على جمعة: الصلاة عماد الدين والفرق بيننا وبين من كفر
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الله سبحانه وتعالى أكرمنا في تلك الأمة تشريفا وتكليفا بوسطيتها {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} هذه الآية تمثل طريقا واضحا للمسلمين تشريفا وكل تشريف معه تكليف، وتكليفا، فكما يشرفنا الله تعالى ويُعلي من قدرنا فإنه يكلفنا حتى نصل إلى هذه الغاية المرجوة، "فالوسط" هو قمة الجبل، فيريد الله من الأمة أن تصل إلى قمة الجبل، فإذا وصلت الأمة إلى قمة الجبل كانت في وسطه ، فكلمة "الوسط" في لغة العرب معناها العلو.
وأضاف "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: الاجتماع البشري الذي هو أصله العلاقة بين الرجل والمرأة، فتتكون أسرة، فيتكون مجتمع، فيتكون جيش يدافع عن هذا المجتمع من أى عدوان، أو من أى طمع من الآخرين، فيتكون انتماء للوطن وحب للمكون الأساسى لشخصية الإنسان، كل هذا يحاول بعضهم الآن أن يهدمه، فيحاول أن يهدم كل سلطة، يريد الإنسان أن يعيش بلا سلطان ، وهنا سيحدث ما نسميه بالتفلت، هذه ليست حرية، وهذا ليس خيرا، بل هو فساد ؛ الفساد أن نخرج من سلطان الأسرة، وأن نخرج من سلطان الحى والجيران، وأن نخرج من سلطان الدولة، وأن نخرج من كل شيء في فردية مقيته يأباها الله ورسوله والمؤمنون، لأنها فى النهاية تقدح فى الاجتماع البشري.
وتابع " جمعة": الصلاة التى يؤكد الله سبحانه وتعالى علينا أن نحافظ عليها، يقول تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قانتين يعنى ساكتين ، يعنى لا يصلح في هذه الصلاة شئ من كلام الناس، فإنما هى للتهليل وللتكبير وللتحميد وللتسبيح، إنما قانتين معناها أنه لو سلم علينا أحدهم لا نرد عليه السلام لأننا في صلاة، فلو أن أحدهم سأل سؤالا لا يجوز أن نجيب عليه لأننا في صلاة، ولذلك فالصلاة هى عماد الدين، وهى ذروة سنامه، وهى الفرق بيننا وبين من كفر.
وأشار إلى الصلاة الوسطى؛ والصلاة الوسطى للعلماء فيها أربعون قولا، قيل فيها كل الأوقات ، هل هى الظهر ، بها أقوال ، أو العصر، أو المغرب، أو العشاء، أو الفجر، هذه خمسة أقوال، أو أنها الصلاة الصعبة عليك، كل شخص له ظروفه الحياتية، فهناك من يسهر بالليل فصلاة الفجر صعبة عليه، فتكون هذه الصلاة الوسطى.