مفاجأة.. مقتل حراس "البغدادي" جزء من لعبة
انتشر على صفحات آلاف المستخدمين لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه يصوّر لحظة استهداف حراس أبوبكر البغدادي بواسطة طائرات أميركية مسيّرة، تمهيدا لعملية الكوماندوز التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، لكن الحقيقة أن المقطع مستخرج من لعبة الفيديو الشهيرة "وسام الشرف" (Medal of Honor).
استمر الفيديو مدة ثلاث دقائق وسبع وخمسين ثانية حافلة بالمشاهد القتالية المشوّقة بالأسود والأبيض، وكأنها ملتقطة من كاميرا مراقبة أو عدسة قناص، وتجري فيها تصفية عدد من الأشخاص، بعضهم مسلّح، الواحد تلو الآخر رميا بالرصاص وهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم أو الاحتماء، فيما يسمع صوت شخصين يعلّقان على ما يجري عبر جهاز لاسلكي، بما يوحي بأنهما منفذا العملية، وبين الحين والآخر يسمع صوت طوّافة.
وأُرفق المنشور بتعليق جاء فيه: "استهداف حراس أبوبكر البغدادي بطائرات أمريكية دون طيار"، ويصف التعليق سير العملية بالقول: "تمّ إطلاق النار من مسافة بعيدة جدًا من فوق السحاب، حيث إنهم لم يتمكنوا من تحديد مصادر إطلاق النار"، ويشير إلى أن الوقائع التي يصوّرها الفيديو جرت "قبل لحظات من بدء عملية مداهمة مقر أبوبكرالبغدادي".
ويختم المنشور مقيّما العمليّة بالقول إن "حادثًا كهذا يجب الوقوف عنده من حيث التقنية المستخدمة والطريقة المتبعة".
وقام فريق تقصي صحة الأخبار في "فرانس برس" بالبحث وراء الفيديو الذي نال على صفحة "فيسبوك" أكثر من خمسة آلاف مشاركة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
وتوصل البحث، بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة باستخدام موقع Invid، إلى الفيديو الأصلي المنشور في 14 أغسطس 2017، أي قبل أكثر من عامين على إعلان مقتل البغدادي، بعنوان "أجمل مهمة قنص من بين أغلب المهمات وأكثرها واقعية من لعبة ميدالية الشرف".
لعبة "ميدالية الشرف" هي لعبة فيديو تتضمن مهمّات قتالية شيّقة تدور وقائعها في حقبات مختلفة، وصمّمت اللعبة شركة "إلكترونيك آرتس" التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقرا لها، ويمكن تشغيلها على جهاز "بلاي ستيشن".
وقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في أكتوبر 2019، في عملية نفذتها وحدة كوماندوز أميركية في إدلب بشمال غرب سوريا.
وأعلن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، أن البغدادي قتل مع اثنين من أطفاله عمرهما أقل من 12 عاما، حين فجّر سترة ناسفة كان يرتديها في نفق لجأ إليه في محاولة للهرب من القوات الأميركية، فضلا عن مقتل أربع نساء ورجل آخر.
ونشرت وزارة الدفاع الأميركية مقطعًا مسجلًا يظهر فيه جنود أميركيون يقتربون راجلين من مجمع محاط بأسوار عالية في شمال غرب سوريا، تمت محاصرة البغدادي فيه قبل اقتحامه، كما نشرت "البنتاغون" تسجيل فيديو لغارات جوية على مجموعة من المقاتلين المجهولين على الأرض، فتحوا النار على مروحيات أميركية تقل الجنود الذين هاجموا مجمّع البغدادي في إدلب، بالإضافة إلى صور للمجمّع قبل وبعد الهجوم.