تجنبًا لتكرار أزمة الكاميرون.. المسافرون إلى السنغال يتلقون لقاح «الحمى الصفراء»
تعتبر دولة "السنغال" من أكثر البلاد الموبوءة بمرض الحمى الصفراء داخل قارة إفريقيا، ويستلزم تناول اللقاحات الوقائية، والحصول على شهادات التطعيم الدولية قبل السفر إليها، لتجنب خطر انتقال العدوى، والإصابة بمضاعفات المرض.
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن توفير تطعيمات الحمى الصفراء ومسحات فيروس كورونا، وأيضًا العلاجات الوقائية من الملاريا للمشجعين المسافرين لتشجيع المنتخب الوطني أمام نظيره السنغالي في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم، من خلال تخصيص 7 مكاتب صحة، لخدمة المشجعين المصريين.
القرار الذي أطلقته "الصحة"، مساء أمس، كان مؤشرًا قويًا لتجنب تكرار أزمة "الكاميرون"، التي شهدت إصابات عدة بمرض الملاريا خلال فترة بطولة كأس أفريقيا، وتعرض حينها العديد من المشجعين المصريين للإصابة، لكنهم تلقوا العلاج المناسب فور عودتهم إلى البلاد داخل مستشفيات الحميات.
الحمى الصفراء.. من أين تأتي؟
تُعد الحمى الصفراء مرضًا فيروسيًا حادًا، ينتقل عبر البعوض المصاب بالعدوى، ويُعرف عنها بأنها سريعة الانتشار، عواقبها وخيمة للغاية، ولم يتم تحديد أي علاج لها حتى وقتنا هذا، لكن الوسيلة الآمنة الوحيدة هي جرعات اللقاح المضاد للمرض، والتي توفر مناعة تستمر طوال العمر.
وكان لها نصيبًا كبيرًا في التخلص من أوبئة الحمى الصفراء، بعد إدراج التطعيم الخاص بها في عام 2005، كونها الوسيلة الأولى لمكافحة المرض، ومنذ ذلك الحين، أوصت منظمة الصحة العالمية، بتطعيم جميع المسافرين إلى دولة السنغال بداية من عمر 9 أشهر فيما فوق ضد الحمى الصفراء.
ووفقًا للطبعة الثالثة من اللوائح الصحية الدولية الصادرة في عام 2005، تبين أن اللقاح المضاد للحمى الصفراء شديد المأمونية، وتستمر مدة صلاحية الشهادة الدولية للتطعيم ضد المرض طوال العمر، ولا يحتاج أي مسافر الحصول على جرعة معززة من اللقاح المضاد للحمى الصفراء كشرط لدخول البلد.
حصلت على اللقاح قبل السفر
توجه عبد الله خاطر، صاحب الـ37 عامًا، إلى مكتب صحة مدينة نصر برفقة ذويه، قبل السفر إلى السنغال لمؤازرة المنتخب الوطني في مباراة الإياب، والتي تحدد الفريق المؤهل لبطولة كأس العالم، وتلقوا جميعهم هناك اللقاح المضاد لمرض الحمى الصفراء، ليحصلوا على شهادة التطعيم قبل الصعود إلى الطائرة.
ولم ينتظر "خاطر" سوى نصف ساعة فقط داخل مكتب الصحة، لينتهي من جميع إجراءات التطعيم قبل التوجه إلى المطار، لكنه تعرض في الطريق هو وذويه إلى بعض الآثار الجانبية للقاح، والتي جعلته يشعر بالقلق الشديد تجاه الرحلة، ومدى تأثير ذلك على تشجيعه للمنتخب المصري.
وصف الشاب الثلاثيني، الأعراض التي عانى منها خلال الرحلة، وهي بعض الآلام في العضلات والمفاصل، فضلًا عن الصداع والحمى، وبمجرد شعوره بذلك، تواصل مع طبيب يتابع معه حالته الصحية دومًا، وطمئنه أن هذه الأعراض لن تستغرق وقتًا طويلًا، وأنها طبيعية نتيجة تناول اللقاح المضاد للحمى الصفراء.
قال "خاطر" في ختام حديثه مع "الدستور"، إن توفير وزارة الصحة المصرية للقاحات المضادة للمرض المنتشر داخل دولة السنغال، يعتبر دليلًا واضحًا على جهود الدولة المصرية في حماية مواطنيها داخل الوطن وخارجه، آملًا أن ينتصر المنتخب الوطني أمام نظيره السنغال، وألا يتعرض أي مصري للإصابة بالحمى الصفراء خلال هذه الرحلة.
اللقاح آمن وفعال
قال الدكتور محمد عطية، إخصائي الأمراض الصدرية، إن مرض الحمى الصفراء منتشر بكثافة داخل الدول الأفريقية بالأخص، وتعتبر دولة السنغال ضمن أكثر البلاد انتشارًا للوباء، لذا كان من الضروري تطعيم جميع المشجعين المسافرين إلى مباراة اليوم، بهدف حمايتهم من الإصابة بعدوى المرض.
وأوضح "عطية" في حديثه لـ"الدستور"، أن اللقاح المستخدم في الوقاية من مرض الحمى الصفراء يساعد الجسم على إنتاج أجسام مضادة للفيروس، وبذلك يمنع ظهور المرض، وهناك طريقتين للتطعيم، هما إعطاء حقنة تحت الجلد أو في العضل، وفقًا للتوصيات العالمية بشأن موضع الحقن.
أما عن أعراض الوباء، شرح إخصائي الأمراض الصدرية، المرحلة الأولى من أعراض المرضوهي الحمى والآلام الشديدة في العضلات، بجانب الغثيان والقئ، ويتعرض 15% من المصابين بهذه الأعراض قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل النزيف والأعراض الأكثر شدة وتكاد أن تصل إلى الموت خلال 14 يومًا بعد الإصابة بالمرض.
أوصى الطبيب أيضًا بضرورة إطلاع جميع المسافرين بالإجراءات الاحترازية اللازمة للحماية من المرض، وإخبارهم بعلامات وأعراض الحمى الصفراء، وتوفير خاصية استشارات الأطباء فور ظهور هذه الأعراض، حتى يتنجبوا خطورة الوباء ومضاعفاته، ومن بين الإجراءات يجب عدم التواجد داخل الأمكان المزدحمة بعد غروب الشمس.
واستكمل: "من الضروري ارتداء ملابس طويلة، واستخدام الدهانات اللازمة للمناطق الظاهرة في الجسم لطرد البعوض، وخلال فترة الإقامة في الفنادق يستلزم رش المكان بالمبيدات الحشرية، وعدم استخدام أي مواد عطرية لتجنب انتشار البعوض (المسبب الرئيسي لنقل الحمى الصفراء)، وأيضًا التأكد التام من تناول وجبات صحية آمنة وسليمة".