رئيس المركز الأورومتوسطي: المحافظة على المصالح العامة واجب ديني ووطني
أوضح الدكتور منير القادري رئيس المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم أنه إذا عَرف كل إنسان مسؤولياته، وواجباته انتظمت الحياة في المجتمع و عمت الخيرية جميع مكوناته، وحذر من أنه إذا قُدمت المصالح الخاصة على المصالح العامة، يكون الفساد الأخلاقي بكل معانيه، وأردف أن علماء الأمة أجمعوا على أنه في حال تعارضت المصلحة العامة مع الخاصة فإن ”المصلحة العامة مقدمة“، جاء ذلك خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 99 التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
وأضاف "القادري" أن المحافظة على المصالح العامة، وعدم تقديم المصلحة الخاصة عليها واجب ديني، ووطني، وأنه لا وطنية صادقة من غير أخلاق فاضلة، وأنه لا مراعاة للمصالح العامة بدون تربية روحية أخلاقية خالصة لوجه الله، موردا مجموعة من الأحاديث النبوية وأقوال العلماء منها قول ابن عطاء الله السكندري: "الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها ".
وبين أن أداء العبادات والمواظبة على ذكر الله والطاعات هو عودة مستمرة إلى طلب الكمالات وتطهير القلب، ومجاهدة وتزكية النفس بأنانيتها وانحرافاتها، وأن هذا يتطلب أن يكون هذا الضمير حيا مُؤَسَّساً على مفهوم حب الخير لجميع الخلق وتقديم المصلحة العامة والأخوة الإنسانية.
واستطرد شارحا أنه ضمير يتم بناؤه في مؤسسات التنشئة الاجتماعية انطلاقا من الأسرة والمدرسة والمسجد وصولا إلى مدارس التربية الروحية الأخلاقية، وان الغاية من ذلك تكوين الشباب بتهذيب نفوسهم، ووقايتها من الانحلال الخلقي، وتكوين وعيهم الديني و حسهم الوطني على نحو سليم، يدفع عنهم ضعف الوازع الديني والخلقي، وانعدام حس المسؤولية والاستهتار بمستقبل الوطن واستغلال خيراته بعيدا عن كل توظيف أو استخدام لهذا الثابت في أغراض و مقاصد مصلحية كل على حسب هواه، موردا القول المشهور "التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف" .