينة فلا يجدها.
فيا شبابنا: «حى على الوداد».. الحضارة كل الحضارة فى الرجوع فورًا إلى سماحة الإسلام، والحياة فى نور رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ابنوا أوطانكم فحب الوطن إيمان، وعمروا الكون بالود: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، اقرأوا شمائل الرسول، ادرسوا سيرته فما أحوجنا إليها. اذهبوا إلى شيوخ التربية واجلسوا فى مجالسهم وخذوا عنهم، وأكثروا من حب الصالحين، وستجدون عند روضات أهل السند، نورًا تمشون به بين الناس.
■ ما سر التفاف الشباب حولكم فى الفترة الأخيرة؟
- قلوب الناس بيد الله، هو الذى باسمه الودود الجامع تفضل بذلك، كما أن شيخى قال لى: «قل ليسمعك الله، ولا تقل وأنت تتلفت للناس مدحًا وذما».
فأذنت بالود أقصد وجهه
فبلغهم ربى وداد المناديا
ويسر بالتوفيق فتحًا ومنة
فأقبلت الأرواح تهوى معانيا
وما قلت إلا الود والله غايتى
ففاض شرابًا رائقًا بل وغاليًا
تكلمت ببساطة الوالد الناصح ولده، المتعايش فى أزمات عصره، متخذًا من المحبة أرضًا أزرع فيها دواءً نرويه بالشرع، فى زمان انخرط أهله فى بركان المادة الملتهب، والتعصب الدينى المنفجر، والتسيب الأخلاقى المنحدر. اتخذت من المحبة سفينة، ومن سيرة النبى وطنًا، ومن التصوف وعلومه وحكمه شراعًا، فوجد كثير من الناس ما فقدوه من روح الأصالة والبساطة والذوق، وراح الكل ينادى: «حى على الوداد».
■ كيف ترى تأثير «السوشيال ميديا» عليهم؟
- «السوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، فهناك من يستخدمها لنشر التطرف والتشدد والانحلال بين الشباب وغير ذلك من الأمور، وهناك من يستخدمها لنشر الوسطية والاعتدال.
ولا يمكننا أن ننكر أن لـ«السوشيال ميديا» تأثيرًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، ووجب على السادة العلماء أن يدخلوا إلى عالمها، ويتواصلوا مع الشباب من خلالها، ويجعلوا هناك حالة من الحوار الجاد التى تجعل هؤلاء الشباب يثقون فى علماء الدين الوسطيين ويستمعون لهم، وهذا ستكون له فائدة كبيرة فى حماية هؤلاء الشباب من الأفكار الملحدة والمتطرفة.
■ هل حدثت أزمة نفسية وروحية بين مريدى التصوف بعد غلق الأضرحة وتوقف الموالد بسبب جائحة «كورونا»؟
- مصر بلد عاش وسيظل يعيش فى بركة أهل البيت والأولياء. ليس الصوفية فقط، إنما بلادنا عاشت عمرها كله فى رابطة روحية مع روضات أهل البيت. ولا شك أن ما مرت به الإنسانية من ظروف «كورونا» له التأثير المزعج على ذلك، لكن راجين الله أن يزيل الغمة وتعود تلك المزارات إلى أهل المحبة، لما فيها من البركة والنور المحمدى.
لكن نود القول إن مريدى التصوف لا يحجمون حبهم لآل البيت والصالحين فى الضريح أو المقام فقط. بل إن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فأرواح المريدين مُعلقَة برب العالمين، لذلك هم يعلمون جيدًا أن الدعاء والسلام على آل بيت النبى أو أولياء الله الصالحين، سيصلهم من أى مكان هم موجودون فيه، لكن الهدف من زيارة المقام أو الضريح هو الاستزادة من الحب وإلقاء السلام على صاحب المقام.
ونسأل الله أن يزيل الغمة ويحفظ بلادنا من الوباء، وتعود الفعاليات والزيارات كما كانت من قبل، لأن ذلك الأمر يساعد فى جذب الشباب إلى روضات الصالحين، وإبعادهم عن جلسات المتطرفين.
■ ما دور مؤسسة «القبة الخضراء» التى تترأسونها خلال شهر رمضان المعظم؟
- مؤسسة «القبة الخضراء» لها الكثير من الأعمال الخيرية التى تنفذها فى المجتمع، طوال أيام السنة وليس فى رمضان فقط.
من أبرز هذه الأعمال هى إطعام الطعام، فالمؤسسة تعد آلاف الوجبات بشكل دائم لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، فضلًا عن أعمال الخير الأخرى مثل زواج الأيتام ومساعدة الفقراء.
والمؤسسة هدفها الرئيسى نشر الخير والمحبة بين الناس، الأمر الذى جعلها مشهورة جدًا داخل محافظة بنى سويف.
■ ماذا عن أنشطتها فى رمضان؟
- مؤسسة «القبة الخضراء» فى رمضان هى جامعة الود والورد، يعمل العاملون فيها على خدمة المجتمع من بسطاء أهالينا وفقراء وأيتام بلدنا.
يتم ذلك عبر مائدة يُبسَط فيها أجود الطعام للضيوف من الصائمين، بالتنسيق مع مديرية الشئون الاجتماعية، وضمن مبادرة «كلنا واحد» التى يتبناها محافظ بنى سويف، ويفد إليها الضيوف بالمئات، وكل أبنائنا وطلاب الطريقة يخدمون فيها لله بجهودهم الذاتية، دون جمع أى تبرعات.
وباليل نصلى صلاة التراويح، مع شرح كتاب «الشمائل» فى جلسة مباركة، وقراءة الصلوات ومنظومة الأسماء الحسنى لـ«الدرديرى».
■ ما تفاصيل مشاركتكم فى بعض البرامج الدينية عبر القنوات الفضائية فى رمضان؟
- قبل شهر رمضان المبارك، تمت دعوتى من بعض القنوات الدينية للمشاركة فى بعض البرامج التى تُعرض فى هذا الشهر الفضيل المبارك، من بينها برنامج «حالة حب» على قناة «اقرأ» الفضائية.
حلقات هذا البرنامج سُجلت فى المدينة المنورة بجوار روضة الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، بصحبة الداعية مجدى إمام، الذى يدير الحلقات.
ويهدف البرنامج للحديث عن حالة الحب التى أوجدها النبى فى مجتمعنا الإسلامى، وبعض المواقف الخالدة فى حياته صلوات الله عليه، وكيف كانت علاقته بأصحابه الغر الميامين.
كذلك دُعيت من قِبل إحدى القنوات الدينية العراقية التى تهتم بالتصوف الإسلامى والأمور الدينية الأخرى، وسجلت معها عددًا كبيرًا من الحلقات تُعرض خلال هذا الشهر الكريم.
■ كيف يعيش الصوفيون خلال شهر رمضان المبارك؟ وما طقوسهم الخاصة فى أيامه الكريمة؟
- أهل التصوف يعيشون حالة حب مع المولى سبحانه وتعالى خلال شهر رمضان المعظم، فهم دائمو الذكر لله جل وعلا فى خلواتهم وجلاواتهم، وهذا ما يجعلهم شديدى القرب من ربهم.
أهل التصوف الحق يأخذون من شهر رمضان موسمًا للعبادة والزهد، والرجوع إلى الله والاستغفار ليل نهار، حتى يكتبهم المولى سبحانه فى صحائف المغفرة والتوبة والرجوع إليه.. الصوفى الحق لا يخرج من شهر رمضان إلا تائبًا أواب، كيوم ولدته أمه.
ولأهل التصوف طقوس خاصة خلال شهر رمضان، منها تنظيم حلقات الذكر وقراءة الأوراد ودخول الخلوة طوال شهر رمضان الكريم، فهذا الشهر بالنسبة للسادة الصوفية هو شهر عبادة وإنابة وتوبة ورجوع إلى الله.
ويعد شهر رمضان ميدان تُفاض فيه الرحمة، وتتضاعف فيه الحسنات، وتزداد فيه النفحات، وتشعشع فيه الأنوار، يعشه الصوفى بين عبادة الحق وخدمة الخلق.
كما علمنا ابن عباس وهو يحكى عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأنه كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، وكان حينما يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، يكون أجود من الريح المرسلة، وهذا الحديث يبين أن رمضان النبى كان «ورد وود».
.. لهذا قلت:
وما دمت بين الورد والود قائمًا
فحبلك موصول ودينك فى رشد
والسادة أهل الطريق يعلمون قيمة الوقت، فهم بين مجالس ذكر وحلقات علم، وخدمة للمحتاجين، ومدح فى خير المرسلين، مقتدين بآل البيت الكرام.. و«يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرًا إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا».
■ أخيرًا.. هل هناك رسالة معينة تريد توجيهها للمصريين؟
- رسالتى لشعب مصر: قفوا خلف قيادتكم، وادعموا رئيس بلادكم، هذا الرجل الوطنى الشريف الذى يعمل من أجل مصر وشعبها، دون كلل أو تعب أو ملل، خاصة أن هناك من يريدون الشر لنا.
علينا أن نأخذ عِبرة ما حدث فى بعض البلدان من حولنا، التى سقطت ولم تستطع العودة لما كانت عليه فى السابق حتى الآن، علينا أن نبنى بلدنا وندعم كل أمر يهدف لاستقراره ورخائه.
ونشهد الله أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدّم حياته فداءً لبلده، وتصدى لأهل التطرف والإرهاب دون أى خوف على نفسه، فوضع مصلحة البلاد العليا فوق أى مصلحة واعتبار، حتى تصل سفينة نجاة هذا الوطن إلى بر الأمان، ونحن وراءه جنودًا لهذا الوطن متى احتاجنا.
وأقول إنه لا بد أن تتكاتف كل القوى المجتمعية والسياسية والمؤسسات المدنية فى العمل لاجتياز هذه المرحلة، والمشاركة بالوقت والجهد والمال للنهوض بالوطن، فقد جاء أبوبكر إلى النبى بكل ماله ليبنى دولته، وقال له عندما سأله: «ماذا تركت لأهلك؟»: «تركت لهم الله ورسوله»، كذلك جاء سيدنا عمر بنصف ماله، وجهز عثمان جيشًا ليحمى الدولة.
وأقول لسيادة الرئيس: «مصر آمنة مؤمنة، وأهلها خير أجناد الأرض، وأنت مؤيد ومنصور ببركة الله، فلن يخذلك ربك أبدًا طالما أردت الخير لهذا الشعب».
ماذا قدمتم لنشر الفكر الوسطى فى المجتمع؟
- لا نحب أن نتحدث أو نتفاخر بما قدمناه، فنحن نفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، لكن للعلم فقط، نظمنا ندوات ومحاضرات علمية تدعو إلى الوسطية والتصدى للتطرف، واستعنا بـ«السوشيال ميديا» من أجل الوصول إلى الشباب، وحثهم على الدخول فى طريق الوسطية، والتخلى عن طريق التشدد والانحراف، حتى يغفر الله لهم ذنوبهم ويعفو عنهم ويكتبهم عنده من أهل الفلاح والتقوى والمغفرة.