الأزهر يوضح كيف كان يعامل النبي أصحابه في الحروب
أوضح الأزهر عبر منشور له علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" كيفيه معاملة النبي صلي الله عليه وسبم لأصحابه في الحروب والحياة بشكل عام.
وأضاف الأزهر، كان النبي(صلى الله عليه وسلم) يتعامل مع أصحابه كأنه واحد منهم، فكان يعاني ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويقول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا». متفق عليه.
وتابع: ففي غزوة الخندق جاع المسلمون جوعًا شديدًا؛ وفي مقدمتهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فرأى جابر بن عبدالله أثر الجوع في وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأعدّ طعامًا كان عنده لا يكفي إلا لثلاثة ، ورغم قلَّة الطعام الذي أعدَّه جابر بن عبد الله(رضي الله عنه) إلاَّ أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى في أصحابه قائلاً: «يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا[طعامًا دعا الناس إِليه]، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ». البخاري ومسلم.
وأشار الأزهر عبر منشوره إلي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يشارك أصحابه في أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله في الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم في مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: «أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟» قال: بلى. قال: «فَذَلِكَ لَكَ». السيرة لابن هشام.
وقال الأزهر فقد كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم في أفراحهم وأتراحهم، وفي قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم في المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التي جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: «ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا، وصدق الله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.