"ملالا يوسفزي".. الصغيرة التي تحدت "طالبان"
كادت تلك الفتاة أن تدفع بحياتها ثمنا لحصولها على العلم، ملالا يوسفزي، أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام في تاريخها، ولدت في إقليم وادي سوات الباكستاني عام 1997.
كان والد ملالا مشجعا لانضمام الفتيات للمدارس والحصول على حقهن في التعليم، ما جعل حركة طالبان الإرهابية تهدده باغتيال أفراد عائلته، لأن الحركة تمنع تعليم الإناث، وأغلقت مدارس عديدة لتعليمهن في المناطق التي سيطرت عليها.
بدأت ملالا رحلة النضال ضد طالبان لتعليم الفتيات عام 2008، وكانت تطلق تدوينات باسم مستعار، تروي فيها مصاعب الحياة وتعقيداتها تحت سيطرة طالبان الإرهابية، التي أثارت في قلوبهم الرعب.
وبعد تلك التدوينات صورت ملالا فيلمًا وثائقيًا مع صحيفة "نيويورك تايمز"، كشفت فيه عن معاناتها في الحصول على أبسط حقوقها فى التعليم، وبعد إذاعة الفيلم اشتهرت ملالا، ونالت تعاطفًا كبيرًا حول العالم، وحصلت على جائزة الشباب الوطنية للسلام في باكستان، ما جعل حركة طالبان تهددها بالقتل أكثر من مرة.
وفي عام 2012، قام مسلح بإيقاف الحافلة المدرسية التي كانت تنقلها، وأطلقت عليها ثلاث رصاصات أصابتها إصابات بالغة وعميقة كادت أن تودي بحياتها، دخلت على إثرها في غيبوبة، وأثارت الرأي العام واهتز العالم لمحاولة اغتيال ملالا.
تلقت ملالا عروضا كثيرة للعلاج من دول مختلفة، وسافرت إلى بريطانيا وأجرت عملية زراعة فوقعة وإعادة ترميم لجمجمتها، وبعد عدة أشهر غادرت المستشفى واستقرت في بريطانيا، وعاودت كفاحها من أجل التعليم مرة أخرى، ما دفع باكستان للتصديق لأول مرة على حق التعليم الدولي.
أسست ملالا صندوقا لدعم مشروعات تعليم الفتيات في الدول النامية، وافتتحت مدرسة في لبنان لتعليم اللاجئات السوريات، كما تبرعت لإعادة ترميم المدارس في غزة، وتكريما لها عينت كأصغر سفيرة للسلام في الأمم المتحدة، وذلك بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام في الـ17 من عمرها.
تم منح ملالا إلى الآن ما يزيد على 40 جائزة عالمية، وألفت الناشطة الباكستانية أكثر من كتاب يحكي رحلة كفاحها المستمرة، وعرض فيام وثائقي قصة حياتها كان بعنوان "سماني ملالا".
تدرس ملالا حاليا الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة أكسفورد، إضافة إلى مواصلة جهودها وكفاحها في الدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم.