سلفيون في العلن إخوان في الخفاء
أثار إعلان الداعية السعودي، عائض القرني، التنصل من منهج تيار الصحوة السعودي موجة من الجدل في العالم العربي، خاصة لدى جماعة الإخوان التي كثيرا ما ظهر القرني وزملاؤه في التيار يؤكدون عدم وجود اتصال بينهم وبينها، رغم الجذور الإخوانية المعروفة للكثير من دعاة الصحوة والتيار السروري والتيار القطبي على السواء، وكأنهم فصيل واحد ذو شعب متعددة، وتؤكد الشواهد أن ظهور هؤلاء جميعا في المملكة العربية السعودية وغيرها كان إخوانيا بالدرجة الأولى وأن الجماعة تعهدتهم بالرعاية والدعم.
استطاع دعاة هذا التيار بتبايناته الدقيقة إعادة إنتاج أفكار حسن البنا التي ترجمها سيد قطب في ثوب سلفي، وتصديرها للعالم الإسلامي في ثوب سلفي، قد يبدو في كثير من الأحيان معارضا للإخوان، خاصة في مصر التي ظهرت فيها مراكز كبيرة لهم.. السطور التالية تلقي الضوء على أبرز أعلام التيار السروري في مصر وأهم أفكارهم.
المرجعيات والأصول
مطبخ التيار الإخواني السلفي
"درسنا كذلك وضع العالم الإسلامي
كله بحثا عن أمثلة لما كان قائما من قبل بخلافة الراشدين، والتي نريدها نحن في جماعة
الله الآن، فقررنا بعد دراسة واسعة للواقع القائم المؤلم أن ليس هناك دولة واحدة ينطبق
عليها ذلك، واستثنينا المملكة العربية السعودية مع تحفظات وملاحظات يجب أن تستدركها
المملكة وتصححها"، (انظر: أيام من حياتي، زينب الغزالي،26).
رموز التيار في مصر
اتخذ الكثير من رموز هذا التيار مسجد العزيز بالله، في منطقة الزيتون بالقاهرة، مركزا رئيسيا لدروسهم العلمية، التي تبدأ بدراسة كتب السلف بشكل علمي منهجي، وفي الوقت نفسه تخالف منهج وأصول السلف من خلال غرس أفكار حسن البنا وسيد قطب خلال الشروح العلمية التي يجعلونها تتماشى معها، خاصة حينما يتعرضون لمسألة الحاكمية التي يجعلونها في مقام توحيد العبودية لله تعالى، ويتخذونها منطلقا للتكفير الخفي للمجتمع دون الإعلان عن ذلك صراحة.
ظهر الكثير من الأسماء التي تحمل السمت السلفي خلف جماعة الإخوان بعد
ثورة يناير، وأنشأوا كيانات مشتركة تتماهى فيها أفكارهم التي يختلط فيها السلفية
العلمية مع السلفية الجهادية مع فكر وتوجهات الجماعة، منها على سبيل المثال مجلس
شورى العلماء، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والجبهة السلفية، وأظهروا
مساندتهم للجماعة ومباركتهم لكل خطواتها، رغم ما كانوا يظهرونه من انتقاد للإخوان
بسبب تهاونهم في طلب العلوم الشرعية، من بينهم: عبدالله شاكر ومحمد
حسان وأبوإسحاق الحويني وسعيد عبدالعظيم وأبوبكر الحنبلي وجمال المراكبي وجمال عبدالرحمن
ووحيد بالي، وغيرهم الكثير.
الشيخ مصطفى العدوي
نشأ العدوي في قرية منية سمنود بمحافظة الدقهلية عام 1954، وسافر عدة
مرات إلى المملكة العربية السعودية، وزعم أنه تلقى العلم على يد رموز التيار
السلفي، ومنهم الشيخ ناصر الدين الألباني، مُحدّث المملكة الأردنية، ورغم ذلك فقد
وجّه العدوي الكثير من الطعون إلى الألباني، وكذلك مُحدّث مصر الشيخ أحمد محمد شاكر،
واتهمهما بالتساهل في تصحيح الأحاديث.
وانضم العدوي إلى ما يسمى مجلس شورى العلماء، وأيد الجماعة التي كان
ينتقدها، ثم ما لبث أن انقلب عليها حينما شعر بأنها ستضعه في موقف حرج أمام
تلاميذه الذين تربوا على يديه ولقنهم نبذ الحزبية، وقد ظهر على قناة الرحمة
الفضائية التي يمتلكها الداعية محمد حسان، وقال: "إن محمد مرسي فاسد العقيدة
ويلزمه التوبة".
محمد
عبدالمقصود
من مواليد محافظة المنوفية عام 1947، تخرج في كلية الزراعة بجامعة
الأزهر، وعمل أستاذا متفرغا بمعهد البحوث الزراعية، وكانت له دروس علمية في عدد من مساجد
القاهرة، منها مسجد المغفرة بحدائق المعادي ومسجد الرحمة بالمعادي الجديدة، وكانت
تدور كل دروسه حول شروح كتب السلف، إلا أنه لم يستطع كتمان منهجه التكفيري، وظهر
ذلك بوضوح بعد ثورة يناير، حيث أصبح ضيفا دائما على القنوات الموالية للإخوان،
وانضم لما يسمى مجلس شورى العلماء، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح.
وحيد عبدالسلام بالي
من مواليد محافظة كفر الشيخ عام 1963، يتمسح الشيخ وحيد بالي بدعاة
المملكة العربية السعودية، ويزعم أنه تتلمذ على يد الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ
ابن عثيمين، وبرز نجمه بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، وكان ضيفا دائما على قنوات
الإخوان، خاصة قناة الرحمة والناس والحافظ، وانضم أيضا إلى مجلس شورى العلماء
والهيئة الشرعية لحقوق الإصلاح، وما زالت دروسه قائمه حتى اليوم على بعض الفضائيات، وتباع مؤلفاته في المكتبات، منها كتاب شهير عن السحر واستخراج الجن، وله كتاب في
أسماء الله الحسنى متهم بسرقته من بحث سابق.
نشأت أحمد
من قيادات الجبهة السلفية، وله الكثير من الدروس العلمية في مساجد
الجمعية الشرعية والدعوة السلفية بالمحافظات، ومنها مسجد الجمعية الشرعية
بالمنصورة الذي يعتبر مركزا رئيسًا للتيار السروري في مصر، انضم أيضا إلى الهيئة
الشرعية للحقوق والإصلاح الداعمة لجماعة الإخوان، وشارك بشكل كبير في اعتصام رابعة
العدوية، وله الكثير من المداخلات والخطب المحرضة على الدولة خلال الاعتصام، الذي
شبهه في إحدى خطبه بغزوة الأحزاب وطالب المعتصمين بتقديم البيعة لمحمد مرسي وما سماه الشرعية، وقال: "البيعة على الموت فداء للشرعية، والحق
الذي يتمثل في عودة محمد مرسي رئيسا شرعيا للبلاد.. إن مصيرنا هو الجنة ولذلك لا داعي
لأي قلق أو خوف فغايتنا الموت ولن نحيد عن الحق".