تقرير فرنسي يفسر لغز بناء أهرامات الجيزة بشكلها المرصوف
لطالما حير سر بناء أهرامات الجيزة العلماء لعدة قرون، حيث لا تعتبر الفراغات الغامضة وغرف الدفن التي بداخل هذه المنشآت الضخمة اللغز الوحيد الذي يحير العلماء، بل الطريقة نفسها التي بنى بها القدماء المصريين أحد عجائب الدنيا السبع القديمة قبل الآلاف السنوات بهذه الطريقة المرصوفة الملفتة للنظر بدون استخدام أي تكنولوجيا أو تقنيات رسم الخرائط الحديثة.
ووفقا لما نقلته مجلة Slate الفرنسية، كشفت دراسة أجراها عالم الآثار الكبير والمهندس جلين داش، أن كل من أهرامات الجيزة الثلاثة مصطفة ومرصوفة بشكل تام بحيث يتم توجيه الزوايا في كل اتجاه رئيسي (الشمال والشرق والجنوب والغرب)، مشيرا إلى أن الأهرامات تم رصفها بمحاذاة النقاط الأساسية بدقة تتجاوز 4 دقائق من القوس، أو جزء من 15 من درجة واحدة، فهي جميعًا مستديرة قليلًا بعكس اتجاه عقارب الساعة من النقاط الأساسية.
ولفتت المجلة إلى أنه بينما توجد العديد من الفرضيات عن كيفية قيام القدماء المصريين بهذا العمل الفذ في بناء الأهرامات، حيث اقترح البعض أنهم استعملوا النجم القطبي أو نجم الشمال، لم يتمكن أحد من صياغة خلاصة نهائية حول الآلية الحقيقية التي اتبعها المصريون لبناء هذه الهياكل الضخمة دون استخدام تقنيات حديثة لذلك.
وأوضحت أن الدراسة خلصت إلى أن المصريين القدماء اعتمدوا على ما يسمي بــ "الاعتدال الخريفي" قبل حوالي 4500 عام لإتمام هذا الرصف المتقن للأهرامات الثلاثة، والاعتدال هو الوقت الذي يأتي مرتين خلال العام حيث تكون أشعة الشمس عمودية فوق خط الاستواء ويكون طول النهار مساويًا لطول الليل، مرجحة إمكانية ذلك باستعمال قضيب يعرف بـ"العقرب".
حيث قام مؤلف الدراسة باختبار تلك النظرية من خلال تجربته الخاصة بداية باليوم الأول من الاعتدال في خريف 2016 باستخدام حبل مربوط بعصا لتحديد نهاية الظل على فترات منتظمة ليشكل منحنى منظم من النقاط، وهو ما يعرف باسلوب “الدائرة الهندية”، حيث وجد أن انحناء الظل يمتد في خط مستقيم تقريبًا بين الشرق والغرب.
وتابعت المجلة إنه بالرغم من النتائج التي توصلت إليها الدراسة، لا يوجد أي دليل قوي على أنها تم استعمالها بالفعل من قبل المصريون القدماء، ولكن هذه الدراسة تعد من أكثر الدراسات توافقية لدعم تلك النظرية في الكيفية التي بنيت بها واحدة من أهم المنشآت الأثرية في التاريخ البشري أجمع.