محمد فراج: لا علاقة بين «أبومصعب» و«الكساسبة».. ومشهد حرقه آلمنى
بقدراته المتميزة، ظل الفنان محمد فراج، منذ ظهوره، يفاجئ جمهوره بأدائه المتميز للأدوار التى تسند إليه، وقدراته العبقرية فى الدراما والكوميديا، التى تجعل الجمهور يتفاعل مع مشاهده، حزنًا وفرحًا، ويتأثر بما تمر به الشخصيات التى يجسدها على الشاشة، فى أطوارها المختلفة.
ولم يكن غريبًا، فى ظل قدرات «فراج» أن ينجح فى الأسبوع الأول من الموسم الرمضانى الحالى فى جذب الأنظار بعد أدائه شخصية «أبومصعب»، التى جسدها فى مسلسل «العائدون»، خاصة مشاهد حرقه على يد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى، رغم ظهوره فى ٣ حلقات فقط، وفى دور صغير المساحة، وإن كان عظيم التأثير.
وتصدر هاشتاج «#مشهد محمد فراج» اهتمامات الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعى ومحركات البحث الإلكترونى، لما أبداه من عبقرية فى أداء مشهد نهاية شخصية «أبومصعب»، أحد أفراد تنظيم «داعش» الذراع اليمنى لقائد التنظيم، الذى انتقم منه بعدما انكشف خداعه للإرهابيين وعمله من أجل صالح بلده، وذلك بحرقه حيًا بعد تعذيبه، وهو ما يكشف عن تفاصيله فى السطور التالية.
■ بداية.. كيف بدأت التحضير لشخصية «أبومصعب» التى لاقت نجاحًا كبيرًا؟
- عُرضت علىّ تفاصيل شخصية «أبومصعب» من قِبل المخرج أحمد نادر جلال، الذى أكن له كل الاحترام والتقدير، لأنه مخرج كبير وعظيم، وكانت بدايتى معه فى فيلم «ألف مبروك»، وهو مخرج صاحب رؤية مميزة، وعبقرى وشاطر جدًا، وأستمتع بالعمل معه، لأنه متميز ومتمكن من أدواته، ويستطيع أن يخرج أفضل ما فى الفنان بسهولة ودون تعقيد.
وفور قراءتى سيناريو العمل تحمست للدور على الفور ووافقت عليه دون تردد، و«لبست الشخصية» وأصبحت جزءًا منى.
■ ألم تتردد بسبب المساحة الصغيرة للدور؟
- لا، لم أتردد نهائيًا، لأنى أهتم وأركز دائمًا على تأثير الدور لا مساحته، وأهتم بالكيف لا الكم، فيمكن أن يكون الدور كبيرًا لكنه بلا تأثير.
أما هذا المسلسل فهو عمل كبير، وكنت متأكدًا من أن الدور سيخرج للجمهور بشكل جيد، فى ظل فريق العمل المتميز، فالمخرج صديقى أحمد نادر جلال، وهو من بطولة أمير كرارة، وهو فنان كبير أكن له كل الحب والتقدير، وأنا سعيد جدًا بالتعاون معه، فهو أخ عزيز، وكذلك الفنانة الجميلة أمينة خليل، التى عملت معها من قبل فى رمضان، وكنت سعيدًا بتكرار التجربة معها.
■ كيف صورت مشاهد الحرق والتعذيب التى أثرت فى الجمهور؟
- بدأت تصوير المشاهد الصعبة أولًا، وعلى رأسها مشاهد الحرق والتعذيب، وبعد ذلك مشاهد «الفلاش باك» والمشاهد الخفيفة، وقد صورت كل مشاهدى فى المسلسل فى ٣ أيام فقط، بفضل المخرج الكبير أحمد نادر جلال، لأنه قادر على إخراج الصورة بدقة عالية وكادرات مختلفة، وفى وقت قصير، دون الاضطرار لإعادة تصوير المشاهد، لذلك انتهى التصوير سريعًا، وأنجزنا فى وقت قصير.
■ هل استعنت بـ«دوبلير» فى تلك المشاهد؟
- المشهد كان صعبًا جدًا، وكان هناك «دوبلير» صور «شوت» واحدًا، هو التحرك بالنار، لكن باقى المشاهد صورتها أنا.
■ هل أجهدك مشهد الحرق نفسيًا وبدنيًا؟
- المشهد كان «يقبض القلب»، وكان امتحانًا صعبًا جدًا، ونقطة فارقة فى المسلسل، وأحد أهم المشاهد فى حياتى، وهو ملىء بالتفاصيل التى رآها الجمهور وتفاعل معها، وقد شعرت باقتراب لهب النار، وكان يفصلنى عنها نحو ٣٠ سم تقريبًا.
ورغم قصر الوقت أثناء التصوير، فإن المشهد احتاج منى طاقة ومجهودًا بدنيًا كبيرًا، للتركيز مع الشمس وعدسات التصوير والأداء أمام حشد من الممثلين يرتدون مثل عناصر «داعش»، مع التعرض لظروف صعبة، دون أن أخرج من الحالة أو أفقد تركيزى تحت أى ظرف، حتى يكون التأثير واضحًا كما ظهر على الشاشة.
كما أن المشهد كان صعبًا جدًا نفسيًا علىّ، كما هو على المشاهدين، الذين بكى بعضهم بسببه، أما أنا فتأثرت جدًا، وكان قلبى يؤلمنى بسببه، لأنى لم أتخيل يومًا أن أقترب من النار لهذا الحد، أو أظهر فى يوم على الشاشات وأنا أحترق.
ورغم ذلك، فإن نجاح الشخصية أسعدنى وخفف من آلامى، وما عانيته من صعوبات، لكن الله سبحانه وتعالى وفقنى، وخرج المشهد للناس بهذه الصورة.
■ هل توقعت هذا النجاح الكبير؟
- الحمد لله، مشاهدى لاقت نجاحًا فاق توقعاتى، فلم أكن أتوقع كل ذلك، ولم أتوقع تفاعل الناس مع المشهد بهذه الطريقة، وهو ما أسعدنى كثيرًا، وهو كرم كبير من الله عز وجل.
■ قارن كثيرون بين شخصية «أبومصعب» والطيار الأردنى الشهيد معاذ الكساسبة.. فما حقيقة ذلك؟
- غير صحيح، فـ«أبومصعب» هو شخص زُرع فى أوساط «داعش» ليأخذ حق بلده وأخيه، قبل أن يتم اكتشافه وإحراقه حيًا مثل كثيرين، والقصة غير مستمدة من قصة الطيار الأردنى، ولا علاقة لها به.