«محبة مصر بقلوبنا».. القسيسة الأولى في سوريا تكشف كواليس رحلتها لـ«الدستور»
الأولى في سوريا والثالثة على مستوى الوطن العربي، وصلت عقب أعوام طويلة من الدراسة والسعي، لتصبح أول رسامة للسنودس الإنجيلي الوطني في سوريا، إنها «متيلدا ميخائيل صباغ» أول قسيسة في سوريا.
كان لـ«الدستور» حوارا معها للتعرف على كواليس الرسامة والعراقيل التي ظهرت أمامها خلال رحلتها من الخدمة للرسامة.
في البدابة.. من هي متيلدا صباغ السيدة السورية؟
أنا «متيلدا صباغ» 32 عاما، تخرجت من جامعة حلب وتحديدا الأدب الانجليزي عام 2012، ثم انتقلت لبيروت ودرست اللاهوت وحصلت على الماجيستير في 2016 وعقب التخرج استملت الرعاية الكنيسة الانجيلية المشيخية الوطنية في الحسكة شمال شرق سوريا.
ماذا عن حياتك الأسرية؟
تزوجت قبل 3 سنوات من زوجي ومدير مكتبي ومسؤول الإدارة المالية بالكنيسة، أنجبت بنتين توأم يبلغان من العمر عامين.
كيف كانت كواليس تلك الخطوة داخل الكنيسة؟
كواليس الرسامة فالسنودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان، وكنيستنا تابعة له ومقره بيروت، بدأت منذ أكثر من 20 عاما، ورجال السنودس يسعون من خلال جهد كبير سواء من قبل رجال اللاهوت والقساوسة الرعاة كانوا بيساعدوا لتكون رسامة المرأة حقيقية، وبالفعل وقبل بضعة سنوات حصل التصويت بالإجماع من قبل المجلس الإداري على الموافقة على رسامة المرأة وتم رسامة أول امرأة في لبنان وهي رولا سليمان، وكان هناك لينا نصر الله وهي دكتورة في اللاهوت قسيس ثاني بكنيسة بيروت الوطنية.
ومن خلال «الدستور» أؤكد أن الرجال الذكور كانوا يحاربون لكي تصل المرأة، وكان دورنا نحن مقتصر على الدراسة والعمل حتى أصبحت الرسامة الثالثة على مستوى الوطن العربي والأولى في سوريا.
كان هناك بعض أسئلة الاستفهام من قبل بعض الناس المؤمنين العاديين، فهم لم يكونوا متعودين على أن تقود المرأة الرعية، وكانوا بحاجة في أن يعرفوا ويفهموا إيمانيا برأي الله بالمرأة والفرق بين رأى الله والمجتمع، والتأثيرات الأخرى التي صنعها المجتمع على الكنيسة، وكيف وجه لزمن طويل رحلة الكنيسة رحلة الإيمان مين مقبول ومين مرفوض داخل الكنيسة فخلال سنوات طويلة كان التأثير في الكنيسة تأثير مجتمع ولم يكن تأثير إيماني.
وبالفعل عرفوا دور المرأة الكبير في الكتاب المقدس وانتهت جميع الشكوك والأسئلة وأصبحوا مؤيدين وحاضنين كنائس السنودس، وكان هناك دعم من الكنائس الأخرى وشهدوا عل الرسامات الثلاثة وخاصة كنائس الكاثوليك.
هل كانت هناك عراقيل أمام تنفيذ تلك الخطوة؟
العراقيل كانت عراقيل أمنية وعراقيل جائحة كورونا، وبسبب تفشى كورونا تأخرت منذ عام 2019، بجانب الإجراءات الاحترازية وإغلاق الحدود مع لبنان، بجانب وجودي في الحسكة ووجود أكبر سجن للدواعش بالمدينة، فكانت هناك دواعي أمنية خاصة في تنقل القساوسة من المدن السورية الأخرى خوفا على سلامتهم وأمنهم.
حاربت أهلي 10 سنوات حتى أدرس اللاهوت..
منذ متى وأنت تحاولين الوصول لتلك المكانة؟
«أنا لم أسع.. أنا خدمت واستقبلت دعوتي الإلهية من الله منذ عامي الـ13، حاربت أهلي حتى أصبح عمري 23 عاما، لكى أدرس اللاهوت، والدي وافق على دراستي اللاهوت وهو شيخ وأحد بناة الكنيسة وأسس المدرسة الخاصة بها، ليلة وفاته، حاربت أهلي 10 أعوام، كان حلمي هو دراسة اللاهوت واليوم حلمي هو دكتوراة بالاهوت وليس الرسالة فقط، صفتي بين الناس هنا قسيسة خادمة، أنا كهنوتي هو مفروس للرعاية، فأنا سعيت بموضوع الدراسة وخاصة أنه صعب ونادر تلاقى بنت بدها تدرس لاهوت، فلهذا سعيت كرمال وربنا رتب الأمور الباقية، وسعيت بخدمتها على مدار 6 سنين يفهموا أن المرأة قوية ولا تخاف ولا تهاب ولم تترك الكنيسة بظروف صعبة، سعيت لمدة عامين بدون قسيس داخل الكنيسة، فخدمت بقوة والناس كانت معي يوم الرسامة، فمن أول يوم بينادوني يا قسيسة، فهنا كان هدفي في أن يعرف الناس أن دور المرأة أساسي وما حد يقدر يوقفها إذا رغبت بشئ، فحاربت لمدة عامين من خلال المذاكرة والدراسة والحفاظ على صورة المرأة القوية، وباقي الأمور حصلت من قبل السندوس الذكور».
منذ متى وأنت تخدمين بالكنيسة؟ وكيف تلقيت خبر الرسامة؟
خادمة من عمر الـ10 سنين، وراعية من عام 2016، تلقيت النبأ برسالة استعدى ستكون الرسامة خلال 10 ايام، فكل شئ جاء بسرعة كبيرة جدا من تحضير الكنيسة وتأمين بطاقات السفر والزينة والدعوات، وحين خرج النبأ للفيس بوك صدمني حب ودعم الناس من داخل سوريا وخارج سوريا والتعليقات كلها كانت ايجابية ومرحبة، تفاجئت بانفتاح المجتمع السويى، وكان هناك أراء ضدها وكانت بشكل استفساري وتم إرسال لهم بيانات لتوعيتهم، فنحن نحاول عمل شيء ليعيد المرأة مكانتها ليضيء على الظلمة التي كانت بداخلها.
وكان لنا الكثير من الأمثلة كان هناك مريم وكيف قبولها للروح القدس وكيف استقبلت أمر الله وقبولها وكيف كانت التلميذة الأولى والأخيرة وكيف استمرت تحت الصليب باقي عمرها، هذا هو ما أفكر فيه ما بفكر بأشياء سلبية، بدى كلمة الله هي التي تحكمني، بدى كلمة الله هي التي تمشى حياتنا.
والحمد لله وصلنا لعدالة إلهية في سوريا من خلال السندوس الإنجيلي في سوريا ولبنان، ونطمح للجميع أن يصلوا لهذه العدالة ليبني من جديد الفكر العربي في المشرق، وتحدث نهضة اجتماعية وروحية وفكرية وحتى لا نستمر في الظلمة من قبل داعش وجبهة النصرة والحروب والأمراض.
فأهلي الأن سعداء وأسرتى داعمة، فنحن قدرنا كأسرة بعمل الروح القدس من الله فينا لنصنع التاريخ لسوريا الحبيبة.
مصر كبيرة وعظيمة بعيوننا ومحبتها في قلوبنا كبيرة نصلى من أجلها دائما..
وفى ختام حوارها، قالت القسيسة متيلدا: «ربنا يحمى مصر، مصر عظيمة بعيوننا، محبتنا لمصر كبيرة جدا جدا بقلوبنا ونصلى دائما من أجل مصر، ونتمنى أن تكون رائدة الوطن العربي ككل وتصل لمكانات أعلى وأعلى».