كابوس الإرهاب في كابول.. هكذا وصلت الأسلحة الأمريكية «طالبان»
بالتزامن مع إعلان مسؤولين أمريكيين عن انسحاب القوات الأمريكية من العاصمة الافغانية كابول خلال نهاية الشهر الجاري، عملت حركة طالبان على بسط سيطرتها الكاملة على الولايات الافغانية، وتحديدا العاصمة «كابول».
وتمكنت حركة طالبان من السيطرة على ضواحي العاصمة الأفغانية «كابول»، اليوم، قائلة إنها لن تسعى إلى الدخول لمركز العاصمة بالقوة، وأنها بدأت مفاوضات حاليا لانتقال السلطة بشكل سلمي، وذلك بعد أن مثلت سيطرتها على كافة الولايات وضواحي العاصمة، وضعًا ميدانيًا حرجًا بالنسبة للحكومة.
ويرصد «أمان» أبرز الخطوات التي اتخذتها حركة طالبان من طريق إقامة خلافتها المزعومة في أفغانستان.
السيطرة على الولايات في أفغانستان
بدأت طالبان زحفها نحو العواصم الإقليمية في أفغانستان، تزامنًا مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد (الأمريكية والناتو) في مايو الماضي، أخذة في السيطرة على كافة الولايات، وفي مواجهتها مقاومة ضعيفة من قبل الحكومة مما أدى إلى عدم توقف طالبان.
ووفقا لتقارير، طوقت الحركة العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يكن حتى هذا الوقت واقع تحت سيطرة الحكومة الأفغانية إلا مدينتان كبيرتان فقط هما العاصمة كابول وجلال أباد.
تأثير الانسحاب الأمريكي
ويبدو أن إعلان الجيش الامريكي الاستعداد للانسحاب من افغانستان في مايو الماضي، كان المفتاح لدخول طالبان إلى قلب أفغانستان، ولا سيما أن الإعلان الأمريكي الذي أثار غضب الحكومة الافغانية، جاء ولم تكن الحكومة تلقت التدريبات اللازمة لمواجهة طالبان، مما أدى إلى تقدم الأخيرة.
فيما أظهرت طالبان سعادتها، بعد توقيعها اتفاق سلام مع الولايات المتحدة اتفاق في قطر، وبعدها صدرت الحكومتان الأمريكية والأفغانية إعلانًا مشتركًا تلتزم فيه واشنطن بتقليص وجودها العسكري في البلاد إلى 8600 جندي في غضون 135 يومًا واستكمال انسحاب القوات المتبقية في غضون 14 شهرًا بحلول 1 مايو 2021.
الأسلحة الأمريكية في أيدي طالبان
أصبح جزء كبير من ترسانة الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة القوات الأفغانية بين يدي عناصر طالبان، بعد تقدمهم السريع في مناطق شاسعة من البلاد واستسلام مقاتلي الجيش الرسمي أمامهم، وأحيانا دون قتال.
ويرى مراقبون أن هذه الأسلحة والذخائر، التي أنفقت عليها واشنطن مليارات الدولارات، ستعزز فرص طالبان في الوصول إلى كابول، وتقوي قدرتها على تعزيز قبضتها على المدن التي تسيطر عليها، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وتنتشر بشكل واسع على مواقع إلكترونية موالية لطالبان مقاطع فيديو تظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك، ومعظمها مقدم من قوى غربية. في صور أخرى لجنود يستسلمون أمام مقاتلي طالبان في مدينة قندوز في شمال شرق البلاد، تظهر آليات مصفحة ومجهزة بقاذفات صواريخ بين أيدي المتمردين.
ووفقا لتقرير فرانس برس، فإن الأسلحة الأمريكية المتبقية، ساعدت إلى حد بعيد متمردي طالبان، في السيطرة على الولايات الأفغانية.
ونقل عن الخبير في كلية "إس. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة رافايلو بانتوتشي أن هذا التسلح لن يساعد متمردي طالبان في الوصول إلى كابول فحسب، إنما كذلك في "تعزيز سلطتهم" في المدن التي سيطروا عليها.
وهم الخلافة
عندما وقعت طالبان اتفاقها مع واشنطن، أصدر موقع "صوت الجهاد" بيانا نقل فيه عن أخوند زاده زعيم الحركة، وصفه لاتفاق السلام مع الولايات المتحدة بأنه "نصر كبير".
كما أعلن أخوند زاده أن طالبان ستعفو عن كل من "شارك في الأعمال العدائية ضد الإمارة الإسلامية (طالبان) أو أي شخص لديه تحفظات على الإمارة الإسلامية"، في اشارة على ان الحركة صارت نحو حلمها لتحويل أفغانستان إلى ولاية للإرهاب.
وفي 20 مارس 2020 أصدر تنظيم القاعدة الإرهابي، بيانا من ثلاث صفحات هنأت فيه طالبان على اتفاق السلام الأخير الموقع مع الولايات المتحدة.
وهنأ البيان صراحة أخوندزادة على ما وصفوه بـ"النصر التاريخي" الذي قالت إنه "أجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها المحتلة من أفغانستان والامتثال للشروط التي يمليها مجاهدو طالبان".
عقوبات بالشوارع
وتأكيدًا على سياسات طالبان المقبلة بأفغانستان، قام مقاتلو الحركة، اليوم بالتنكيل ببعض من زعموا أنهم متهمون بالسرقة أو الفاسدون، وطافوا بهم في شوارع مدينة هرات.
وأظهرت الصور التى نشرها الصحفى الأفغانى بلال سارواى، حسبما ذكرت صحيفة " ديلى ميل" البريطانية، رجالا ملطخين بالأسود مع وجود مشانق حول أعناقهم ويسحبهم مسلحون في الشوارع، وقد تم نشرها على الإنترنت فى أعقاب سيطرة طالبان على هرات.