فكر جماعات العنف والفهم الخاطئ لفتوى بن تيمية (2/2)
أكمل ما بدأته في مقالي السابق عن فتوى بن تيمية رحمه الله بشأن جواز قتال جيوش الردة التي اخذتها جماعات العنف عمدة للاحكام في فكرها المبنى على قتال المرتدين من وجهة نظرهم وتجاهل هؤلاء مناط الأحكا.
فأبن تيمية عندما أصدر فتوي برِدّة جنود جيش التتار ووجوب قتلهم وسماهم ’’الفئة الممانعة’’ أو المانعة ( يقصد مانعة لإقامة حدود الله وشعائرة.... صوم , حج ... الخ ).
وكانت ركيزة فتوى ابن تيمية وقتها ان جنود جيوش التتار كانوا يقتلون المسلمين ويستبيحون الأعراض والنهب والسلب ومع ذلك ينطقون بالشهادتين لخدعة المسلمين وحتى يثبت للمسلمين صحة فتواه قال كلمته الشهيرة (لو رأيتموني في وسط جيوش التتار وفوق رأسي المصحف فأقتلوني)
.
وعليه أسست جماعات العنف فكرها ووثقت أحكامها في جواز قتال جيوش الدول العربية وهي الجيوش التي يعتنق افرادها وقادتها الإسلام وليسوا جواسيس او خونة لاوطانهم ودينهم
ومن منطلق هذه الفتوى التي أصدرها بن تيمية منذ أكثر من ألف عام ولم يراعي هؤلاء ان هذه الفتوي كانت في حق جيش عدو وجاسوس كما لم يراعي هؤلاء أن هذه الفتوي زمانية مرهونة بظرف تاريخي
ومن هنا ظهر مصطلح ’’جند الطاغوت’’ و ’’جيش الرِدّة ’’ في أدبيات فكر جماعات العنف .
وعليه يفهم ان مصطلح جيش الرِدة وجند الطاغوت كانت خاصة بجيش التتار عندما غزا بلاد المسلمين وفي القلب منها بلاد الشام وبالتحديد دمشق .فهي فتوى حال
كما أنه لم يسلم بن تيمية من الإساءة إليه من قبل جماعات العنف الذين يزعمون انهم يريدون تمكين الإسلام في الأرض وهم يظنون انهم بذلك يحسنون صنعا الى شيخ الإسلام بن تيمية... كذلك لم يسلم بن تيمية من اعدائه مما أعطى الفرصة لاعدائه من أمثال إسلام البحيري أن يستغل هذه الفتوي ويخرجها عن سياقها الزماني وظرفها التاريخي ويضحك علي المغيبين من المسلمين ويصف أبن تيمية بالإرهابي وانه أصل العنف والتكفير ..ورفع شعار إحرقوا كتب ابن تيمية .. أحرقوا كتب التراث ..
وعلى طريقة لا تقربوا الصلاة... بنى أمثال البحيري فكرهم المضل وانتزعوا فتوى أبن تيمية من سياقها التاريخي للنيل من الإسلام وعلمائه ليبرهنوا على صحة إرائهم وأفكارهم المضلة التي يريدون من ورائها إبعاد الدين عن شئون الحياة.