الإخوان والدولار.. عمالة شرعية (2)
يُركز الخطاب الأخواني على قول سيدنا عمربن الخطاب : " لو تعثرت بغلة في العراق لسُئل عنها عمر" ، بينما يتجاهل خطابهم مدح أمير الشعراء أحمد شوقي للرسول الكريم بوصفه : " الأشتراكيون أنت إمامهم " . وهنا يبرز التوجه الأجتماعي والأقتصادي عند جماعة الإخوان ، فقول عمر رضي الله عنه تستغله الجماعة في إضعاف موقف أي حاكم لا ترضى عنه وإضعافه بوصمه أنه حاكم لا يحكم بشرع الله - من وجهة نظرهم – لتكون الجماعة هي البديل لأي حاكم !
بينما وصف رسولنا الكريم بإمام الأشتركيون يتعارض ليس فقط مع توجهات الجماعة ومصالحها ، ولكنه وصف يتعارض أيضاً مع الدور الذي كُلفت الجماعة للقيام به أثناء الحرب الباردة لصالح الولايات المتحدة الامريكية والذي جعل من الجماعة رأس حربة أمريكية ضد الكتلة الشرقية عموماً و الأتحاد السوفيتى خاصةً ، حتى وصل الأمر إلى الزج بشباب الجماعة و شباب مسلمي العالم إلى الحرب المسلحة في أفغانستان ضد السوفيت - وكله بشرع الله – وبالدولار أيضاً .
في أغسطس من عام 1953 ألتقى شاب في السابع والعشرين من عمره بالرئيس الأمريكى "أيزنهاور" في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ، اللقاء تم مرتين ، الأول معلن وتم نشر صوره وتضم دعاة مسلمين من عدد من البلدان الإسلامية واللقاء الثاني مغلق وسري كشفت عنها وثائق المخابرات الامريكية التي نُشرت بعد مرور فترة سريتها ، وفي بداية الألفية الجديدة توالت نشر الوثائق لترفع النقاب عن أسرار وخفايا مواقف الجماعة في مصر وأوربا و دول الشرق المسلمة ونشرتها كتب ( لعبة الشيطان ومسجد في ميونخ وميراث من الدماء، ومن أهم الكتب التي صدرت مؤخراً وتكشف عن علاقة الإخوان بالغرب والأمريكان كتاب الوحي الأمريكي للكاتب الصحفي الكبير عبدالعظيم حماد رئيس تحرير الأهرام السابق)
تقول الوثائق أن الشاب العشريني الذي ألتقى بالرئيس الأمريكي هو من كان يُطلق عليه لقب وزير خارجية جماعة الأخوان سعيد رمضان زوج بنت حسن البنا
أكدت الوثائق أن مشاركة "رمضان" بالمؤتمر جاءت أخذاُ بنصيحة المؤرخ اليهودي "برنارد لويس" صاحب خرائط تقسيم وتفتيت الوطن العربي الذي طلب من المخابرات الأمريكية وضع خطط لدعم الإخوان
وكان الهدف الحقيقي من لقاء صهر البنا بـ "أيزنهاور" هو الترويج لأجندة معادية للشيوعية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة ، إلى جانب ضرب القوميات الناشئة بالمنطقة بعد تخلصها من الإحتلال البريطاني والفرنسي في فترة الخمسينيات وظهور الكتلة الشرقية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بداية من أوربا .
وهنا نُذكر شعبنا العظيم بما كان يروج له الأخوان في الشارع المصري والعربي في كتبهم وخطبهم وعلى المنابر ونُذكرهم أيضاً بأراء وأحاديث ومقالات الشيخ متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود وغيرهم من نجوم تلك الفترة التي أعتبرت فيها الجماعة أن اليهود – الأسر ائيلين - أهل كتاب وأبناء عمومة ، في حين أعتبروا أن الاشتراكية هى الشيوعية وأن الشيوعية كفر وإلحاد يجب محاربته .. وما كان ذلك الموقف إلا تمهيد لدخول الجماعة عصر البيزنس من أوسع أبوابه لتصبح الجماعة قوة إقتصادية ضخمة في مصر والوطن العربي وأوربا وكان الدولار هو طريقها لهذة القوة .. وللحديث بقية.