قوة بحرية أمريكية دولية تهيمن على بحار المنطقة
توقفت أمام الخطوة الأمنية، بكل أبعادها العسكرية، التي ربما تضع المنطقة أمام تحديات متباينة؛ ذلك أن ما قررته وزارة الدفاع الأميركية، بحيث يكون للجيش الأميركي والبحرية، كيان يؤثر في صنع القرار الدولي في أمن الخليج العربي، ومضيق باب المندب، وما يرتبط بها من ممرات مائية وقنوات، وتلك الحدود البرية والبحرية، التي تعني أمن المنطقة والشرق الأوسط، ضمن الأفق العسكري الاستراتيجي للولايات المتحدة، التي قررت تشكيل قوة بحرية جديدة بالشرق الأوسط، وسط توتر العلاقة مع بعض دول الخليج العربي.
*ماذا يحدث؟
يمور العالم، عبر قراراته، بالنزوع نحو التصعيد والتوتر الأمني، والانفلات في السلم المجتمعي والعلاقات الدولية والاممية، لهذا طبخت البنتاغون، مبادرتهم بذات القوة التي تفرض التجارب والحلول، وهذا ما تعنية قوة بحرية جديدة في المنطقة والشرق الأوسط.
التصورات، تـؤشر إلى رغبة أميركية لتواجد وقائي دولي في بحار وممرات وقنوات المنطقة، وهنالك تحديات، ربما دعت الولايات المتحدة لهذا الأمر، تحديات متشعبة، هي:
*أولا:تحدي الحرب الروسية الأوكرانية
تحتاج البنتاغون إلى خرائط وأنظمة عمليات توفر لها حماية وحياد البحرية الأمير َكل قطعها، بما في ذلك حاملات الطائرات، والجنود، والحاجة اذا ما تصاعدت الحرب الروسية وحلف الناتو وتم تدويل الحرب، فالمنطقة مهمة أمنيا.
*ثانيا:تحدي التدخل الإيراني والحوثيين في الخليج.
بدأت الولايات المتحدة، بإتخاذ موقفها من حرب اليمن، ومن الخطر الإيراني الضاغط على الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتجد، أميركا، ان دورها يحسم هذا الصراع بطريقة ما من خلال احتواء دول التحالف الذي يقود الحرب في اليمن.
*ثالثا:تحدي اقتصادي ضاغط.
ترى الإدارة الأميركية، لزوم وجود عمل مشترك لتأمين سلاسل الإمداد اللوجستي والصحي والأمني، والطاقة كالغاز والنفط عدا عن الغذاء والدواء، وصولا إلى الصناعات والزراعة، بالذات مع تباين موقف دول كبزي كالهند والصين وتركيا،واسرائيل.
*رابعا : تحدي سياسي أمني، لإنهاء أزمة اليمن.
منذ 7 سنوات، تعبت وتعقدت أزمة حرب اليمن، وسط أزمات وحروب تدخلت فيها ليرات كداعم للحركات الإسلامية المتطرفة، سواء في سوريا، أو العراق او ليبيا او اليمن، وشكل هذا الدعم الإيراني، متغيرات جيوسياسية في موقف دول الخليج من المد الإيراني و عمهم للحوثيين، وترى الولايات المتحدة، ان الوقت حان لتصفية المد الإيراني وقطع ام ادانه للحوتي، وغيرهم في سوريا ولبنان والعراق.
*التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة
قبل أيام قليلة وصلت حاملة الطائرات الأمريكية بورتلاند، خليج عدن، فيما قالت البحرية الأمريكية إنها بصدد تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن، في أحدث رد عسكري أمريكي على هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات، بينما الرؤية متباينة، ذلك أن ما جرى فعلا ان الإدارة الأميركية،
عززت وضاعفت دبلماسيتها ب طمأنة السعودية والإمارات، اللتين تعتبران أن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة، اخذ بالانحسار ، من خلال تقديم دعم عسكري إضافي في الأشهر القليلة الماضية بعد هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على البلدين.
نائب الأميرال براد كوبر قائد الأسطول الأمريكي الخامس، كشف المبادرة العسك ية بالقول:إن القوة الجديدة ستعمل اعتباراً من يوم الأحد على ضمان وجود قوة وموقف ردع في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
.. ولفت الإعلان إلى مسألة جيوسياسية أمنية، فالبنتاغون-عمليا- قال:"هذه مياه مهمة من الناحية الاستراتيجية تستدعي اهتمامنا".
خرائط المنطقة، خصوصا الواقعة الد حدود المياه القريبة من اليمن ممر رئيسي للتجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات النفط، وقد تم استهداف سفن في الماضي من قبل الحوثيين، وقوات متطرفة في ارتي يا و الصومال وغيرها من الارخبيلات البحرية.
.. يأتي ذلك، وفق تحليلات جيوسياسية غربية، شاركت فيها قوات شرق الوسطية، استنادا إلى متطلبات القرار العسكري الأمني الأميركي، وقد
انطلقت مشاورات للقوى اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأربعاء، برعاية مجلس التعاون الخليجي رغم غياب الحوثيين، بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في المشاورات التي تجري برعاية مجلس التعاون الخليجي، وتستمر عبر مفاوضات مفتوحة.
*محاور سرية
نشطت التصورات عن طبيعة لقاءات التحالف والإدارة الأميركية والحوثيين، وتناهى من مصادر متباينة ان التفاوض، ملزم ب(ست محاور عسكرية) وسياسية وإنسانية، بحسب برنامج المشاورات الذي قام على فهم طبيعة العلاقات بين إيران واليمن الحوثي، وغيرها من أطياف الصراع.
ما قد ينتج عن التفاوض، ان المحاور تنتصر للحالة الأمنية، وطرد الحوثيين، وقطع إمدادات السلاح وتهريبه
العمل السياسي الأمني الذي لجأت اليه الولايات المتحدة، ينتج خلاصات مهمة عبر بحث محور مستقبل اليمن، ومحور إعادة التعمير والتوافق السياسي بعيدا عن الدعم الإيراني. .
*الردع في البحر الاحمر
الظاهر من التحليلات ان الأسطول الأمريكي الخامس، وفر مبدأ أساسي لتواجد، معلنا إن القوة الجديدة ستعمل اعتباراً من( يوم الأحد) المقبل، ما سيكون قادرا، على ضمان وجود قوة وموقف ردع في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مرددا ان مياة المنطقة خليةيا وعربيا واف يقيا: "هذه مياه مهمة من الناحية الاستراتيجية تستدعي اهتمامنا".و إن القوة الجديدة ستؤثر على قدرة الحوثيين على الحصول على الأسلحة اللازمة لمثل هذه الهجمات، وأضافت البنتاغون عبر الأسطول الخامس، "سنكون قادرين على القيام بذلك بشكل حيوي ومباشر أكثر مما نفعله اليوم".
يعني ذلك أن الأسطول الخامس، والقوة البحرية الدولية التي سيقودها، تستطيع النظر الى إن المياه بين الصومال وجيبوتي واليمن، يمكن السيطرة عليها منعا لكل أشكال وتواجد "تهريب" دولي متطرف للأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، وأضاف المسؤول "القوة الدولية الجديدة ستتابع بالتأكيد هذه القضية".
مبدئيا تتواجد، سفينتي من حاملات الجنود والطائرات والسلاح المستقبلي الرقمي، وثماني سفن، وهي جزء من القوات البحرية المشتركة المكونة من 34 دولة، والتي يقودها كوبر أيضا ولديها ثلاث فرق عمل أخرى في مياه قريبة تستهدف أنشطة التهريب والقرصنة، بما في ذلك الضفاضع البشرية او اي وجود لقطع بحرية.
*هدنة وأخرى.. وانتي؟
تباينت ردود الفعل العربية والشرق الوسطية من إطلاق القوة الجديدة وسط هدنة لمدة شهرين في حرب اليمن المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين.
وتركزت بعض الأفكار المحلية عن دلالة هذه القوة وتشكيل ها، في لحظة دخول أميركا الصراع الروسي الأميركي الخطر دوليا، القابل ليكون نواة الحرب العالمية الثالثة.
في واقع الحال، تأخذ الهدنة التي أبرمت برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، منحنيات عدة، تغوص في مكانة البحر الاسود والبح. الأبيض المتوسط وموانئ الخليج العربي، وقبل منها موارد الطاقة والنفط اولا.. لهذا تمثل الهدنة، هد أخرى لها جانبها الامني:تمثل فرصة "نادرة" للتهدئة، ولكن فرص نجاحها تبقى مرهونة بعوامل كثيرة،
.. علما بأن الواقع السياسي في المنطقة، لاحظ كيف باءت محاولات سابقة للتوصل إلى هدنة في اليمن بالفشل. ولكن يرى محللون أن الظروف تختلف هذه المرة داخل اليمن وخارجه.
.. الهدنة مفتاح لحل أزمة الطاقة، النفط والغاز الذي فرصته ظروف التصعيد العسكري وتباين الولاء ت الناجمة عن حرب أوكرانيا "عزّزت من قيمة إمدادات الطاقة السعودية التي تتهددها هجمات أنصار الله (الحوثيون) بالصواريخ والطائرات المسيرة"، لهذا تريد البنتاغون، وضع إطار سريع لتشكيل القوة الجديدة، التي ستضع بعض المكاسب لحسم أزمة اليمن،مع التأكيد على أن البحرية الأمريكية، وضعت فعليا قوة جديدة لتسيير دوريات في البحر الأحمر وسط هجمات للمتمردين اليمنيين.
.. قد تكون القوة البحرية الجديدة في موانئ وعمق مياه البحر الأحمر - يمتد من قناة السويس المصرية في الشمال ، نزولاً عبر مضيق باب المندب الضيق في الجنوب- وهو جيو سياسيا، الذي يفصل إفريقيا عن شبه الجزيرة العربية،وبادية الشام، الأردن وفلسطين وسوريا وصولا إلى تركيا.
.. هواء المنطقة ساخن في البحر والبحر والجو.. روائح الحروب تجتاح منطق الأمور الدارجة.