عشقن الغناء ومنعن بسبب فتوى.. أشهر قارئات دولة التلاوة في القرن العشرين
عشق المصريون فن تلاوة القرآن الكريم، وتمتعوا بقراءته وتنويعاته بأصوات كثيرة للرجال والنساء في ثلاثينيات القرن العشرين، فقد كان في مصر قارئات للقرآن الكريم أصواتهن خاشعة تأسر القلوب وتسكن الجوارح، وتطلق الروح في ملكوت الخالق العظيم، أصوات يغفل عنها الكثيرون.
وكانت قارئات القرآن قبل نحو قرن ينافسن الرجال في عذوبة الصوت ومهارة الإلقاء وحتى في الأجر أمثال الشيخة منيرة عبده التي كانت تتقاضى من الإذاعة 5 جنيهات في مقابل الشيخ محمد رفعت يتقاضى 10 جنيهات، وفى بداية القرن العشرين ومع ظهور الأسطوانات وبعدها الإذاعة الأهلية، و بدأ العديد من القارئات يتألقن ويتنافسن بقوة مع الرجال خلال الفترة من عام 1936 حتى 1940.
- الإذاعة تحجب القارئات خلال رمضان
ورغم حجب الإذاعة للقارئات في رمضان بعد ذلك كن يعدن مع عيد الفطر كل سنة لكن في بداية الأربعينات ظهرت فتوى من بعض المشايخ تزعم أن صوت المرأة عورة ولاقت هذه الفتوى ترحيبًا من الإذاعة، فمنعت أصوات القارئات من الراديو وتدريجيًا اختفت من دولة التلاوة.
وخلال الفترة من 1936 حتى 1940 كان هناك قارئات للقرآن الكريم عبر أثير الإذاعة المصرية، أشهرهن: الشيخة منيرة عبده، الشيخة مبروكة، والشيخة سكينة حسن، والشيخة كريمة العدلية.
"الدستور" تستعرض خلال السطور القادمة أشهر قارئات القرآن الكريم خلال القرآن العشرين وفترة ظهورهن فى دولة التلاوة.
- الشيخة أم محمد
تعد الشيخة أم محمد هي أول قارئة للقرآن الكريم تتعرف فى المجالس العامة، كانت فى عهد محمد على باشا، والتى كان يفضل تلاوتها لدرجة أنه جعلها تسافر للقراءة فى حرملك الخلافة العثمانية في إسطنبول، وعندما توفيت أمر بجنازة شعبية ورسمية لها.
- الشيخة منيرة عبده
تعد الشيخة منيرة من أشهر قارئات القرآن في النصف الأول من القرن العشرين، بدأت رحلتها في دولة التلاوة في سن الثامنة عشر من عمرها في مآتم العزاء بالقرى المجاورة لها، والذي كان يقام حينها في 6 أيام، 3 أيام للرجال و3 أيام للنساء، وقد كانت فتاة كفيفة ونحيفة القوام.
لمَّا قرأت في الإذاعات الأهلية عام 1920 حتى أصبحت ندًا لكبار المقرئين كالشيخ محمد رفعت، وذاعت شهرتها وأعجب بها الكثير، وكانت تتقاضى من الإذاعة 5 جنيهات في حين كان الشيخ محمد رفعت يتقاضى 10 جنيهات.
وتعتبر الشيخة منيرة أول قارئة معتمدة في إذاعة القرآن الكريم عقب افتتاحها وذلك في عام 1934، وسجلت الكثير من التلاوات بصوتها للإذاعة المصرية، كما سجلت بصوتها لإذاعتي باريس ولندن.
وخلال فترة قبل اعتمادها بالإذاعة كانت تقدم الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920م إلى1934، وفي الإذاعة المصرية حتى قبيل الحرب العالمية الثانية لسماع تسجيلات تلاوة الشيخة منيرة.
- الشيخة كريمة العدلية
قرأت القرآن وغنت في الإذاعات الأهلية، كانت مشهورة بالمقامات والقراءات، وقدمت الإنشاد الديني والغناء العاطفي مع تلاوة القرآن الكريم، وقيل إنها تزوجت من الشيخ على محمود وكانا ثنائيا شهيرا في عالم القراءة والتلاوة، ومع إنشاء الإذاعة المصرية عام 1934، تم اعتمادها في الإذاعة كمطربة وقارئة للقرآن، ولكنها تركت الغناء وتفرغت لتلاوة القرآن، في الإذاعة ومآتم العزاء والاحتفالات الدينية.
وهى من مواليد 1914، وتوفي والدها وهي في الرابعة من عمرها، وكانت ضعيفة النظر في طفولتها وحفظت القرآن بأكمله وهي في سن 11 عامًا، وفقدت البصر تمامًا وعمرها 16 سنة،وتعلمت الغناء والعزف علي آلة العود والغناء، وسجلت بعض الأغنيات علي الأسطوانات.
وقبل شهرتها التي بلغت عنان السماء في دولة التلاوة، كانت حريصة على أداء صلاة الفجر في مسجد سيدنا الحسين على الرغم من فقدها للبصر، ومن أجل أيضا الاستماع إلى صوت الشيخ على محمود، وهو يرفع الأذان ويتلو القرآن الكريم.
وقيل إن بدايات "العدلية" في عالم التلاوة يرجع إلى تلاوة القرآن الكريم للسيدات في المصلى المخصص لهن داخل مسجد الحسين، وكان الشيخ علي محمود يحب الاستماع إلى تلاوتها.
- الشيخة سكينة حسن
الشيخة سكينة حسن من مواليد محافظة أسيوط لعام 1892، وكانت من القليلات اللاتي لهن أسطوانات خاصة بتلاوة القرآن، وهي أول قارئة مصريّة تسجل القرآن الكريم بصوتها ومن من أشهر قارئات القرآن الكريم في النصف الأول من القرن العشرين.
- الشيخة مبروكة
تعد الشيخة مبروكة من القارئات اللاتي كن يمتلكن صوتًا عذبًا، ولم تتوفر عنها معلومات سوى تداول فيديو نادر بصوتها يرجع إلى عام 1911 من سورة الإسراء، أي قبل دخول المقرئات للإذاعة، وقيل أنها أول قارئة للقرآن الكريم بعد الشيخة أم السعد رحمهما الله جميعًا.
- الشيخة أم السعد
من مواليد عام 1925، وتعد السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر للقرآن الكريم، وظلت تمنح إجازة القرآن الكريم للقراء من أنحاء العالم لمدة 60 سنة، ومن أشهر تلاميذها الشيخ أحمد نعينع.