أحمد أمين «الروحاني النقي» والشيخ الذي لا يحب هذا اللقب
حالة من التوهج الشديدة علقت في أذهان الملايين ممن تابعوا مسلسل "جزيرة غمام" وتحديدًا شخصية "الشيخ عرفات" التي جسدها الفنان الكبير أحمد أمين، الذي وضع خطوط محورية لشخصية رجل بينه وبين الله الكثير من المودة، بكلمات أظهرت ذلك، ولعل كلمة "الحمدلله على الحمدلله" خير دليل.
استطاع أمين أن يضع لنفسه مقعدًا قويًا بشخصية رسخت مبادئ الإنسانية والزهد الكبير بكتابة السيناريست العبقري عبدالرحيم كمال، الذي عبر عن حياة البر والتقوى بطريقة مثالية عبر "عرفات" الرجل الذي لا يحب أن يناديه الناس في الجزيرة بـ"الشيخ"، ويحمل لنفسه معاني روحانية عبر الكثير من الصفات الملائكية لرجل يعيش حياة الجنة على الأرض املاً في لقاء المولى "عز وجل" في نهاية الطريق الذي يعتبره بدايته.
يعبر "عرفات" عن حالة الخير الموجودة في عالمنا كما أنه يعبر عن القدر ويعبر عن العقل النقي، بكلمات وأفعال تجعله ليس بشريًا مثل باقي سكان "الجزيرة" بكل باقي سكان مصر ولعل ذلك يظهر جليًا عندما ساعد إناس ممن هم من خارج ال"غمام"، ومع كل ذلك فهو شخصًا عاديًا يظهر مقدار نقاوته من خلال تفكيره المنطقى المبني على يقين إلهي في جعبته هو فقط عن باقي الموجودين حوله الذين يستخدمون عقلهم في الشر أحيانا او برواية أخرى يستخدمنه بطرق لمصلحتهم فقط وليس لمصلحة العامة، وهو عكس ما يسير على نهجه عرفات.
وحقق أمين حالة من التجلي النفسي الذي يجعله يشعر بلذه الدنيا دون أن يدخل في صراعاتها أو في ملاذتها، فملاذه الوحيد هو إرضاء الله وحب الحياة كما يجب أن تكون، فهو مثلما ذكرت "زاهد" في ملكوت الله، بشخصيته الذي أظهر إتقان كبير في تجسيدها، وكأنه كان ينتظرها منذ أن انطلق في عالم التمثيل.