ظهرت في «أحلام سعيدة»: تعرف على أقدم صالات المزاد في مصر (صور)
في منتصف القرن الماضي وبعد ثورة 23 يوليو، شهدت صالات المزادات رواجًا كبيرًا لأسباب أبرزها رحيل الأجانب عن مصر والاتجاه نحو بيع ممتلكاتهم ومقتنياتهم وكانت منها مقتنيات ثمينة ويرغم الكثير في شرائها واقتنائها فنشطت المزادات في الصالات خلال تلك الفترة.
السبب الثاني سيطرة المصريين على هذه المهنة بعدما كانت حكرًا على الإنجليز المحتلين، لكن ومع الألفية الجديدة شهدت هذه الصالات تراجعًا وأصبحت تلفظ المهنة أنفاسها الأخيرة وأصبح الكثير من أبناء الجيل الحالى لا يعرفون عنها الكثير حتى تردد ذكرها في مسلسل "أحلام سعيدة" على لسان الفنانة يسرا وبدء البعض يتساءل عنها وعن أشهر أماكنها وهو ما نتناوله خلال هذا التقرير.
صالات المزادات
أما عن صالات المزادات فهي أماكن مخصصة لبيع وعرض التحف والأنتيكات والأثاث والسجاد ولعل أكثر ما يزيد من شهرتها تردد المشاهير والملوك والأمراء عليها ليقتنوا منها ومن أبرز الصالات.
صالة مزادات الكرنك
قال أحد العاملين بصالة مزادات الكرنك إن يسرا وفريق عمل مسلسل احلام سعيده أتوا إلى الصالة وعاينوا بعض المعروضات وقاموا بتصويرها أثناء التجهيز للمسلسل وذلك نحو 6 أشهر تقريبا، مشيرًا إلى أن المسلسل تم تصوير بعض اللقطات منه بالقرب من الصالة بمنطقة مصر الجديدة كما يتردد على صالات المزادات العديد من الشخصيات العامة واخرهم الإعلامية منى عراقي لشراء بعض المعروضات لتزيين منزلها.
من أبرز الصالات أيضا صالة «كاتساروس» وهى من أقدم وأشهر صالات المزادات في وسط البلد حيث يرجع تاريخ نشأتها إلى 1923 حيث سمي بإسم مالكة الذي كان في بادئ الأمر استوديو لتصوير الأفلام وتحول الى صالة مزادات وكانت تدار من قبل يونانين ولا تزال قائمة بمقرها في شارع جواد حسني، وتعرضت لحريق عام 2014، لكن عوض القدر مالكية عن خسائر الحريق بأحجار قديمة اكتشفوها أثناء الترميم.
وتوجد صالات أخرى في القاهرة من أبرزها صالة لورد للمزادات بأبو الفدا بحي الزمالك وأيضا صالة تيوليب للمزادات بمدينة نصر، وصالة رويال للمزادات بالنزهة وصاله مزاد انترناشيونال بوسط البلد.
من الملك فاروق لـ سوسن بدر: هنا يتحدث التاريخ
في ممر ضيق متفرع من شارع شريف بوسط البلد، تقع صالة اوزوريس للمزادات، والذي يتوافد عليها العديد من نجوم الفن والشخصيات العامة، وهى أول صالة مزادات منتظمة في مصر والشرق الأوسط، تحمل في طياته عراقة تحف وأنتيكات تحمل عبق التاريخ، مر عليها الزمن تتميز بطابع فني مصنوع بدقة وحرفية، هنا صالة اوزوريس للمزادات يتحدث تاريخ التحف والأنتيكات منذ العصور الملكية.
تجار اوزوريس
مضى أكثر من قرن على إنشاء صالة أوزوريس التي أسسها جورج ليفى عام 1900، وانتقلت بعد ذلك إلى جويدو كاسترو وهو إيطالي الجنسية، ثم فرانسوا عبادي، وبعدها صديق قلتة، ومن بعده شكري صديق قلتة، والوقت الحالي فؤاد صديق وهو خبير مثمن ومحاسب قانوني والمدير العام بالقوى العاملة سابقا.
زوار صالة أوزوريس
كل من يبحث عن الأصالة والعراقة وما هو قديم فهو من رواد صالات المزادات، وكان من أشهر زوار صالة أوزوريس في الماضي كانت الطبقة الأولى من الباشاوات والأمراء والسفراء وعلى رأسهم الملك فاروق وفؤاد باشا، ومن زوار الصالة في الوقت الحالي حرم الفنان هاني شاكر، الفنانة سوسن بدر، الفنانة نادية مصطفى وزوجها أركان فؤاد.
تاريخ أوزوريس
عمرها 117 عاما لازالت صامدة حتى الوقت الحالي لعرض أفخم قطع الأثاث التي لها تاريخ، فهي موروثة أبا عن جد، خاصة وأن الأنتيكات في المرحلة الثانية بعد الأثار لما تحمله من أهمية بالغة وثمينة لا تقل قيمة عن الأثار، فكان من قبل يتم الإعلان عن المزادات عبر الخطابات الرسمية والوقت الحالي ومع مواكبة العصر يتم الإعلان عنها عن طريق الجرائد الرسمية والبريد الإلكتروني.
تعتبر أوزوريس من أول صالات المزادات وأشهرهم في الوطن العربي والتي اشتهرت بالصدق والأمانة لذلك كانت تجذب صفوة المجتمع، وأن فيلم سيدة القصر للنجمة فاتن حمامة تم تصويره بالصالة.
عقب ثورة 1952 تم اختيار صالة أوزوريس من قبل قيادة الثورة بعد تأميم القصور الملكية لبيع محتويات القصور وكان وقتها حدث عالمي وحضر ذلك المزاد أمراء ورؤساء وصحفيون عالميون.
صاحب صالة مزادات: عالم المزادات ملئ بالأسرار
من داخل صالات المزادات قال مصطفى السيد، صاحب أحد صالات المزادات، إنه من الشائع أن المزادات تتم على بيع واقتناء التحف والانتيكات باهظة الثمن فقط، لكن صحيح الأمر أن أي شئ من الممكن ان يدخل ضمن قائمة معروضات المزادات سواء بضائع، خردة، محال، شركات، مصانع، ليتم بيعها لمالك آخر وإعادة الاستثمار فيها من جديد، وذلك بدلا من الاستغناء عنها او تكهينها.
تابع السيد، ان هناك تفاصيل صغيرة تفصل في تسعير المعروضات في المزادات، مثل مزاد اللوحات الفنية، فيكون الفارق في المواد الدهانية المرسوم بها من زيت او طباعة او ألوان اخرى، وعلى حسب الفنان صاحب رسم اللوحة، وإذا كانت موقعة أو لا.
وأكمل أن زبون المزادات ينقسم إلى قسمين أما هاوي للمقتنيات ويتابع المزادات الخاصة بالتحف للاقتناء المنزلي، وأما تاجر او مستثمر يرغب في اقتناء القطع التحفية او البضائع حتى من النحاس او الحديد او غيره للتجارة فيها مجددا.
عما يقال بإن كل ماهو قديم غلى ثمنه واصل، إن هذه مقولة في مجال تجارة المزادات خاطئة فهناك معروضات قديمة، لكنها ليس لها محل من رغبة الزبون، وتصبح معروضات غير مطلوبة، مثل الصالونات، فهناك اشكال منها غير متماشية مع الذوق العام، وكما ان الاقمشة الخاصة بيها او تصميم الهيكل الخشبي لا يجذب ذوق الزبون على الرغم من قدم تصنيعه.