جيوش وميزانيات تصطدم برهاب الحرب
تحولات وتداعيات كبرى أفرزتها الأيام الأولى من الشهر الثاني لغزو روسيا لأوكرانيا، هذا الغزو الذي حدد صورة الحرب التي يخوضها الرئيس الروسي بوتين، وهو يدرك تماما، حجم مواجهة لثلاثة جبهات، ليس أقلها المقاومة الأوكرانية بكل قوتها ودلالاتها التي خلخلت خطط الجيش الروسي.
أيضا،- ثانيا- مواجهة حلف الناتو وأن بدت قوة الحلف تنتظر، أما ثالثا، فالمواجهة الاشرس، مع الولايات المتحدة الأميركية التي تدير المعارك الاقتصادية واللوجستية والامنية العسكرية، عدا عن العقوبات الأخطر عالميا على روسيا الاتحادية.
*جيوش وميزانيات..
مع استمرار الغزو الروسي في العمق الأوكراني، تاهت بوصلة بوتين وفقد ثقته بكل ما يرد من أرض المعارك، ما يفسر ذلك انه أمر، لأول مرة منذ عشرات السنين، بتجنيد [ 135000] مجند، وفسر ذلك بحسب مصادر روسية:(لأن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يكن قصة النجاح السهلة التي كان الكرملين يأمل فيها) .
.. التوقع والتحليل الجيو سياسي الأمني، أن بوتين، وضع امر الزيادة في عدد الجيش الروسي [[ يصل الجيش الروسي، حوالي 280 ألف جندي، من مجموع القوات المسلحة الروسية البالغ عددها حوالي 900 ألف جندي. ويبلغ عدد جنود الاحتياط في روسيا نحو مليوني جندي، بحسي إحصاء عام 2022]]، ردا على اخبار أعلنها الإدارة الأميركية، من أن ميزانية بايدن الدفاعية، ، التي قدمها إلى الكونجرس يوم الاثنين ، ستزيد الإنفاق العسكري بنسبة 4 في المائة، لتصل ميزانية الدفاع الوطني الأميركي إلى 831 مليار دولار، برغم مخاوف ازدياد التضخم وارتفاع أسعار الغاز والنفط؛ في إشارة إلى 782 مليار دولار أقرها الكونجرس للدفاع الوطني في السنة المالية 2022.
بوتين، نظر في سياسة بايدن العسكرية، وهي زيادة فيها تحديات كبيرة، وتعزز بشكل مباشر ميزانية الدفاع لتمويل المساعدة العسكرية لأوكرانيا، عبر البنتاغون.
*شباب روسيا، وقود الحرب المفتوحة.
واكب قرار بوتين باجنيد ألاف الشباب الروسي، تهيئة ليكونوا وقودا للحرب المفتوحة، التي تتركز عمليتها في المدن الأوكرانية، وحدود أوكرانيا البرية والبحرية.
أصداء المرسوم الرئاسي، بتوقيع بوتين، ينص على أنه سيتم تجنيد 134،650 روسيًا، ليسوا بالفعل في الجيش أو الاحتياطيات ، بحسب ما نقلت وكالة تاس الروسية الرسمية.
قرار التجنيد، يبدأ من تاريخ يوم غدا، الأول من أبريل إلى 15 يوليو وستختار فئات المجندين من بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 عامًا ، وفقًا للمرسوم.
عمليا، ترك المرسوم، تأويلات متعددة عن كيفية تنفيذ هذا التجنيد، وترى الناتو و الدول الغربية، إن مقاومة الشعب الأوكراني جاءت بمثابة صدمة لموسكو ، ولا تزال روسيا غير قادرة على الاستيلاء على أي مدن رئيسية،الامر الذي جعل بوتين يطالب بتعزيز الجيش الروسي، وربما يلجأ إلى نوع من التجنيد الإلزامي .
يحتاج بوتين إلى فهم كيفية غزو جيشه، في الوقت الذي يتخبط ويتوغل ويدمر، فيما حذر حلف الناتو والبنتاغون والرئيس الأوكراني زيلينسكي من أن روسيا بدأت مؤخرًا تركيز هجماتها في منطقة دونباس شرق البلاد، ما يدل على تصعيد عسكري شامل.
وبحسب ما ورد، ونشر في شبكة The Hill أدى التقدم البطيء والمقاومة القوية إلى إضعاف الروح المعنوية للقوات الروسية مع تصاعد التوترات بين الجيش وبوتين.
الاثارة، عسكريا وامميا، بدأت من البيت الأبيض، الذي كشف الأربعاء عن قنبلة أمنية بالقول: "لدينا معلومات عن شعور بوتين بتضليل الجيش الروسي ، الأمر الذي أدى إلى استمرار التوتر بين بوتين وقيادته العسكرية".
.. ويبدو، ان الإدارة الأميركية "واثقة" من معلوماتها الأمنية، وأكدت :"نعتقد أن مستشاريه يضللون بوتين حول مدى سوء أداء الجيش الروسي وكيف أن الاقتصاد الروسي يتعرض للشلل بسبب العقوبات لأن كبار مستشاريه يخشون إخباره بالحقيقة".
.. التوغل العسكري الروسي يستمر، شتات في الرؤية الدولية للموقف من الحرب، وتأتي وثائق َومصادر معلومات البيت الأبيض ومسؤولي الإدارة في البنتاغون والخارجية، لتعلن عن إ رفع السرية عن المخابرات الأمريكية ، التي تكشف: إنه يبدو أن هناك توترًا متزايدًا بين بوتين ووزارة الدفاع الروسية ، والتي تضم بعضًا ممن اعتادوا اعتبارهم أعضاءً رئيسيين في الرئيس الروسي. الدائرة الداخلية، التي تدير الحرب والدولة.
*هل هي معركة إعلامية؟.
كبرى الصحف الأميركية، " نيويورك تايمز"، و "وكالة أسوشيتيد برس" نقلت عن مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض "كيت بيدينغفيلد" ، بالت أمن مع السكرتير؛ الصحفي للبنتاغون "جون كيربي" أن :وزارة الدفاع الأميركية، تعتقد أن بوتين لم يظهر تخطيطًا حقيقيًا ومفصلاً لإخفاقات الجيش الروسي في الدولة المجاورة.
.. وكانت أقوال قال كيربي حرفيا مثار قلق : "نتفق مع النتيجة التي مفادها أن السيد بوتين لم يتم إبلاغه بالكامل من قبل وزارة دفاعه ، في كل منعطف خلال الشهر الماضي" . إذا كان السيد بوتين مضللاً أو غير ملم بما يجري داخل أوكرانيا ، فهذا جيشه ، إنها حربه ، لقد اختارها. ... وبالتالي فإن حقيقة أنه قد لا يكون لديه كل السياق - أنه قد لا يفهم تمامًا درجة فشل قواته في أوكرانيا ، فهذا أمر مزعج بعض الشيء ، لأكون صادقًا معك ".
بين الحقائق، وجدية نشرها وسيط، يفتح لهيب معركة إعلامية تتصاعد، بينما الجدل حول مأساة الحرب قائمة.
*رهاب التصعيد العسكري.. عالميا.
بين اختلاف موازين القوة، وحاجات الجيوش، إلى العسكر، وبرغم تعب المقاومة الأوكرانية، لم يتفاجأ العالم، تحديدا حلف الناتو، مطلقًا بالهجمات الجديدة التي تم الإبلاغ عنها بالقرب من كييف وتشرنيهيف، والتي وصفها الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالقول إن :الغزو الروسي وصل إلى "نقطة تحول" ، حيث شهد القتال المتزايد في منطقة دونباس وأماكن أخرى.
غاب الهدوء عن عواصم الصراع وصنع القرار، وتبدو الصورة مع دخول الحرب الأسبوع السادس، أشد قتامة، فالمخاوف تزيد من النتائج الموازية، مثل التضخم وإلغاء، وتباينت وضع الحلول والدبلوماسية السياسية التي تنفتح على صراعات دولية تخرج عن الواقع العسكري في أرض المعارك وهي كثيرة.
.. من يشك اننا نتحفز لدفع ضريبة الحرب الروسية الأوكرانية، ولا ندري كيف؟.
.. عالمنا في المنطقة والشرق الأوسط، يراقب بحذر، يعيش رهاب التصعيد العسكري، ومخاوف الانفلات نحو السلاح النووي والكيماوي.