الإخوان والدولار.. المؤامرة الكبرى (1)
يعتقد البعض أن وصول الإخوان للحكم عام 2013 كان في غفلة من الزمان، وأن الجماعة تآمرت على ثورة يناير واستطاعوا خداع رفقاء الثورة وابتلاعها منهم، لكن الحقيقة أن الجماعة قامت بمشوار طويل بدأه مؤسسهم حسن البنا من 1928 وحتى 1949 - عام اغتياله، ثم واصل أعضاء الجماعة من بعده المسيرة مستخدمين كل الوسائل من أجل تحقيق الهدفـ لم يعرقلهم شيء اللهم إلا سنوات المواجهة مع ثورة يوليو 1952، فكادت- يوليو- تنهى عليهم لولا عودتهم في السبعينيات وما تلاها من أحداث وقرارات ومواقف وتحالفات انتهت بوصولهم للحكم.
وخلال رحلة الـ80 عامًا التي سبقت 2013 لعب الإخوان على كل الجبهات من عمالة وتعاون مع مخابرات دول أجنبية وعربية، وكما قال المؤرخ البريطاني "فرامبتون": إن الحرب العالمية الثانية كانت حاسمة في مسيرة تنظيم الإخوان، وذكر أن الوثائق التي كشفت عنها أجهزة المخابرات عن شخصية حسن البنا أظهرت أنه سياسي منفعي بارع للغاية، وأستطاع في فترة قصيرة فتح قنوات مع القصر الملكي ومع الأحزاب في مصر، إلى جانب فتحه لقنوات اتصال مع البريطانيين والألمان والإيطاليين.
ووفقًا لما كشفه كتاب "لعبة الشيطان" عن دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي كشف الكتاب أيضًا عن الصفقات السرية لاستخدام الغرب الأمريكي والأوروبي لجماعة الإخوان الإرهابية، وما نشأ من رحمها من جماعات أكثر عنفًا وتطرفًا.
ولأن الهدف الأسمى من نشأة التنظيم هو الوصول لحكم مصر، فقد لعب الإخوان على إحداث تغيرات جذرية في المجتمع يُمكنها من توجيه العقل الجمعي للشعب المصري بما يسمح بتقبله لفكرة الحكم الإسلامى للمجتمع المعروف بتنوعه ووسطيته، ولتحقيق ذلك كانت كل الطرق وكل الوساائل مباحه .
ولم تمنع رحلة المؤامرة الإخوان من الاستفادات الشخصية خلال تلك المرحلة، فقوة التنظيم الإخوانى ارتبطت طول الوقت بقوتهم المالية والاقتصادية، وهى قوة تتوافق مع نظرتهم للإسلام الرأسمالي، فتربينا فى صعيد مصر على العنصرية الإخوانية التي روجوا لها بأحاديث مكذوبة كانت تُنسب لرسولنا الكريم من عينة "لا تعلموا أبناء السفهاء العلم"، وتحريف مقولة «خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام» باعتبار أن أبناء العائلات الكبيرة فقط من لهم الخيرية في المجتمع بعد انضمامهم للجماعة.
وأحاديث نهاية الزمان من عينة "يوم ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان" كعلامة من علامات يوم القيامة إذا ما اغتنى الفقراء وامتلكوا المباني العالية، فهي علامة لنهاية الكون.
وأذكر أن المرة الوحيدة التي قابلت فيها الرئيس الإخوانى محمد مرسي أثناء تأدية واجب عزاء في محافظة الشرقية وكان وقتها نائبًا للدائرة التي يقام فيها العزاء، وقد وقف مرسي بين مجموعة من الفلاحين البسطاء وسمعته يقول لهم: لا إصلاح في مصر إلا من خلال التعليم الخاص، وانتهاء التعليم المجاني، فقولت له يا سيادة النائب تقف بين البسطاء والغلابة وتقولهم تعليم خاص، فرد مؤكدًا أن التعليم الخاص هو الحل الوحيد لمشاكل مصر!
هكذا كانت رؤيتهم الاجتماعية والاقتصادية التي لازمتهم طوال مسيرتهم فكانت تجارة السلع الغذائية والأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر والملابس الجاهزة والمنظفات إلي جانب أمبراطورية من المدارس الخاصة هى حصيلة مشوارهم بما يزيد على 30 مليار جنيه استثمارات وجميعها كانت مرتبطة بالدولار الذي تحول على يديهم إلى سلعة كأي سلعة تُباع وتُشتري، وهنا نصل إلى صلب فكرة هذا المقال لنكشف رحلة الإخوان مع الدولار وتلاعبهم لمصالح الجماعة وكبار قياداتهم ضد مصالح شعوبهم!