في رحاب الحسين.. قصة حب الشيخة كريمة العدلية والقارئ علي محمود
تُعد الشيخة "كريمة العدلية"، من أشهر قارئات القرآن الكريم في ستينيات القرن العشرين، وكانت في عصر الشيخ علي محمود، والشيخ منصور بدار، ووصل صوتها للعالم العربي كله من خلال الميكروفون أيام الإذاعات الأهلية، وعاشت حتى تمصير الإذاعة، وظلت تذيع القرآن الكريم بصوتها العذب إلى فترة الحرب العالمية الثانية.
وكانت هناك قصة حب شديدة بينها وبين الشيخ علي محمود، بدأت في مسجد الحسين، حيث كانت تعشق صوته وطريقته الفذة في الأداء، وكان هو يفضل الاستماع إليها ويفضل صوتها على أصوات بعض القراء، وكثيرًا ما كانت تصلي الفجر في الحسين بالركن المخصص للسيدات، على الرغم من فقدها البصر، لكى تتمكن من سماع صوته، وهو يرفع آذان الفجر بصوته الذي ليس له مثيل.
وخلال شهر رمضان، كانت تصلي يوميًا في مسجد الحسين لتستمتع إليه وتقطع المسافات الكبيرة من أجله، وذلك بحسب ما جاء في كتاب “ألحان السماء” للمؤلف محمود السعدني.
وكللت قصة الحب بالزواج، وكانا ثنائيًا شهيرًا في عالم القراءة والتلاوة، ومع إنشاء الإذاعة المصرية عام 1934 تم اعتمادها في الإذاعة كمطربة وقارئة للقرآن، ولكنها تركت الغناء وتفرغت لتلاوة القرآن، في الإذاعة ومآتم العزاء والاحتفالات الدينية.
ولم يسبق الشيخة كريمة العدلية - واحدة من السيدات اللاتي احترفن ترتيل القرآن وإنشاد المدائح النبوية - إلا السيدة أم محمد التي ظهرت في عهد محمد على باشا.
كانت "العدلية" مشهورة بالمقامات والقراءات، وقدمت الإنشاد الديني والغناء العاطفي مع تلاوة القرآن الكريم، وبلغت شهرتها عنان السماء في دولة التلاوة.
وهي من مواليد 1914، وتوفي والدها وهي في الرابعة من عمرها، وكانت ضعيفة النظر في طفولتها وحفظت القرآن بأكمله وهي في سن 11 عامًا، وفقدت البصر تمامًا وعمرها 16 سنة، وتعلمت الغناء والعزف على آلة العود والغناء، وسجلت بعض الأغنيات على الأسطوانات.