عادل رضوان: الكتاب القادم سيكون «سيكولوجى».. ونقدم ما هو مختلف (حوار)
أصدر الكاتب عادل رضوان وفريقه كتاب "بتوقيت القاهرة" عن دار دوِّن للنشر والتوزيع، والكتاب اهتم بتفاصيل دقيقة في تاريخ مصر، وناقش حياة العديد من الشخصيات منها المعماري المصري الكبير حسن فتحي، وأصل لعبة التحطيب الشعبية، وغيرها من الأمور التي تحتاج الكثير من البحث، وكان رضوان قد سبق له تقديم العديد من الفيديوهات مع فريقه ونشر الفيديوهات على منصة شهيرة ولاقت الكثير من الإعجاب.
وذكر رضوان خلال حواره لـ"الدستور"، أن الجزء الثاني من الكتاب سيكون عبارة عن كتاب سيكولوجي، يهتم بتعريف الإنسان بداخله، أن ينقب في ذاته ويعرف قدراته، وإلى نص الحوار.
ـ كيف كان التكوين ونشأة فريقك؟
نشأة فريقي استغرقت وقتًا طويلًا، استغرقت حوالي ثلاث سنوات للتحضير، واعتمدت على من يقف أمام أو خلف الكاميرا، ألا يكون خبيرًا لأننا نقوم بعمل شىء مختلف وليس مشابهًا لأية قواعد أكاديمية، كنت أريد الموهوبين فقط، وليس من يملكون خبرات كبيرة، كنت أحب أن نشبه الناس وأن يشعر الكل أننا منهم ولهم، وفي الأخير نجحت في أن يكون كايرو تايم أناسًا يشبهون الناس.
ـ لماذا تعمدتم أن يكون الحكي بالعامية وليس الفصحى؟
الحكي بالعامية كان لأننا نعرف أننا مختلفون، مختلفون ولكن بهدف، وكل شيء مصري، الخلفيات التي نستخدمها توحي بكل شيء مصري مثل صورة الزعيم جمال عبدالناصر، أشكالنا وطرقنا وكل شيء لا بد أن يكون مصريًا خالصًا، وأيضًا هناك هدف أكبر من هذا هو استرجاع هويتنا المصرية.
منصتنا تستهدف المصريين ومن يتابعها سيتابعها بلهجة أبنائها، كل أفلامنا القديمة ومسلسلاتنا كانت في وقت لا أحد فيه يعرف السينما أو الدراما، وكانوا يتابعون الميديا المصرية، وفي التطور السريع أصبح الجميع يتكلم باللغة الإنجليزية في المعاملات اليومية، وهذا يؤثر على لغتنا العربية، ومن هنا كان الحكي والكتابة أيضًا بالعامية المصرية.
ـ ناقش الكتاب أمورًا كثيرة مثل اسم مصر وحسن فتحي وحميدة خليل وغيرها.. علام اعتمد عادل رضوان في اختياراته لما سيكتب عنه؟
نابع من الهدف وهو التعريف بأشياء للمصريين عن بلدهم وتاريخهم، وأن نكسب أكبر فئة من الناس لقراءة الكتاب، لأن جمهور التاريخ ليس كبيرًا، فحاولنا أن نكون قريبين.
ولو لاحظت بدأنا في الفصل الأول وتحت عنوان "أصل الحاجات" وشرحنا أصل اللعبة الشعبية التحطيب والكثير من الأشياء أصلها مصري، وننتقل في الفصل الثاني الذي حمل هم التعريف بأناس مصريين مهمين جدًا تناساهم البعض، والفصل الثالث عن أشخاص أثروا ولهم شوارع بأسمائهم ولا يعرفهم أحد، وبعدها فصل عن "يوم ما يتنسيش" عن أيام غيرت وجه مصرنا ومصر قبلها ليست مصر بعدها، مثل جائحة كورونا أو ثورة 25 يناير، ولكنها أمور قديمة كان لها تأثيرها على بلادنا.
في كتبنا نحن نستهدف الأجيال الصغيرة المقبلة، فحين تسأل أحدهم الآن ما هي "6 أكتوبر"، ستتوقع أن يقول لك هي مدينة، لكنا نحاول أن نعيد المفاهيم في العقول الصغيرة لتنشأ على هذه المعرفة.
ـ كتاب "بتوقيت القاهرة" ليس له حد ينتهي عنده وبالتالي يمكن أن يكون له جزء آخر وثالث أيضًا؟
الجزء المقبل من الكتاب لن يكون تاريخيًا ولكنه "سيكولوجي"، والرسالة تعريف الناس عن دواخلهم، هي أشياء لا يتعلمها الأبناء في المدارس، فكانت لنا فيها وقفة، وهو الفرق بيننا وبين الغرب فهم يدرسونها لأبنائهم، وفي الأخير نحن لا نقدم تاريخًا فقط أو طبًا أو غيرها، لكننا مشغولون بتقديم ما هو مختلف عن السائد.
ـ ذكرت أنكم اتخذتم من برج القاهرة شعارًا لكم.. هل معنى ذلك أن البحث هنا يتخطى حدود التاريخ ويبحث في أمور أخرى، أم أن الفريق يبحث في الأرشيف المصري التاريخي فقط؟
فكرة برج القاهرة حية، فهو لم يكن ديكورًا أو مزارًا سياحيًا، وكان يبث إذاعات ثورية للكثير من البلاد العربية مثل ليبيا والجزائر وبلاد عربية محتلة، فكان برج القاهرة يفعل هذا ويوقظ نومهم، فكايرو تايم وقتها في 2019 لم يكن هناك محتوى جيد يقدم إلا فيما ندر، فكنا نتحدى الواقع في ذلك الوقت، ولكن نحن قررنا عمل شيء مختلف ونجحنا، واعتبرناها نورًا وسط الظلام.