منحني لأصدقائه بـ«الإيجار».. قصة سوسن مع أبوناصر الداعشي (شهادة)
رصدت الكاتبة والشاعرة دنيا ميخائيل، في كتابها «سوق السبايا»، 20 شهادة لسيدات هربن من جحيم داعش وحكين ما تعرضن له من أنواع العذاب، وعلى رأسها الاغتصاب وتبادلهن بين مقاتلي التنظيم الإرهابي، وليس أقلها أن تباع المرأة كسلعة في سوق حديث للنخاسة.
شهادات وأنت تقرأها لا تصدق أنها حدثت بالفعل من هولها، قصص يشيب لها شعر الوليد، حقا لا مجازا، وأكثر المشتركات بين هذه القصص صلاة المغتصبين من الدواعش قبل اغتصاب المختطفات، وإن أبدين تساؤلا أو تعجبا من الإله الذي يقبل بصلاة تعقبها جريمة، يكون الرد الفوري: «إنك كافرة نجسة ستتطهرين من لمستي لك».
وفي هذا التقرير يستعرض "أمان" أبرز الشهادات التي ذكرتها الكاتبة:
فتاة إيزيدية تدعى «سوسن» قالت في شهادتها: «"يالله قم يا مسلم.. في الجنة حورية".. تلك هي بداية الأنشودة التي كان يرددها أبوناصر كل ليلة على مسمعي قبل أن يغتصبني، كان يتعاطى المخدرات ويتماهى تماما مع تلك الأنشودة، ومرة سألته: ما معنى هذا الكلام؟ فأجابني: أنت إيزيدية كافرة وهذا ليس ذنبك لأنك ولدت هكذا ولذلك حينما تموتين ستصبحين حورية لإمتاعنا نحن المسلمين، فقلت له: أليس هذا معناه أنكم يجب أن تنتظروا حتى نموت قبل أن تفعلوا بنا هذا الذي تفعلونه ونحن ما زلنا أحياء؟ فأجابني: أنا أشتريتك فأصبحت ملكي وجهاد النكاح واجب، ولم أستطع طبعا أن أخبره بكل ما جال في ذهني حيث يبدو أن هؤلاء المنضمين لداعش همهم جنسي بالدرجة الأولى، يقتلون الرجال من أجل أن يغتصبوا النساء، وفي النهاية يقتلون أنفسهم حتى يقابلوا الحوريات في الجنة».
وأضافت: «كان أبوناصر حينما يحتاج إلى أموال يمنحني إلى أحدهم مؤقتا بما يسمونه «إيجارًا» ثم يسترجعني، ونجحت في الهرب لكن الصدمة الكبيرة أني اكتشفت أن أهلي مفقودون كلهم لم يعد منهم لا أمي ولا أبي ولا إخواني الثلاثة ولا أختي المتزوجة ولا عائلتها، وأنا أسكن في خيمة صغيرة مع خالتي».