أزهريون: الثقة بالله وحب الوطن من أهم دروس الهجرة النبوية
نظم الرواق الأزهري بالجامع الأزهر ندوته الأسبوعية بعنوان "الهجرة النبوية دروس وعبر"، بحضور الدكتور عبدالله سرحان، عميد كلية الدراسات العليا السابق، والدكتور عطا السنباطي، عميد كلية الدراسات العليا، والدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
في بداية الندوة، قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد إن الهجرة النبوية أثرت العقول والقلوب بالدروس والعبر، والتي منها حفظ الأمانات وردها إلى أصحابها، عندما أمر الرسول الكريم علي بن أبي طالب- كرم الله وجه- أن ينام في فراشه تاركا له برده الحضرمي وذلك من أجل تمويه وتضليل كفار قريش، مكلفا إياه بأن يرد الأمانات والودائع إلى أهلها، فالرسول كان حريصا على رد الأمانات ووفيا لمن استأمنه حتى في أحلك الظروف.
وأضاف الدكتور عبدالله سرحان أن من أعظم الدروس التي علمها الرسول لأمته في هجرته هي "حب الوطن"، إذ أخرجه الكفار من وطنه عنوة، قال تعالى: "إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين"، أخرجوه وكان متشبثا بوطنه، متحملا كل أنواع الاضطهاد، فخرج سيد البشر واثقا من نصر الله، وأنزل الله عليه السكينة وبشره بأن الله سينصره بجنود لم يرها من إنس وجن وملائكة وحيوان وطير، حتى تتم الهجرة على خير.
في السياق نفسه، أكد الدكتور عطا السنباطي أن من أهم الدروس المستفادة من الهجرة هي الأخذ بالأسباب والتخطيط، وحسن الثقة بالله والتوكل عليه، فكان النبي على يقين بأن الله سينصره لا محالة، فخرج للهجرة لا يهاب أحدا ولا يخشى ضررا، حتى وصل المدينة منتصرا على غرور الكفار ومكرهم.
يأتي عقد هذه الندوة في إطار توجيهات الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لجميع أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية.