الناتو يحتاج إلى حلول واقعية وبناءة لحسم النزاع بين روسيا وأوكرانيا
نشرت مجلة "النيوزويك" الأمريكية مقالاً للكاتبين أندرو بايرز وريد سميث بعنوان "الناتو يحتاج إلى حلول واقعية وبناءة لحسم النزاع بين روسيا وأوكرانيا".
يقول الكاتبان في المقال إن الشهر الأول من الحرب الروسية في أوكرانيا قد أثار حالة من الرعب لدى المراقبين الغربيين. ولكن مع تحول الضربات الروسية التي تستهدف المدن الرئيسية ووسائل النقل في أوكرانيا إلى حصار وحرب استنزاف، فقد أصبح التظاهر بالحكمة في مثل هذا الموقف أسلوب غير عملي وغير واقعي على الإطلاق.
ويضيف المقال أن بعض الصحفيين المحترفين والنقاد الإعلاميين، وكذلك بعض القادة العسكريين المتقاعدين والسياسيين حاولوا تحريض الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي على الدخول في حرب مع روسيا من خلال فرض منطقة حظر طيران فوق المجال الجوى الأوكراني، وهو ما يتطلب تدمير قوات الحلف للطائرات وأنظمة الدفاع الروسية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد القتال بشكل كبير وزيادة الأعمال العدائية بين خصمين مسلحين نوويًا، ناهيك عن تزايد احتمالات اندلاع حرب تشمل جميع أرجاء أوروبا.
فهذه المطالبات غير عملية وغير مسئولة على حد سواء، بل قد تنطوي على نتائج كارثية فالمرحلة الحالية تتطلب قدرًا أكبر من التعامل مع الموقف بتعقل وتأنى.
ففي الوقت الذي يستمر فيه حلف شمال الأطلسي في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا يجب عليه أن يتصرف بعقل وحذر، وعلي الرغم من أن الرغبة في تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا أمر مفهوم ومنطقي، إلا أنه حين تُقدم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على مثل هذه الخطوة يجب عليهم أن يضعوا في اعتبارهم العواقب غير المتوقعة جراء أي خطوات إضافية في هذا الخصوص.
ويضيف المقال أن الاقتراحات غير البناءة لن تفيد أوكرانيا، بل قد تعوق احتمال عقد مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا من أجل التوصل لتسوية سلمية للأزمة، وقد يصل الأمر إلى التهديد بحرب تقليدية طويلة المدى أو صراع نووى كارثى مع روسيا. كذلك قد تؤدي مثل هذه الاقتراحات إلي مقتل آلاف من الأوكرانيين بدلاً من إيجاد وسائل لإنهاء الحرب مع روسيا.
وعلى الرغم من تقدير الدول الغربية لشجاعة المقاومة الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية التي اجتاحت بلادهم منذ أواخر الشهر الماضي، إلا أن الصراع بين الطرفين ثمنه فادح وهو إزهاق العديد من الأرواح.
إن الاقتراحات البناءة التي يقترحها الجانب الأمريكي وحلف شمال الأطلسي يجب أن تحتل أولوية وتأتي في المقام الأول قبل الاقتراحات النارية المدفوعة باعتبارات عاطفية، ولكنها لا تنطوى على أى نوع من الحكمة.