مالكوم إكس .. ماذا تعرف عن محرر السود زعم "جماعة أهل السنة" الأمريكية؟
في مثل هذا الأيام من شهر فبراير عام 1965، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية اغتيال الداعية والزعيم المسلم مالكوم إكس أو الحاج مالك شاباز، بعد أن أُطلق عليه النار بينما كان يلقي محاضرة في جامعة نيويورك نيويورك ، على يد 3 أشخاص بينهم توماس هاجان أحد أعضاء حركة أمة الإسلام، الذي اعترف بجريمته وظل على اثرها خلف القضبان لأكثر من 44 عاما، إلى أن أطلق سراحه عام 2010 بعد أن أبدى ندمه على جريمته، رغم أن الحركة ظلت طيلة هذه الفترة تنفي علاقتها بالحادث.
من هو مالكوم إكس
شهدت الولايات المتحدة في حياته عمليات عنصرية ضد السود، والتي استفزت مالكوم إكس المولود في 19 مايو عام 1925 بمدينة اوماها، ولاية نبراسكا، وكان أبوه مناضلا سياسيا رافضا السياسة العنصرية ضد السود، وتم اغتياله بيد جماعة عنصرية بينما مالكوم لم يكن قد بلغ بعد الست سنوات من عمره.
بدأ إكس نشاطه النضالي ضد العنصرية في مرحلة مبكرة دفاعا عن حقوق السود ووجد ضالته في حركة أمة الإسلام التي قدمه إليه وأعجب به مؤسسها إليجا محمد الذي توسم فيه خيرا، وأصبح إكس متحدثا رسميا باسم الحركة ، وازداد نشاط إكس وانتشرت أفكاره التحررية التي باتت تشكل هاجسا للمجتمع الأبيض الأمريكي الذي كان ينظر إلى السود على أنهم مجرد عبيد.
وبعد أن وصل إكس إلى منصب قيادي في الحركة وذاع صيته داخلها، تضافر عليه الجواسيس الذين زرعهم البيض داخل الحركة التي كانت تميل إلى العنف، إلى أن اعلن انفصاله عنها، متلمسا طريقا جديدا يبحث فيه العقيدة الإسلامية الصحيحة بعيدا عن العنف، وقرر السفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والتقى الملك فيصل وناقش عددا من العلماء، الذين أوضحوا له أن حركة أمة الإسلام ونهجها العنيف مخالفة للإسلام الصحيح.
بدأ إكس البحث عن الإسلام الصحيح الذي تيقن أنه ليس دينا للسود وحدهم ، وزار عددا من البلدان الإسلامية في مصر والسودان والتقى الإمام الأكبر الشيخ حسنين مخلوف شيخ الأزهر الشريف، وعند عودته إلى بلاده واجه اعتراضات من جماعته التي واجهها بأخطائها، فتم تهديده بالقتل، إلى أن أسس جماعة جديدة أطلق عليها "جماعة أهل السنة"، وكان المفاجأة أن انضم إليها "والس" ابن إليجا محمد مؤسس حركة أمة الإسلام.
ورغم ما نالته أفكار مالك الجديدة وجماعته من اعتراضات من البيض واتباع حركة أمه الإسلام إلا أنها وجدت سبيلا أوسع للانماج مع حركة الحقوق المدنية، ورغم تهديده بالقتل وإحراق منزله في فبراير 1965، إلا أنه استمر في نضاله حتى وفاته، وأثناء إلقاء محاضرة في جامعة نيويورك بقاعة اودوبون في هارلم في 21 فبراير 1965 ، أطلق عليه خمسة عشر رصاصة، مما اسفر عن مقتله ، وتوفي قبل وصوله الي المستشفى.