فى ذكرى اغتياله.. هكذا غير فرج فودة من قبره مصير إرهابى حاول قتله (تفاصيل)
بعد خروجه من السجن، سافر أبو العلا عبد ربه، أحد المدانين فى قتل المفكر الراحل فرج فودة إلى سوريا، منضما إلى الجماعات الإرهابية في بلاد الشام، لم يردعه عقدان من الزمان حبيس جدران السجن، ولم تغير قناعاته تلك الأعوام.
أعلن فور خروجه فترة حكم الإخوان أنه غير نادم على قتل فرج فودة، مؤكدا أنه لن يتأخر لحظة عن قتله مرة أخرى لو عاد به الزمن، ثم اختار السفر إلى سوريا ليموت هناك قتيلا في مواجهات بين المجموعات الإرهابية والجيش السوري.
قتلت الجماعة الإسلامية في مصر فرج فودة منتصف عام 1992، تحديدًا في 8 يونيو 1992، اغتيال نفذه أنصار الجماعة عقب مناظرة شهيرة أجراها فرج فودة مع أنصار فكرة الإسلام السياسي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خرجوا منها وهم على يقين أنهم قاتلوه في القريب العاجل!
لكن، في نفس الندوة التي خرج منها قاتل فرج فودة بقرار قتله، تواجد شاب في السادسة عشرة من عمره، انضم حديثا للجماعة الإسلامية في منطقة عين شمس، وآمن هو الآخر بقتل فودة، واعتقل على خلفية اغتيال فودة رغم عدم مشاركته فيها، وسعى للاشتراك في اغتيال نجيب محفوظ، غير أن السجن منعه من المشاركة، بيد أنه قرأ في السجن كتاب فرج فودة الحقيقة الغائبة، فتبدلت حياته، واشترك بعد عقدين من الزمان في حفل تأبين لفودة، بواحدة من الجمعيات العلمانية بالقاهرة!
يحكي عضو الجماعة الإسلامية السابق، أسامة عثمان، عن استقباله خبر اغتيال فرج فودة، في تصريحات صحفية:"تلقيت الخبر وقتها بسعادة بالغة، وهو حينها لم يمت مباشرة، بل نقل إلى المستشفى مصابًا في محاولة لإنقاذه، تابعت أخباره بشغف متمنيًا موته، والخلاص منه، لأنّه أحد أعداء الإسلام، فقد كنا نكرهه جدًا في جماعات الإسلام السياسي عامة".
يستكمل أسامة عثمان:"لم أكن أدري وقتها أنّني سأكون في يوم من الأيام أحد عشّاق كتاباته، ولم أكن أعلم أنّ كتابه "الحقيقة الغائبة"، الذي قرأته عام 1998، في أوج انتمائي للفكر السلفي، سوف يبهرني بأسلوبه، وجرأة أفكاره، وكيف أنّه وضع البذرة الأولى في تحولي من الفكر السلفي المتخلف إلى العلمانية، ولم أكن أعلم أيضًا أنني سوف أحضر حفل تأبينه الـعشرين في الجمعية المصرية للتنوير".
رحل فرج فودة بجسده، لكنه يذكر حتى الآن في التاريخ المصري المعاصر بالمفكر الشهيد، الذي تغير كتاباته عقول المتطرفين، وفي نفس الآن رحل قاتله بعد تاريخ مقتل فودة سنوات عديدة، مقتولا بضربة جوية للجيش السوري، لكن ومع ذلك لا يذكره أحد، ولن يذكره التاريخ، إلا بالقاتل، أو عضو التنظيم الإرهابي!