رغم أزمة كورونا.. كيف عززت الدولة السياحة الثقافية؟
رغم أزمة فيروس كورونا المستجد استمرت القيادة السياسية في تطبيق كامل خطتها للنهوض وتعزيز وتطوير قطاع السياحة ليكون بكامل قوته عند عودة حركة الطيران وحركة السياحة إلى وضعها الطبيعي من جديد بعد انتهاء هذه الأزمة التي بالفعل بدأت تُزاح شيء فشيء بفعل توفير لقاح كورونا لغالبية المواطنين والتأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية.
وخلال هذه الفترة، استمرت الدولة في افتتاح العديد من المشاريع من متاحف جديدة والإعلان عن اكتشافات أثرية متتالية تُظهر للعالم ما يحويه باطن الأرض المصري من تاريخها العريق.
وبالفعل حرصت وزارة السياحة والآثار على المشاركة في أسواق السياحة العالمية ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ومنها النسخة 41 للمعرض الدولي للسياحة والسفر "الفيتور"، الذي انعقد بالعاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 19 حتى 23 مايو 2021، وتم بحث استعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من إسبانيا.
وفي يوليو شاركت مصر في الجلسة الحوارية التي عقدت للاستعداد لاستئناف السياحة وتنمية السياحة البينية بين الدول الإفريقية في القمة الدولية لتعافي السياحة التي عُقدت بمدينة نيروبي بكينيا.
وهو ما أكده خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، بأن ما تشهده مصر من اكتشافات غير مسبوقة وافتتاحات لمتاحف ومواقع أثرية جديدة ساهم بشكل كبير في تخطي مصر لكل العقبات في ميدان السياحة التي أثرت على السياحة العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الدائرة حاليًا بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار ريحان، في تصريح لـ"الدستور" إلى الطفرة غير المسبوقة التى تشهدها مصر فى ميدان السياحة بسبب توافر المناخ الملائم للسياحة بفضل توجيهات القيادة السياسية ووضع السياحة ضمن الأولويات لارتباطها بكل شرائح المجتمع باعتبارها تنمية شاملة لكل الأنشطة الاقتصادية فى مصر من زراعة وصناعة ونقل وتسويق.
وذكر خبير الآثار أن المقصد السياحي المصري حقق المعادلة الصعبة في ظل تداعيات أزمة كورونا ما بين استئناف حركة السياحة الوافدة إلى مصر مرة أخرى مع الحفاظ على صحة وسلامة العاملين بالقطاع والمواطنين والسائحين، وفي الوقت نفسه ضمان استمتاع الزائرين والسائحين بقضاء إجازاتهم في مصر من خلال تجربة سياحية ممتعة فى جو آمن.
مجهودات تنشيط السياحة الداخلية ض
وأشاد بمجهودات وزارة السياحة والآثار الممثلة فى إطلاق موقع إلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية لتنشيط السياحة الداخلية، يحتوي على معلومات عن المتاحف والمواقع الأثرية وجولات افتراضية لبعض هذه المواقع بالصور والفيديوهات.
ونظمت زيارات ورحلات تعريفية لمشاهير المدونين والمؤثرين الأجانب والمصريين والعرب الذين يتمتعون بعدد كبير من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لتنمية الوعي السياحي والأثري لدى المواطنين حيث يتمتع هؤلاء المؤثرين بمتابعين تتراوح أعدادهم ما بين 500 ألف و2 مليون متابع، ودعت المواطنين لزيارة الأماكن السياحية المختلفة والاستمتاع بها ونشر الوعي السياحي بين المواطنين، مع الالتزام باتباع الإجراءت الاحترازية والوعي بأهمية الحفاظ على الآثار والمنشآت والفنادق السياحية.
وأشار ريحان إلى موكب المومياوات الملكية الذي أعاد اكتشاف مصر، خاصة للأجيال الجديدة في العالم التي تابعت الحدث عبر كل وسائل التواصل، وقد اكتشف العالم القيمة الحضارية لمصر منذ القرن قبل الماضي باكتشاف خبيئة الدير البحري عام 1881 وخبيئة أمنحتب الثاني عام 1898 والتي أنشأت بما يسمى بالولع بالحضارة المصرية.
افتتاحات المتتالية للمتاحف وإقامة المشروعات السياحية الضخمة
وتوالت الافتتاحات لمواقع أثرية جديدة ومتاحف منها متحف كفر الشيخ ، وشرم الشيخ والمركبات الملكية، وحرصت القيادة السياحية على افتتاحها ما أضاف قيمة كبرى لها أمام العالم، واقتحمت الدولة مشاريع ضخمة لأول مرة ومنها مشروع تطوير القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى أكبر موقع عالمى يضم آثارًا إسلامية.
ومشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين كملتقى للأديان والحضارات ومشروع تطوير محطات مسار العائلة المقدسة لتصبح مصر قبلة الحجاج المسيحيين فى العالم، تحويل منطقة المدابغ وعين الصيرة إلى حديقة دولية ومتحف مفتوح للآثار علاوة على الاكتشافات الأثرية المبهرة بالأقصر وسقارة والاكتشافات الأثرية المستمرة وانتظار العالم لافتتاح المتحف المصرى الكبير وما يواكبه من تطوير غير مسبوق بمنطقة الأهرامات.
وأكد خبير الآثار أنه على المستوى الثقافي ستصبح مصر مصدر إشعاع ثقافي وحضاري للعالم مما سينتج عنه تقدير عالمي من المنظمات الدولية والعربية والإسلامية المهتمة بالثقافة (يونسكو- إليكسو – إيسيسكو) مما سيساهم بقدر كبير بتسجيل الآثار المصرية تراث عالمي باليونسكو خاصة.