«من القاهرة هنا دمشق».. قصة «الأشقاء الثلاثة» مع الحلوى السورية فى العتبة (صور)
10 سنوات منذ أن ترك محمد منزله في دمشق بحثًا عن الملاذ الآمن، هنا القاهرة؛ أعلن قائد الطائرة هبوطها مُقِلة محمد وآخرين من الوطن الجريح 17 عامًا كان عمره وحقيبة ذكريات كان كل ما يملك الصبي في مصر العروبة، لكن الأمل هزم الألم، واختار رفقة شقيقيه دربًا تؤمن لهم الحياة.
في منطقة العتبة وسط القاهرة؛ تقف سيارة صغيرة مميزة إلى جوار نفق مشاة تأخذ العربة لونًا وتصميمًا يجذبان الأنظار، لكنهما ليسا فقط كل ما يُثير الاهتمام هُنا، فالذي تحمله العربة يأخذ قسطًا أكبر من الإعجاب، حلوى سورية بأنواعها المختلفة؛ تعكس أضواءً وبريقًا تحت أشعة الشمس فتعكس لونًا كريستاليًا يُداعب محبيها.
3 أشخاص يقفون إلى جوار العربة بملابس تميزهم جميعهم يرتدون البالطو الأبيض؛ ويتقاسمون الملامح ذاتها.. أكبرهم محمد طارق صاحب 27 عامًا.. ثم حمزة في ربيعه العشرين، وعمر أصغرهم في الـ15 من العمر.
حملّ الأشقاء بصحبتهم مهنة توارثوها عن عائلتهم في سوريا؛ وصارت سبيلهم لمواجهة أعباء الحياة، وتوفير نفقاتهم في القاهرة، فاختاروا صناعة الحلوى..«مررنا بمصاعب في البداية كما هي البدايات في العادة؛ لكن الجميع هُنا يعرفونني ويُحبونني، ويُطلقون عليّ دكتور كنافة».. يقول كبيرهم.
محمد وصل في مسيرته التعليمية إلى طب الأسنان في جامعة القاهرة، ووصل إلى عامه الثاني، قبل أن يُقرر تأجيل امتحانه، هكذا يقول، مضيفًا أنه فعل ذلك من 3 سنوات ولا يعرف ما إذا كانت العودة متاحة الآن أم لا.. خاصة أنه تركها بسبب «ظروف» مروا بها، ولم تنتهِ بعد.
يمر أحد الأشخاص من أمام العربة رجل مُسن بملابس رثّة، يُسرع له الشاب السوري ليُعطيه بعض الحلوى، ثم يُبادله الضحكات ويعود ليروي لنا المزيد.. يحلُم الشاب بأن يفتتح محل حلوى في المنطقة التي عرفها فيها الناس هُنا في العتبة، لكنه يأمل، أيضًا، أن يعود إلى دراسته في كلية طب الأسنان من جديد.