«البحوث الإسلامية»: تعمّد الإساءة للإسلام جريمة نكراء تقوض أمن المجتمعات
استنكرت لجنة الفتوى الرئيسة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ما قامت به صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية من إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، متعمدةً بذلك الإساءة لمقام وقدسية الرسول الكريم، بالتزامن مع ما نشرته بعض المواقع والصحف من جريمة ارتكبها متطرف قام بحرقِ المصحف الشريف في السويد، فضلًا عما شوهد من قيام مجموعة من العنصريين باستخدام نسخة من المصحف الشريف ككرة يتقاذفونها بأرجلهم، مع إطلاق شعارات مسيئة للإسلام مع تأمين الشرطة لهم بطوق حماية.
وأكدت اللجنة- في بيان اليوم الخميس- أن هذه الجرائم تعد استفزازا صريحا لمشاعر ما يقارب ملياري مسلم حول العالم؛ ما يرسخ لخطاب الكراهية بين أصحاب الملل المتعددة، ويقف حائلًا أمام لغة الحوار البنَّاء والتواصل الحضاري الذي يسعى إليه المخلصون من جميع الديانات، كما أنها تتنافى مع الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف، مع غيره من رموز الأديان الأخرى، لتحقيق التعايش السلمي في أرقى صوره واحترام الأديان وتقديرها.
وأشارت اللجنة إلى ما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بأن هذه الجرائم النكراء هي وقود لنيران الإرهاب الذي يعاني منه الشرق والغرب، وأنها تؤجِّج مشاعر الكراهية، وتقوض أمن المجتمعات، وتهدد الآمال التي يبعثها حوار الأديان والحضارات، وأن الإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم) ليست حريةَ رأي، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية.
ودعت لجنة الفتوى حكومات العالم إلى القيام بواجبها تجاه هذه الجرائم التي تسيء إلى الأديان والعقائد باستصدار القوانين التي تجرم الإساءة إلى المعتقدات والرموز والمقدسات الدينية، وبما يهدف لقيام التعايش السلمي بين الشعوب، ويقضي على العنصرية والتطرف.