الطريق إلى الجمهورية الجديدة (3).. المخططون اعتبرو القرار انتحارا
حتى لا ننسى.. الطريق إلى الجمهورية الجديدة، واجه تحديات فوق التحديات، ولم يكن يتوقع أحد أن تتحول مصر من العوز للاكتفاء والتصدير، في أقل من 7 سنوات، يشهد على ذلك أوضاع الكهرباء في مصر وقتما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، واليوم، وكذلك الوحدات السكنية والسلع الأساسية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
الخبراء والمتخصصون كادوا أن يجن جنونهم، بعدما عرضوا المخطط الاستيراتيجي القومي للتنمية على الرئيس السيسي عقب توليه مقاليد الحكم في المرة الأولى، حيث تفاجأوا بالمطالبة بتنفيذه كله وفورا، إذا كيف ذلك ونحن نعيش في دولة تعاني كثيرا من الأوضاع المتردية سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا، وحتى يمكن أن تكون هناك عمليات إصلاح وتنمية – بحسب الخبراء -، علينا أن نتمكن من ضبط الحالة الأمنية أولا ومعها بعض المشروعات المجتمعية مثل مشروعات الصحة والتضامن الاجتماعي والسكني، على أن تستقر البلاد ويستتب الأمن، بعدها يمكن أن تشرع الدولة في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى مثل مشروع قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية والمليون ونصف المليون فدان استصلاح زراعي وغيرهم، إلا أن الإرادة السياسية لدولة 30 يونيو قررت أن تبدأ تنفيذ كل المشروعات القومية الكبرى والصغرى مع بعضها وهو ما اعتبره من خططوا لذلك انتحارا.
الأوضاع ليست مؤهلة بأي شكل من الأشكال حتى يستوعب الرأي العام الى أين نحن ذاهبون وكيف؟، وهو ما أشعل ثورة كبيرة للشائعات قامت بها منصات الجماعات الإرهابية ومن يدعمونهم بالخارج، وحاولت باستماتة أن تكسر الهمم وأن تشحن الرأي العام ضد القيادة السياسية لإحداث حالة من الفوضى والبلبلة، لكن الله قدر ألا ينال المغرضون مقصدهم وأن يعين كل من يسعى لبناء هذا البلد من جديد.
في المقابل كانت هناك قيادة سياسية صاحبة قرار، اختارت من يعملون معها بشكل جيد، ومنحتهم كل الثقة والدعم، حتى تمكنت في سبع سنوات من مضاعفة المساحة المأهولة بالعمران في مصر من 6 لـ أكثر من 14% من إجمالي مساحة الجمهورية، ناهيك عن استعادة العبق الثقافي والتاريخي لكل البلدان القديمة بما يتواكب مع العصر، وعشرات الآلاف من المشروعات الكبري التي وفرت ملايين الفرص من العمل للشباب، وفرص الاستثمار التي تبشر بقدوم الخير على حاضر البلاد ومستقبلها، بالعمل والعمل فقط.
يمكننا في 2022 أن نقول إن قرار تنفيذ المخطط الاستيراتيجي القومي للتنمية من قبل الرئيس السيسي فور توليه مقاليد الحكم، هو قرار إنشاء جمهورية جديدة وليس مدينة أو اثنين، ويشهد على ذلك ما جرى خلال السبع سنوات الماضية، وهو قرار يذكر وسيخلد في تاريخ مصر الحديث، ولا ننسى أنه كانت هناك محاولات عديدة منذ سبعينيات القرن الماضى، قام بها الرئيس الراحل السادات ومن بعده حاول الرئيس الراحل مبارك أيضا تنفيذ ولو جزء بسيط من مشروعاتها، إلا أن كل هذه المحاولات لم تحقق شيئا يذكر.