«إسلامي وتنفيذ العقوبات وفقا للشريعة».. «طالبان» تكشف عن ملامح حكمها
بعد السيطرة شبه الكاملة لحركة طالبان على الحكم في أفغانستان، خرج رجالها عن صمتهم وتحدث الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، عن الملامح المستقبلية للحكم قائلًا إننا نبعث برسائل طمأنة للشعب الأفغاني والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي.
أكد "نعيم" في حواره مع جريدة الشرق الأوسط أمس الثلاثاء أن "طالبان لن تكون منطلقًا لأي عمليات تهدد أمن أي دولة أخرى"، مشيرا إلى أن الحركة أصدرت عفوًا عامًا لمعارضيها ورموز النظام السابق من "موقع قوة وقدرة وتمكين" على حد تعبيره.
وأشار نعيم إلى أن "طالبان كان لديها الفرصة القوية لاعتقال خصومها ومحاكمتهم ولو كانت فعلت ذلك لكان عدلًا لكنها فضلت العفو عنهم، والعفو فضل، والفضل فوق العدل".
المرأة الأفغانية
وأوضح أن حركة طالبان أكدت حرصها على تعليم المرأة الأفغانية وحقها في العمل ولكن "يجب أن يكون كل ذلك وفق الضوابط الشرعية، فسيطرة الحركة لا تعني نهاية العالم بالنسبة للأفغانيات".
كما استكمل نعيم حديثه قائلًا: "الحرب انتهت، ومرحلة السلام قد بدأت، وإن نظام الحكم سيكون إسلاميًا، يستجيب لرغبات الشعب الأفغاني، ويستجيب لآماله وتطلعاته"، مضيفا: "حركة طالبان إمارة إسلامية تعلمت من تجارب الماضي واكتسبت الكثير من التجارب خلال العشرين سنة الماضية. لهذا سيكون هناك تغيرات كثيرة في مختلف المجالات".
وأكد أيضًا أن الإمارة الإسلامية تتطلع إلى مشاركة الجميع في صنع مستقبل أفغانستان كما أنها ستفي بجميع وعودها التي قطعتها على نفسها لصالح الشعب الأفغاني ودول الجوار والعالم أجمع. كما أن الجوهر الفكري للحركة يقوم على أسس دينية بنظام إسلامي مستقل وضوابط شرعية تحقق العدل وترفع الظلم.
وأشار "نعيم" إلى أن تطبيق «الشريعة» لا يعني فقط إقامة «الحدود» كحد القصاص والسرقة وشرب الخمر، وإن كان ذلك جزءًا من «الشريعة الإسلامية». تطبيق «الشريعة» يعني إقامة الدين كله في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق والسلوك في حياة الناس الفردية والجماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية؛ بناءً على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته». النظام مسئول عن الشعب ليوفر له الأمن والأمان ويتيح له الفرص المناسبة للحياة في جميع المجالات. فالنظام المستقبلي سيكون في مقدمة مهامه تحقيق الهدف الذي جاهد من أجله الشعب الأفغاني أكثر من أربعين سنة، وهو إقامة نظام إسلامي والعيش تحت مظلته بأمن وأمان وعزة وكرامة."
الصداقة الدولية
وأوضح "نعيم" في حواره أن الحركة تتطلع إلى إقامة علاقات قوية ومتينة مع جميع الدول الإسلامية والعربية. كما أنها تسعى لإقامة علاقات صداقة مع دول العالم قائلًا: "تربطنا مع الدول العربية والإسلامية روابط العقيدة والدين والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة".
كما أشار إلى أن الحركة لها علاقات طيبة مع جميع دول الجوار من بينها إيران وباكستان والصين قائلًا: "ونحن سبق أن أعلنا حرصنا على إقامة علاقات طبيعية مع كل الدول، وخصوصًا الدول المجاورة. والدول المذكورة دول جوار، وقد صدرت منها رسائل إيجابية تجاه «الإمارة» في أفغانستان، وهذا أمر جيد".
العقوبات القاسية
أما عن عودة العقوبات القاسية التي كانت تفرضها الحركة على المذنبين في أفغانستان في فترة حكمهم في الفترة من عام 1996 إلى 2001 والتي شملت قطع الأيدي والإعدام على الملأ، فقال "نعيم" إن "العقوبات الشرعية الواردة في الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة لا توصف بأنها قاسية أو غير إنسانية. فرب العباد أرحم بهم من الأم بولدها، وهو أرحم الراحمين".
وأضاف: "ليست «الإمارة» هي من فرض العقوبات الشرعية. فالله سبحانه هو من فرضها، والأدلة على ذلك موجودة من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة".
وتابع: "وموضوع إقامة الحدود الشرعية في الشريعة جزء لا يتجزأ من مهمة النظام الإسلامي، ولكن يجب أن يوكل للجهات القضائية المختصة".