الغرب يحاول التأثير على الاقتصاد.. رسائل «مدفيديف» للروسيين
يعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف من الوجوه المحببة فى روسيا، ومنذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية وبدء العملية العسكرية، وأدلى الرئيس الروسي السابق بتصريحات بارزة حول الأزمة بجانب تعليقه على العقوبات الغربية على موسكو، وكان آخر تلك التصريحات حواره اليوم الجمعة مع وكالة الأنباء الروسية.
وترصد الدستور من خلال التقرير التالى أبرز الخطابات والتصريحات التي خرج بها الرئيس الروسي السابق منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا:
ميدفيديف: الغرب من خلال العقوبات يحاول التأثير في قطاعات الاقتصاد التي تعمل فيها الشركات الكبرى
أعلن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف، أن المواطنين المعترضين على العملية العسكرية في أوكرانيا خونة.
وقال ميدفيديف في لقاء مع وكالة الأنباء الروسية، اليوم الجمعة، إن استطلاعات الرأي أظهرت أن ثلاثة أرباع الروس أيدوا قرار الكرملين بتنفيذ الهجوم في أوكرانيا، بل ودعموا الرئيس فلاديمير بوتن.
ووجه ميدفيديف انتقادا للروس الذين اعترضوا على الغزو، قائلا "يمكنك أن تكون غير راض عن بعض قرارات السلطات وتنتقد السلطات هذا أمر طبيعي. لكن لا يمكنك أن تتخذ موقفا ضد الدولة في مثل هذا الوضع الصعب لأن هذه خيانة".
كما سخر الرئيس الروسي السابق خلال اللقاء، من تعويل الغرب على أن عقوباته ستدفع كبار رجال الأعمال الروس للضغط على قيادة البلاد، ووصفه بأنه ضرب من الغباء.
وقال مدفيديف "دعونا نتساءل: هل بإمكان أي من كبار رجال الأعمال الروس أن يمارس أصلا أي تأثير ولو قيد أنملة، في موقف قيادة البلاد؟ أقول لكم بصراحة: كلا، هذا مستحيل تماما".
ولفت مدفيديف إلى أن التعويل الغربي على أن الإجراءات التقييدية ضد قطاع المال والأعمال، ستترجم إلى نوع من التأثير في السلطة، أمر لا معنى له على الإطلاق، وليس إلا غباء وسخافة.
وأكد مدفيديف أن الغرب من خلال العقوبات، يحاول التأثير في قطاعات الاقتصاد التي تعمل فيها الشركات الكبرى، وهذا يطال مئات الآلاف، بل والملايين من المواطنين الروس.
وتابع مدفيديف "في الحقيقة، يحاول العالم الغربي بعقوباته التأثير في مواطني بلدنا، لإلحاق الأذى بهم، وتحريضهم ضد سياسة قيادة الدولة ونهج الرئيس.. لكن يبدو أن الذين يتخذون مثل هذه القرارات لا يفهمون فقط عقليتنا، ولا يفهمون نظرة الشعب الروسي للعالم بالمعنى الواسع للكلمة".
وشدد مدفيديف على أنه في المراحل الصعبة من تاريخ روسيا، بما فيها فترات الحملات العسكرية المختلفة، كان مظهر التقييد والحرمان يؤدي إلى لتعزيز لحمة الشعب وليس انقسامه، قائلا "أن هذا هو الخطأ الأكبر في تقديراتهم، هذه هي نقطة الضعف في هذه العقوبات الغبية".
تصريحاته في 23 مارس: الأمريكيون ليسوا مهتمين جدا بالمستقبل
وفى 23 مارس الجاري، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن القادة السياسيين الأمريكيين لا يأبهون بما يحدث ما وراء البحار وفي العالم الاخر البعيد عنهم، مشيرا إلى أنها تأبه فقط بمصالحها.
وقال ميدفيديف على صفحته الخاصة بمنصة "تليجرام"، "إن الأمريكيين ليسوا مهتمين جدا بالمستقبل، إذا لم يكن الأمر يتعلق بدخلهم أو منازلهم أو خططهم".
وأضاف ميدفيديف في إحدى المرات شعرت بالدهشة عندما أجاب أحد رؤساء الولايات المتحدة على سؤالي ماذا سيحدث لمنطقة الشرق الأوسط بعد أشهر من التدخل العسكري الأمريكي هناك؟ فأجاب بهدوء لا ندري نحن لا نضع خططا لذلك.
وتابع ميدفيديف: "بعد ذلك أصبح من الواضح أن هذا هو جوهر النظرة الأمريكية لمشاكل الآخرين، إنهم ببساطة لا يهتمون بما سيحدث بعد ذلك ولا يخفون ذلك".
تصريحاته فى 10 مارس: لن يكون من السهل على الشركات الأجنبية التي غادرت روسيا العودة إليها مرة أخرى
وفى 10 من الشهر الجاري، أكد ميدفيديف أنه لن يكون من السهل على الشركات الأجنبية التي غادرت روسيا العودة إليها مرة أخرى.
وأضاف ميدفيديف "على الشركات الأجنبية مهما كانت أسباب خروجها، عليها أن تفهم أنه لن يكون من السهل عليها العودة إلى السوق الروسية"، مشيرًا إلى أن بلاده تعاملت مع العقوبات في عام 2014، وستتكيف مع العقوبات الحالية.
وتابع نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي "لقد تسبب الغرب في 2014 بحالة من الذعر بلا سبب وفرض عقوبات علينا، ولكننا تمكنا من التأقلم وضمان الأمن الغذائي وحل عدد من القضايا في مجال إحلال الواردات، ويمكننا التعامل مع العقوبات الجديدة".
تصريحاته فى 27 فبراير: أوكرانيا لعبة في أيدي حلف الناتو والولايات المتحدة
وفى فبراير الماضى، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أنه لا توجد حاجة لمناقشة إمكانية إنشاء قواعد عسكرية روسية في كوبا وفنزويلا في الوقت الحالي؛ لأن مثل هذه المناقشات تثير توترات عالمية.
وقال ميدفيديف، في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية "لا أعتقد أنه من الصواب الحديث عن ذلك في هذه اللحظة، لأنه كقاعدة عامة يسبب على الفور توترات كبيرة على الأقل في المجال الاقتصادي، مشددا على أن إنشاء قواعد عسكرية في دول أخرى يعتمد على القرارات السيادية لتلك الدول.
وتابع الرئيس الروسى السابق: "لدينا اتفاقيات معينة مع بعض الدول حول وجود قواتنا، وبالتحديد مع سوريا وبعض الدول الأخرى.. ومع ذلك، من الخطأ تماما المضي قدما في الأمور والقول إننا نريد إقامة قاعدة في مكان ما أو عقدنا اتفاقا"، وفقا لوكالة تاس الروسية.
وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بأن أوكرانيا في الوقت الحالي تحولت بقدر ما إلى لعبة في أيدي حلف الناتو والولايات المتحدة.
وقال مدفيديف: «أوكرانيا للأسف تحولت في الوقت الحالي إلى لعبة في أيدي حلف الناتو، وفي المقام الأول، في أيدي الولايات المتحدة.. بحيث يمكن استخدامها كأداة للضغط الجيوسياسي على روسيا»، مضيفا أن الولايات المتحدة وأوروبا ليستا في حاجة إلى أوكرانيا.
وتابع قائلا: "في رأيي، ترتبط هذه التوترات في المقام الأول باللعبة الجيوسياسية، ولكن من ناحية أخرى، ترتبط أيضا بالمسار الذي تنتهجه القيادة الأوكرانية في السنوات الأخيرة".