تفاصيل ندوة «إسهامات مصرية في التراث الإنساني» بمنتدى سيا الثقافي
عقدت يوم الأربعاء 13أبريل بمنتدى سيا الثقافي ندوة بعنوان " إسهامات مصر في التراث الإنساني " حضر الندوة د. فكري حسن عالم الآثار بالجامعة الفرنسية ود. محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقًا ود. يسرى عبد الله أستاذ النقد الأدبي بجامعة حلوان وأدارت الندوة د. صفاء النجار كما حضر الندوة لفيف من الخبراء والمهتمين بالشأن الثقافي في مصر .
وكانت أهم محاور الندوة:
- الأصالة المصرية في مجال التاريخ
- إنسانية الإسلام
- إسهامات مصر في مجال الأدب العالمي
حيث تحدث د. "فكري حسن" عن دور مصر في تشكيل الحضارة الإنسانية، فمصر هي البوتقة التي خرجت منها كل شعوب العالم ومصر ليست أم الدنيا فقط ولكنها أم الإنسانية وأم البشرية، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها:
- أنها أول دولة منذ فجر التاريخ وقد استمرت لمدة طويلة.
- تمتلك مصر موقعًا فريدًا فهي تقع في قلب العالم.
- أتاحت سبل الملاحة والانتقالات والهجرات بين الشعوب انتقال الثقافة المصرية إلى كل البلدان المجاورة.
- ساهمت مصر في ظهور الدولة القومية الإوروبية في العصر التنويري لأن أوروبا كانت مفتونة بالحضارة المصرية ونظام الدولة فيها وقيم العدل والنظام والخير والجمال.
- مصر هي التي بلورت الضمير الإنساني ونقلت التعاليم الأخلاقية للعالم كله.
- أسهمت مصر بشكل وافر في العلوم الإنسانية بكافة أشكالها.
- ابتكر المصريون نظام الملاحظات العلمية ونظام الجامعات المتخصصة في كافة المجالات منذ فجر التاريخ.
- الفلسفة المصرية كانت النواة التي انبثقت منها الفلسفات الأخرى عبر التاريخ.
وتحدث د. محمد سالم أبو عاصي عن بعض الشخصيات التي أسهمت في ترسيخ إنسانية الإسلام ومنها الشيخ "بن عطاء الله السكندري" الذي درس علوم الظاهر ثم انتقل إلى دراسة علوم الباطن، وكتب الحكم العطائية والتي كانت تدور حول محورين أساسين هما إصلاح النفس الإنسانية والحرية كما تحدث عن الشيخ د. "محمد عبد الله دراز" الذي ألف كتاب "النبأ العظيم" والذي أثبت فيه بأدلة عقلية ومنطقية أن القرآن نزل بوحي من الله عز وجل ،ومن أهم مقولاته "أصول الدين واحدة، يصدق بعضها بعضَا ولا يمكن أن يأمر الله عز وجل أهل دين أن يهدموا دينًا آخر "، "أخطر شئ في المجتمعات أن تشاع الفتن باسم الدين" ،الاختلاف بين الأديان هو اختلاف في الشرائع والسلوكيات لكن أصل الأديان واحد"
كما تحدث أيضًا عن د. "محمد عبد المنعم القيعي" وكتابه "قانون الفكر الإسلامي" الذي تحدث فيه عن إصلاح النفس البشرية.
وأفاد فيه أن أكثر المتحدثين في الإسلام لا منهج لهم، وأن العالم أو الفقيه لا بد أن يهتم بالأصول الكلية ولا تتحكم فيه الجزئيات، وأن العالم الذي لا يتقن الأصول والقواعد سوف تلعب به الكتب، وأشار د. محمد سالم أبو عاصي إلى أن الفقة مبني على الكتاب والسنة والاستحسان والقياس ومصلحة المجتمع وأن الاصل هو الإباحة وليس المنع.
كما تحدث د. "يسرى عبد الله" عن نظرية المعرفة ومفادها أن حركة الأفكار لا تحيا بمعزل عن بعضها البعض، وأن مجمع التراث الإنساني تكون نتيجة انصهار كافة الثقافات والمنظومات ذات السياقات المختلفة.
وأضاف أن جائزة نوبل عندما حظي بها الكاتب نجيب محفوظ جعلت الكتابة ترتحل إلى فضاء تجاوز الفضاء المحلي ومع هذا كانت هناك ترجمات لبعض كتابات "يوسف إدريس" ولكن أدب طه حسين وتوفيق الحكيم كان له حضور واضح في الثقافة الفرنسية لأسباب عديدة، وختم حديثه بأن الكتابة الفرعونية والتي قدمت لنا أدب الرسائل والحكم والوصايا إلى عصرنا الحديث مبنية على التواصل وليس الانقطاع.