لماذا تعاني كل الزيجات من مشاكل يومية؟
لا يوجد زواج ــ مهما كان سعيدًا ــ يخلو من المشاكل اليومية، بعض المشاكل تتسلل بهدوء إلينا دون أن نسمع لها صوتًا، والبعض الآخر تكاد في صخبها أن تكون مثل فرقة الموسيقى العسكرية، وأيًا كانت الطريقة التي تصل بها المشاكل إلينا، فإنها جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية، بعض الأزواج يواجهون الأزمات بكل جرأة ثم يخرجون منها وقد زادتهم صلابة بينما يواجه آخرون مشاكل مماثلة وينتهي بهم الأمر إلى الانهيار.
- يتكون الزواج القوي من شخصين يشتركان في حلو الحياة ومرها على حد سواء وبهذا يتحملان المسئولية.
- يتكون الزواج الناجح من شخصين يضع كل منهما نفسه مكان الآخر، وبهذا يسود بينهما التعاطف.
- يتكون الزواج القوي من شخصين يعالج كل منهما جراح الآخر ، وبهذا يسود العفو والتسامح بينهما.
- هناك أشياء تحمي الزواج من الدمار : المشاركة ، الأمل ، التسامح، التعاطف ، الالتزام، وهناك أشياء تؤدي إلى انهيار الزيجات وأهمها الأنانية والتي تؤدي إلى تآكل العاطفة.
وقد أوضح د. "لايس باروت" وزوجته د. "ليزلي باروت" في كتابهما When Bad Things Happen to Good Marriages أن هناك خمسة أسباب رئيسية لحدوث المشاكل الزوجية نستعرضها فيما يلي:
السبب الأول: التوقعات غير المتحققة
- تؤدي إلى شعور بالإحباط فقد تضع في ذهنك توقعًا للطريقة الرومانسية التي يعاملك بها شريك حياتك أو يتخذ بها القرارات معك أو كيف ستمضي أن عطلة نهاية الأسبوع وكيف تتناولان العشاء معًا وسيناريوهات أخرى كثيرة.
- بعض الأشياء تكدر صفو الحياة الزوجية حين نتوقع أن يفكر شريك الحياة ويشعر ويتصرف بالطريقة التي نريدها له .
وينصح د. "لايس باروت" الأزواج بأن يكون كل منهما صريحًا فيما يتعلق بتوقعاته من الطرف الآخر، وكلما تحدث الزوجان معًا عن تلك التوقعات ، قلت احتمالات المشاكل الناجمة عنها.
السبب الثاني : عدم اختبار الذات
- قال أفلاطون" إن الحياة بلا اختبار لا تستحق أن تعاش" ربما لم يكن أفلاطون يقصد الحياة الزوجية حينذاك ولكن هذه الكلمات هي الأنسب لأحوال الزواج في هذه الأيام.
- عدم اختبار الذات هو السبب الأساسي للعديد من المشاكل.بعض الأزواج يعاني من مشكلة الذات العمياء والبعض الآخر يعاني من مشكلة الذات المستترة.
- الذات العمياء وتتكون هذه الذات من كل الأشياء التي يعرفها شريك حياتك عنك ولا تعرفها أنت. ويلاحظ أن الذين ينصتون جيدًا لانتقادات شركاء الحياة في الوقت المناسب يقللون الجوانب العمياء في ذواتهم، أما الذين لا يفعلون ذلك، فيعيشون حياة تتسم بالنكران الذي يمكن أن يفسد أي زيجة قوية.
- الذات المستترة وهي التي تنتج عن عدم القيام بمحاسبة النفس وتدل على كل شئ تعرفه أنت ولا يعرفه شريك حياتك.
- نحن أحياناً نقوم باخفاء جوانب من ذواتنا عن شركاء حياتنا لحماية أنفسنا من الرفض المحتمل، وكلما طالت فترة احتفاظك بأسرارك زاد انغلاقك ثم تتعجب من سوء أحوال حياتك الزوجية، والسبب هو أن ذاتك المستترة تحول بينك وبين تلقي الحب الذي تتمناه.
السبب الثالث: عدم مهارة الزوجين
- غالبًا ما تواجه كل زيجة أحد أوجه النقص، وقد يتمثل هذا في إدارة النقود أو تسوية النزاعات أو المشاكل مع الأصهار أو أحمال العمل الزائدة أو الغضب أو صعوبة التواصل، أو أي شيء آخر ، بعض الأزواج يركزون على أوجه النقص في حياتهم فيعيشون في نزاع متواصل.
- وقد توصل العلماء إلى أن غالبية الأزواج يمكنهم تحسين علاقاتهم الزوجية بشكل كبير عندما يتعلمون مهارة التعامل بشكل أفضل مع أوجه النقص الرئيسية في علاقاتهم ، فالأزواج الذين لا يحسنون إدارة النقود يمكنهم أن يتعلموا تنفيذ ميزانية تقلل دينهم وتساعدهم في السيطرة على الأمور المالية، وهكذا بالنسبة لكثير من الأمور التي تكون سببًا في المشاكل.
السبب الرابع الخيارات غير الجيدة
- إن الخيارات التي نتخذها تشكل البوصلة التي توجه رحلتنا الزوجية، فالخيارات الصائبة تجعلنا نستمر في الإبحار بنعومة وسلاسة في الاتجاه الصحيح، أما الخيارات السيئة فتقودنا نحو الصخور، والأزواج كل يوم يصنعون اختيارات تبقي عليهم في الاتجاه الذي يريدونه أو تقودهم إلى أماكن يخشونها.
واليكم بعض الأمثلة على الاختيارات السيئة التي يقدم عليها بعض الأزواج :
- الزوج الذي يعلم أن جدول عمله يفسد حياته الزوجية ومع ذلك يختار العمل بنفس الإيقاع لأن عمله " يتطلب ذلك"
- الزوجة التي تختار أن تستخدم الجنس مع زوجها كنظام مكافأة بدلًا من استخدامه كتعبير عن العاطفة.
- الزوج الذي يختار إخفاء حقيقة الديون التي تتراكم على بطاقات الائتمان عن زوجته.
- الزوجة التي تختار أن تخبر أمها بأشياء تتعلق بزواجها وهي تعلم أن زوجها سيجن لذلك.
- الزوج الذي يختار أن يكون مع أصحابه الذين من المحتمل أن يورطه في مواقف تتنافى مع الأخلاق سيندم عليها لاحقًا.
- إن أحد أفضل الأشياء التي يمكن لزوجين القيام بها من حين لآخر هو مراجعة الاختيارات التي اتخذها سواء الجيد أو السئ منها .
السبب الخامس : الظروف غير المتوقعة
- ربما يكون الزوجان قد تخلصا من كل توقعاتهما غير الواقعية وربما يكون كل منهما قد قام بتشجيع الطرف الآخر على إبداء الملاحظات وجعل نفسه كتابًا مفتوحا لشريك حياته وربما يكون الزوجان قد تعلما المهارات اللازمة للتغلب على أكبر أوجه النقص في حياتهما الزوجية وربما يكونان قد نجوا من اختيار خيارات خاطئة لكن هذا لا يحمي زواجهما من كل شئ لأنه قد يحدث شئ يقلب زواجك وحياتك كلها رأسًا على عقب من حيث لا تدري ولا تحتسب.
- الحياة مليئة بالكثير من الظروف التي تختبر قوة الزواج: ومنها أزمات التوظيف والجروح الخطيرة والكوارث الطبيعية ومآسي المجتمع الناجمة عن الجرائم وسوء الاستغلال والعقم وتمرد الأبناء أو البنات والخسارة المالية والأمراض التي تهدد الحياة والتعرض للسرقة والخيانة لذا فالحياة تمتلئ بالمواقف السيئة التي تخرج عن سيطرتنا، ويبدو أن بعض الأزواج يسيطرون على رد فعلهم لهذه الأشياء أفضل من غيرهم، والقليلون منهم يكون بإمكانهم تفادي مواجهتها من الأساس.