«دفن بعد 3 أيام من وفاته».. ماذا حدث فى جنازة عبدالحليم حافظ؟
توفي الفنان عبدالحليم حافظ في 27 مارس 1977، وشيعت جنازته في 30 مارس 1977، بسبب الدم الملوث الذي نقل إليه حاملًا معه التهاب كبدي فيروسي سى الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن.
ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها، وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي وصل لأمعائه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبدالحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.
حزن الجمهور حزنًا شديدًا حتى إن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والسيدة أم كلثوم، سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 250 ألف شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع. حسب موقع "العندليب".
حكى المصور الخاص بالفنان عبدالحليم، فاروق إبراهيم، أن جثمان العندليب الأسمر ظل محفوظًا في ثلاجة الموتى فور عودته من لندن يوم 27 مارس 1977، وشيعت الجنازة يوم 30 مارس 1977.
وروى، أنهم أخرجوا الجثمان في السادسة صباحًا، وأصرت الأسرة أن يدفن في المدفن الذي اشتراه رغم أنه كان عبارة عن قطعة أرض فقط، قال "دفن حليم في السادسة صباحًا، وشيعت الجنازة وكان هناك خوف من أن يخطف النعش ويتبهدل، فدفناه وعملنا جنازة رمزية اللي كان أكيد ممكن جثمانه يتخطف".
وأكد أن إحدى السيدات ألقت بنفسها من الطابق السادس، وتوفيت.
وفي حوار لمجلة "الشباب" 2000، أن يوم 30 مارس كان يومًا حزينًا في حياة أسرة العندليب الأسمر، قال "استيقظت من النوم فوجدت والدتي تبكي بشدة وتعد لي بدلة سوداء لكي أرتديها ولم أكن أفهم شيئًا، لكن توقعت أن يكون عمي حليم مريضًا، وظلت والدتي تبكي في صمت وذهبنا بعدها إلى شقة عمي في الزمالك".
شاهد "شبانة" الجميع في ملابس الحداد، ورأى شخصًا يضرب رأسه بالجدار حتى أدميت، وفتاة ألقت بنفسها في بئر العمارة، وأخرى ذهبت إلى النافذة دون أن يشعر بها أحد، ألقت بنفسها إلى الشارع، قال" ونظرًا لصغر سنه شعرت بالذهول والخوف".
علم "شبانة" أن عمه الفنان عبدالحليم حافظ مات، وذهب أعمامه ووالده لدفن جثمانه.
أواخر عام 1976 وقبل أن يعود الفنان عبدالحليم حافظ إلى مصر من رحلته العلاجية، سافر إلى السعودية أثناء غسل الكعبة وصلى في أركان البيت الحرام الأربعة من الداخل ثم عاد إلى القاهرة وهو في حالة سعادة شديدة، قال "شبانة": "كان يكثر من إرسال المظاريف المغلقة التي تحتوي على مبالغ مالية إلى بعض الأسر التي كان يساعدها وكان هذا آخر ما فعله في أواخر أيامه".
وكشف عن آخر حوار دار بينه وبين "حليم" عندما هاتفه من لندن، قائلًا: "أنا بابا حليم"، فرد "شبانة": " لا بابا حليم في لندن". ضحك "حليم" وقال إنه يتحدث إليه من لندن، وسيزور مصر قريبًا.
أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد بسبب البلهارسيا، وكان هذا التليف سببًا في وفاته عام 1977، وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعوًا على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.
الأطباء الذين عالجوه في رحلة مرضه: الدكتور مصطفى قناوي، الدكتور ياسين عبدالغفار، الدكتور زكي سويدان، الدكتور هشام عيسى، الدكتور شاكر سرور، ومن إنجلترا الدكتور تانر، الدكتورة شيلا شارلوك، الدكتور دوجر ويليامز، د.رونالد ماكبث، ومن فرنسا د.سارازان فرنسا.
كانت له سكرتيرة خاصة هي الآنسة سهير محمد علي وعملت معه منذ 1972 وكانت مرافقته في كل المستشفيات التي رقد فيها.
المستشفيات التي رقد فيها بالخارج : مستشفى ابن سينا بالرباط (المغرب)، وفي إنجلترا: مستشفى سان جيمس هيرست، ولندن كلينك، فيرسنج هوم، مستشفى كنجز كولدج (المستشفى الذي شهد وفاته)، «سالبتريد» (باريس).
عام 2005، رصدت مجلة "المصور" أزمة اقتراب وصول المياه الجوفية إلى مقبرة العندليب الأسمر، وروى حارس المقبرة، أن المياه الجوفيه الكبريتية لم تكن موجودة، لكن بعد ردم جزء من بحيرة "عين الصيرة" وبناء مدينة الفسطاط الجديدة رحشت المياه على جدران المقابر.
وأشار إلى أن زوار حليم لا ينقطعون عن زيارته طوال العام وليس في ذكراه السنوية فقط.