كيف كانت طفولة محفوظ عبدالرحمن فى شهر رمضان؟
كشف محفوظ عبد الرحمن في مقال له بعنوان "رمضان والتليفزيون" في كتاب "الهلال" عدد شهر فبراير 1998، عما فعله والده وغيره من الأباء في استقبال الشهر الفضيل بالبيوت المصرية، من الموروث الفاطمي، حيث تحويل كل طقس إلى متعة وجدانية، ومنها ظاهرة الدراما التليفزيونية التي تحولت إلى ظاهرة رمضانية، وهو ما يعني أن التليفزيون أصبح جهاز قادر على الإنتاج والتقويم من خلال أعماله.
وقال "عبدالرحمن": “كان أبي رجلًا متدينًا دون مغالاة، يأخذ من كل غرض من أغراض الحياة بطرف، وكان يستعد لشهر رمضان بقارىء يختاره طول العام، ومع بداية الشهر الكريم كان يأتي إلى غرفة الضيوف قارىء يختلف عن سابقه، وكان يقرأ بعض السور بعد الإفطار".
وتابع: "فإذا اقترب السحور، أخذ القارىء ينشد بعض التواشيح والمدائح النبوية ثم يعرج في لطف إلى المنتقى من أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وصالح عبد الحي، وعندئذ قد يكون جمهوره غير جمهوره في أول الليل، وكان الأصدقاء يشاركون القارىء أو من الأفضل أن أسميه الآن المغني، فى هذه الفترة بدور الكورس وأحيانًا بدور التخت، وهي ظاهر لم تكن في بيتنا وحدنا، كما لم تكن في تلك الفترة فحسب، بكلمات بسيطة وصف كاتب ومؤلف الدرام والإذاعة المسرح الراحل محفوظ عبد الرحمن بعض من ذكريات طفولته في شهر رمضان، وكيف كان والده يستقبل الشهر بهذه الطقوس الروحانية".
محفوظ عبد الرحمن (11 يونيو 1941 - 19 أغسطس 2017)، كاتب وباحث ومؤلف مصري، كتب للمسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما، ومن أشهر ما كتب للسينما فيلم حليم عام 2005 من إخراج شريف عرفة، وفيلم ناصر 56 عام 1996، وفيلم القادسية وللتلفزيون مسلسلات أم كلثوم، بوابة الحلواني، وسليمان الحلبي، وعنترة، وليلة سقوط غرناطة.