«خطأ فادح».. هل حققت قرارات الإغلاق الحكومية هدفها في مواجهة جائحة كورونا؟
أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه بعد أسابيع من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في بداية الوباء، وبسبب الرعب من النطاق الهائل لحالات الاستشفاء والوفيات في إسبانيا وإيطاليا، خلصت الحكومات إلى أنه لا يوجد خيار سوى إصدار أمر غير مسبوق للحد من أزمة الوباء المتزايدة.
وأشارت إلى أنه في 16 مارس من عام 2020، نصح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون البريطانيين بالتوقف عن الذهاب إلى الحانات والمطاعم، وتجنب السفر غير الضروري والعمل من المنزل إذا استطاعوا.
وأوضحت الصحيفة أنه في غضون أيام ، تم إغلاق المدارس ونُصح أولئك الذين يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس والنساء الحوامل والذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة بعدم الخروج من المنزل، وبحلول 20 مارس، صدرت أوامر بإغلاق جميع الحانات والمطاعم والمقاهي، إلى جانب دور السينما وصالات الألعاب الرياضية ومراكز الترفيه.
وتابعت أنه بعد ذلك بعدة أيام أصدرت الحكومة أكثر أوامرها بالبقاء في المنزل قسوة ، وهو تفويض قانوني يسمح للأشخاص بمغادرة منازلهم فقط لأغراض محددة: التسوق للحصول على الإمدادات الأساسية ، أو للأغراض الطبية ، أو للتمارين الرياضية أو للعمل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من قيود الإغلاق في عام 2020، كشفت النماذج الوبائية المليئة بالموت كشفت أن عدد القتلى في المملكة المتحدة من الفيروس بلغ 250 ألفًا في غضون خمسة أشهر.
وأضافت أن الإغلاق تسبب في ظهور مشاكل الصحة العقلية ، ولا سيما في الشباب، وارتفعت التقارير عن العنف الأسري بشكل كبير حيث حوصرت النساء مع من يسيئون إليهن.
وتابعت أنه مع توالي قرارات الإغلاق استمرت الخسائر الكبرى، وكان الإجماع العلمي العام، هو أن هذه الإجراءات كانت شرًا ضروريًا أنقذ الأرواح، ولكن ما مدى صحة ذلك؟
وأضافت أن مع قرارات الحكومات الأوروبية بالتعايش مع الفيروس، أكد الخبراء أن الإغلاق لم يكن له أي فائدة تذكر وكان علاج أسوأ من المرض نفسه.
وقال البروفيسور مارك وولهاوس ، عالم الأوبئة بجامعة إدنبرة، "أعتقد أن التاريخ سينظر إلى الإغلاق على أنه خطأ فادح على نطاق عالمي، لعدد من الأسباب، فالأمر الواضح هو الضرر الهائل الذي أحدثه الإغلاق، أكثر من أي إجراء آخر ، فيما يتعلق بالاقتصاد والصحة العقلية ورفاهية المجتمع، ومن الواضح أنه يجب القيام بأشياء للسيطرة على موجات العدوى، لكن العديد من التحليلات تشير إلى أن الإغلاق نفسه لم يكن له تأثير كبير في تقليل العبء الصحي، حيث تم تحقيق ذلك بطرق أخرى".
ووجدت إحدى الأوراق البحثية التي حاولت استخلاص فوائد التدابير الفردية، والتي نُشرت الشهر الماضي، أن أوامر البقاء في المنزل خفضت وفيات كورونا العالمية بنسبة 2.9 % فقط، وبالمقارنة، أدى إغلاق الشركات إلى خفض الوفيات بنسبة 10% وإغلاق المدارس بنحو 5 %.