بعد سقوط قياداتها.. خلافات الإخوان تكشف إدارة الجماعة عبر «فيسبوك» (صورة)
"الاحتواء والتعايش والتحييد".. كانت هذه الكلمات الثلاث الأهم في وثيقة التمكين، فالاحتواء يتم عن طريق أجهزة الدولة عندما كان يحكم الإخوان لتحقيق أهداف الجماعة، والتعايش هو تحقيق الاندماج الظاهري مع المحيط والتأثير فيه، وأخطرهم التحييد فهو محاولة إشعار النظام بأن الجماعة لا تشكل خطرًا على الدولة.
ورغم التغلغل الذي قامت به الجماعة منذ إنشائها في مختلف طبقات المجتمع، إلا أن الشعب المصري رفض وجودها بشكل قاطع، وهذا ما اتضح في ثورة 30 من يونيو التي أطاحت بمحمد مرسي، وجماعة الإخوان التي كانت تدير البلاد.
"وقعت ماقامتش".. منذ ذلك الحين وتعاني الجماعة الإرهابية من استجماع قواها من جديد، حيث تلقّت العديد من الضربات الموجعة للتنظيم وأعضائه، من بينها إلقاء قوات الأمن القبض على محمود عزت، نائب مرشد تنظيم الإخوان، والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فلا تتوقف خطورة الإرهابي محمود عزت على كونه أخطر رجال التنظيم وأكثرهم ميلًا إلى التكفير والعنف والدموية، بل تجاوز الأمر ذلك فتحوّل بهروبه المتكرر طيلة السنوات السبع الماضية لأمل زائف أخير يتشبث به إخوان الداخل والخارج في تماسك التنظيم، ووجود الجماعة في الواقع بشكل فاعل حتى يتمكن التنظيم من استعادة قوته وإعادة ترتيب أوراقه.
ومنذ أن تولى إبراهيم منير قيادة الجماعة بعد سقوط "عزت"، وقعت العديد من الانقسامات داخل الجماعة، بعضها خرج عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبدأ أعضاء الجماعة الهاربون خارج مصر في الحديث عن الأمور التي تخصهم عبر مواقع "السوشيال ميديا"، مثلما تحدّث "قطب العربي"، الإخواني الهارب، بأن الجماعة تعيد ترتيب بيتها الداخلي للأفضل، ورد عليه أحد أعضاء الجماعة، والذي يدعى أحمد هريدي: "هذا كلام خطأ تمامًا، نرجو أخذ المعلومات التي تخص الجماعة من مصادر الجماعة لأن الجماعة لن تدار بالفيس أو مانشيتات القنوات".
جدير بالذكر، أنه في عام 1991 بدأت الجماعة الإرهابية في وضع خطة سياسية للتمكين والوصول للحكم، إلا أنه هذه الخطة وقعت في يد الأجهزة الأمنية المصرية عام 1992 ضمن مضبوطات القضية المعروفة أمنيًا باسم "سلسبيل"، وهي الشركة التي أسسها الشاطر وحسن مالك، وكانت تمثل ذراعًا اقتصادية لنشاط الجماعة الإرهابية.