رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجحت مصر فى توطين صناعة اللقاح وتحقيق الاكتفاء الذاتى؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

خطوات غير مسبوقة سبقت بها مصر الدول الأفريقية وربما بعض الدول الأوروبية كذلك عندما قررت أن تعتمد على التصنيع المحلي في توفير لقاح فيروس كورونا المستجد، بل وتصبح مركز إقليمي لتوفير اللقاحات للدول الشقيقة ومساعدتها لتحسين شعوبها ضد الوباء الذي انتشر منذ عامين ولا علم بنهايته إلى الآن إلا أن الاطباء أكدوا أن اللقاح هو الوسيلة الوحيدة للحد من انتشار الفيروس والوصول لمناعة القطيع كي يتحول من وباء إلى مجرد مرض موسمي.

 

إشادة منظمة الصحة بامكانيات فاكسيرا

كانت البداية في سبتمبر من عام ٢٠٢٠ عندما أجرت منظمة الصحة العالمية زيارة خاصة للشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات فاكسيرا، وأشادت بالمصنع وجاهزيته في إنتاج اللقاح، الأمر الذي كان سببًا في نجاح توقيع اتفاقية بين فاكسيرا وشركة سينوفاك الصينية للمضادات الحيوية للاستفادة من اللقاح الذي طورته شركة سينوفاك الصينية وتبادل الخبرات لدعم إمكانات شركة فاكسيرا المختصة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر بما يساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس.

وبالفعل استطاعت مصر أن تنتج أكثر من ٣٠ مليون جرعة من لقاح سينوفاك منذ بدء على المادة الخامة من الشركة الصينية وانتاجها في مصانع فاكسيرا.

اهداء فلسطين ٥٠٠ ألف جرعة من لقاح فاكسيرا سينوفاك المصنع في مصر

ويمكن القول أن تتويج هذا النجاح لوصول فاكسيرا لتصبح مركز لقاح إقليمي هو إمكانية توفيرها ل٥٠٠ ألف جرعة من لقاح فاكسيرا- سيوفاك المُنتجة محليًا داخل مصر، وتم تسليمها إلى لدولة فلسطين الشقيقة في فبراير من العام الجاري، في إطار التضامن والتكاتف بين مصر وأشقائها في التصدي لجائحة كورونا، وكانت هذه الدفعة هي الأولى التي تصدرها مصر من الإنتاج المحلي للقاح كورونا "فاكسيرا- سينوفاك"، والمقدمة دعمًا للشعب الفلسطيني الشقيق بقطاع غزة.

 

الامكانيات البشرية وإمكانيات التصنيع سر النجاح

وفي تصريح خاص ل"الدستور" أكد الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هذا النجاح الذي حققته فاكسيرا يعود إلى توافر الامكانيات البشرية المتميزة وكذلك توافر امكانيات التصنيع لديها، ما يجعلها أفضل المصانع لإنتاج اللقاح في مصر.

 

وأشار إلى أن وصول مصر لتصنيع اللقاح يساعد في توافره بشكل جيد لتطعيم كافة المواطنين لأنه يعتبر المتصدي الأول لفيروس كورونا أمام متحوراته وموجاته المختلفة التي لا نعلم متى تنتهي، وتوافر اللقاح لن يستهلك العملة الصعبة ويتم توفيرها لضروريات أهم، كما أن هذا يوجد قدرة مصر على تصنيع اللقاحات ونقل التكنولوجيات المعرفية لها وتطوير البحث العلمي لديها.

 

وأضاف أنه أمام استحواذ الدول الغنية على معظم اللقاحات ومحاولة وزارة الصحة المصرية ما يمكن الحصول عليه من لقاحات لكن يظل التصنيع المحلي للقاح هو الأفضل والذي يؤكد قدرة مصر على التصنيع المحلي للقاحاتها ونقل التكنولوجيا المعرفية لها، وذلك يأتي مواكبًا لتوجهات القيادة السياسية  بتوفير صناعة الدواء باعتباره صناعة استراتيجية مهمة.

 

اللقاح الأهم لمواجهة موجات كورونا

هذا وأكد الدكتور محمد أبو عامر، استاذ علم المناعة، أن وزارة الصحة تبذل مجهود غير مسبوق في توفير لقاحات كورونا سواء من خلال تصدير مختلف الأنواع المتاحة أو إنتاج اللقاح الصيني هنا في مصر من أجل توفيره لتطعيم المواطنين من أجل الوصول إلى مناعة القطيع وتحول الوباء إلى مجرد مرض موسمي.

 

وأضاف أن لقاحات فيروس كورونا كان لها الدور الأكبر في تخفيف أعراض كورونا خلال الموجات الأخيرة وكان لها الدور في تخفيف الضغط على المستشفيات والنظام الصحي المصري، فحتى في حالة إصابة المواطن الحاصل على لقاح كورونا لا تأتي الأعراض بنفس الشدة والقوة التي تصيب بها من لم يتلق اللقاح، بل تكون دور برد عادي ومن الممكن أن لا يشعر المريض أنه مصاب بكورونا وهذا هو الدور الأكبر للقاح.

 

وشدد ابو عامر على ضرورة استمرار المواطنين في تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد بلا جرعاته وخاصة حصول مرضى الأمراض المزمنة والمناعية وكبار السن على الجرعات المعززة الثالثة وذلك لتخطي الموجات القادمة لفيروس كورونا والتصدي لها، لأنه من المتوقع أن نشهد موجة سادسة بعد شهر تقريبًا مع ظهور المتحور الجديد XE.