باحث بالأزهر: ضرورة اتقان اللغات الأجنبية للدعاة بالخارج لمخاطبة الغرب
قال الشيخ محمد شديد، الباحث بالأزهر الشريف، أن رغبة الشعوب فى التعرف على الإسلام توجب على المؤسسة الدينية تلبية هذا النداء وترجمة معانى القرآن بعد انتقاء أفضلها وأحدثها والانفاق على ترجمتها علما بأن الترجمة لن تحل محل النص الأصلى إلا انها ستفتح أعين غير المسلمين للتعرف على المصدر الإسلامي السماوي وهو القرآن الكريم، وذلك لما يقوم به أعداء الإسلام من تشويه صورته باللغات المختلفة.
واستهد بقوله تعالى: ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)، أى بلغتهم ومعرفة عادتهم حتى تصل الرسالة واضحة، ومن وسائل التواصل الحديثة تعلم اللغات، ولقد قال أصحاب الديانات الآخري ( ما نفقه كثيرًا مما تقول).
وأضاف شديد في تصريحات لـ" أمان" أنه لما أراد موسى عليه السلام أن يتحرك لدعوة فرعون طلب من رب العزة أن يرسل معه أخاه هارون لكي يتكلم معبرًا ومبينا حيث قال تعالي: (و أفصح منى لسانا).
وأشار إلي أنه من أجل تبليغ الرسالة الإسلامية إلى العالم أجمع كان لازما على داعة الأمة بالخارج أن يتقنوا اللغة ( فمن تعلم لغة قوم آمن مكرهم )، وهى لعامة المسلمين سنة مؤكدة وللمبتعث فرض عين أن يتعلمها البعض من الدعاة وتسقط عن الباقين، وان لم يتعلم الدعاة اللغة الأجنبية صارت الأمة فى معزل عن العالم بل آثمة وذلك لتأخرها عن ركب الحياة وتبليغ دعوة الاسلام.
وأكد الباحث بالأزهر، أنه ينبغي علي الدعاة إلى الله تعلم العلم الشرعي ثم تعلم لغة أجنبية اخرى على الأقل، وقد أاينا أن طلائع حملات التنصير من القساوسة من الأطباء وغيرهم كانوا من الخبراء والمترجمين، حتى أن أول ترحمة لمعانى القرآن كانت على يدى مستشرقين.
وتابع: ويعد أندريه دوريه القنصل الفرنسى فى إسطنبول أول من ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية من النسخه العربية مباشرة، وتم طبع هذه الترجمة فى باريس فى العام 1647 ميلاد، ثم نقلت منها الترجمة إلى اللغة الإنجليزية ومن ثم لايؤتمن غير المسلم على ترجمات معانى القرن.
وناشد شديد، المؤسسات الاسلامية الاهتمام بترجمات معانى القرآن والانفاق عليها، وعلى الكتب الدعوية باللغات واإشاء القنوات الاسلامية الصحيحة باللغات، وأن تؤهل المبعوثين إلى البلاد الغربية لغة وثقافة قبل ارسالهم لكى ينقلوا رسالة الإسلام إلى العالم بصورة واضحة حيث أن المترجم لا يمكنه ترجمة المشاعر والأحاسيس أثناء الحوار.
ولفت أنه تنبه النبى صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الترجمة فى العهد المدنى وبناء الدولة الاسلامية ومراسلة ملوك العالم فاختص لنفسه بمترجم يترجم الرسائل النبوية الى الملوك والامراء وعلى اساس هذا التواصل اسلمت القبائل والشعوب.
وأوضح أن عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهد أنشطة للترجمة، خاصة مع ما تطلَّبه نشر الدعوة من التواصل مع أمم أخرى غير أمة العرب. ومن هؤلاء المترجمين سلمان الفارسي وزيد ابن ثابت، ويُروى أن سلمان الفارسي كان أول من سعى في ترجمة فاتحة الكتاب إلى لغته الفارسية في حياة الرسول صلى الله عليه
وقال شديد: كان زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجى أول مترجم في الإسلام، وروي أنه كان يكتب الرسائل التي ترسل إلى الملوك، ويرد عليهم بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتقن اللغة الفارسية واليونانية والسريانية، كما انه قد تم العثور على بردة قديمة يرجع تاريخها إلى سنة 22 هجرية، وعليها نص بإسم عمرو بن العاص وبهذا النص ثلاثة أسطر باللغة اليونانية ويعقبها الترجمة بالعربية.
وكان فداء أهل بدر أربعين أوقية، فمن لم يكن يملك يتوجب عليه تعليم عشرة من المسلمين الكتابة فكان زيد بن ثابت ممن عُلِّم. ولقد كان مثقفًا متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظًا، ويكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتفوق في العلم والحكمة. وحين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وبدأ بإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدًا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز.