آمنة نصير: النقاب يعطل نصوص القرآن.. والجنة ليست حكرًا على المسلمين - حوار 1/2
على مدى شهور طويلة سيطرت على حديث السوشيال ميديا، وذلك لأرائها الجريئة، حيث هي أكثرهم حديث ومطالبة بتنقية التراث الإسلامي، إنها الدكتور أمنة نصير عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، حيث التقت "الدستور" وفتحت الملفات الدينية الشائكة.
بدأت بحربها على التراث الإسلامي الذي اعتبرت أن هناك بعض الأراء الشاذة التي لا يقبلها مجتمعنا في الوقت الحالي، كما طالبت بتنقيته، واعتبرت أن النقاب هو شريعة يهودية لا يمكن قبولها في الوقت الحالي.
كما قالت نصير في حديثها، إن بناء الرئيس عبد الفتاح السيسي والاهتمام بالكنيسة هو من صحيح الدين الإسلامي، موضحة أن قانون إزدراء الأديان ضد الإسلام ويجب وقفه، وإعطاء الحرية للجميع في الحديث عن الإسلام.
بصفتك أحد المهتمين بالحالة الدينية في مصر.. كيف هل بالفعل الدين يحارب في مصر؟
الحياة الدينية في مصر طبيعة، حيث أن الشعب المصري متدين بطبعه لكننا مرينا بفترات، طغى فيها دين المصلحة، بعدما ظهرت هذه الجماعات السلفية وظهر الإخوان وأخذوا الدين مظلة، يستروا أسفلها، حيث تحتها كل أطماع السياسة وكل عيوب السياسة غلفت بشكل الظاهري بالدين تغليفًا فيه ظلم كبير له في صحيح الدين، وصحيح المفهوم لدين، ومن هنا حصل حالة من الرجة النفسية لدى تدين البنات في الحجاب، وأن كثير من البنات خلعن الحجاب، ودا للأسف يعتبر ظاهرة مجتمعية تحدث عندما يكون فيها هذا التعصب وهذا التوظيف لدين، لمأرب بعيدة كل البعد عن صحيح الدين وعن حقيقة الأصول في الدين.
كان هذا التدين الظاهري نال منه المختلف معه سوء المختلف في الدين أو المذهب وحدث حالة من العدائات لشركائنا من أبناء الوطن الواحد، فشعروا بهذا الغبن، عندما مثلا تقترب أعيادهم تخرج الفتاوى كالسيل، كتحريم تهنئة المسيحي في عيده، أو مصافحته أو مشاركته في هذا الإحتفال وظهرت فتاوى الاحتفال بالمولد النبوي من الاتيان بالدعاء أو الحلوى اعتبروها بدعة، وترتب على هذا الأمر أمور تحرم ما أحله الله، وانما هم اخذوا هذا المنحنى بضيق الفكر واخذهم لبعض النصوص المخذى الظاهري والسطحي دون البحث في أعماقه، حتى أنهم ضيقوا دائرة الحلال في كثير من سلوكيات ومورثات الشعب المصري الاحتفال بالأعياد أو الاحتفال بالمناسبات أو مشاركة غيرنا في أعيادهم بالتهنئة أو الزيارات، مما أوجد حالة من التنافر في بعض فئات الشعب المصري، وهذا كنت اعتبر أسوء ما ظهر في نبرة هذا التدين الظاهر ثم دعوا هذا الأمر بالقنوات التي فتحت وأخذت تبث الليل والنهار هذا الدين الجامد الذي ضيقوا فيه كل متسع في دينه، فحدث حالة من التغيرات الثقافية والسلوكية في داخل شرائح المجتمع المصري، وللأسف وجدوا الكثير من الطبقات الموجودة في المجتمع من تقبل هذه الأراء وأخذها بشكل فيه الممارسة، مما غير شكل التدين المصري الذي سيطر ألف عام على ثقافة الوسطية من مشايخ الأزهر، وللأسف هنا رجال الأزهر تراجعوا أمام هذا التيار العنيف وزحف فتاوى دول الجوار التي تصلح لهم لكن لا تصلح لطبيعة الشعب المصري.
هناك كثير من الفتاوى التي انتشرت في أركان المجتمع المصري معتمدة على نصوص.. من أين جاءوا بهذه الأراء؟
الأراء كانت تظهر في الماضي نتيجة ما حدث في التاريخ الإسلامي، حيث مر بحالات شد وجذب منذ أن نزل الإسلام وقبل بالعداء من القبائل العربية ومن اليهود والنصارى في هذا الزمان وهو من طبيعة الأحداث التاريخية وهو أن السابق يطارد اللاحق، فكان هناك معانة للمسيحية من اليهود، ثم بعد ذلك عانى الإسلام من الحرب التي شنها اليهود والمسيحيين.
بالتأكيد، التراث التاريخي الذي حمل هذه الكراهية المريرة بين الشرق والغرب، بين حملوا راية الصليب وجاءوا بها من أجل الاقتتال مع أهل الشرق وحرصهم جعل الصليب هذه الحروب رغم أنه في كتبنا العربية نسميها حروب الفرنجة لكنهم يصروا على تسميتها الصليب حتى تحمل هذه الحروب المفهوم الدين للصليب.
هل يحتاج التراث الإسلامي إلى تنقية؟
بالتاكيد يحتاج، لأن هناك بعض الروايات التي جاء فيها أراء مستهجنة في عصرنا، ومما استدعوه بعض الأئمة المعصرين يستخدمونها، مثل نكاح الوداع وإرضاع الزوج ونكاح البهائم، فهذا الأراء الفقهية كانت ثمار عصورها، لكن لا يمكن أن تصلح للعصر الحالي.
وهنا أنا انشاد أن من يتصدى لأهل العصر أن يدرك تم الإدراك، أنه ليس كل ما وجد في تورثنا وفي كتابنا أنه يصلح لزماننا، نحن ورثنا ثروة رائعة ومهولة ولكنها لا يصلح لزماننا، وأذكر وأن عميدة كلية الدراسات، قولت كلمة وقتها وأصدرها الأن، هي هل نحن قادرون على ألا نقتلع من جذورنا الصحيحة ولا نغترب على حاجة مجتمعنا الملحة المعاصرة، وما بين عدم الاقتلاع وعالم الغربة هناك جسرًا طويل، نحتاج أن نسير عليه بوعي وفهم والطرق العصور والشعوب وأن ليس كل ما يحصل في القرن الأول والثاني يفضل لنا الأن، فهناك تطورات كبيرة، فكيف نواكبها؟ نأخذ منها ما يتصالح معنا ونترك ما يعد من باب النشاذ، نتركه لعصره ولمجاله ومساءلة التنقية، للجهود التي قامت بها الناس وهذا لا يضر صحيح مصادرنا الصحيح منها بالنسبة لاجتهادات الفقهاء ولاجتهادات المفسرين وبالنسبة للأراء التي زخر بها أباءنا.
لماذا يغضب رجال الأزهر من كلمة تنقية التراث؟
هم يفكرون أن هذا يمس الأساس وأن لا اعتبر أن القران الكريم لا يطبق عليه كلمة التراث، فالتراث هو اجتهاد البشر، وليس النص المحكم من الله سبحانه وتعالى، وإذا كانوا هم العلماء اختلفوا، حيث أن الامام الشافعي كان له فقه في العراق ولما جاء مصر قام بتغيره، وحتى الأن يدرس فقة الشافعي في العراق والشافعي في مصر، ويقول ما قولته التي أقدرها وهي "رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، إذا كان صاحب الاجتهاد يقر بهذا القرار المحكم الرائع لجهود البشر، والامام مالك عندما يقول "كل إنسان يأخذ منه ويرد إلا صاحب هذا المقام"، إذا كان الائمة هما قمة العلم يطلبوا منا هذا المطلب لماذا يضيق منا ونرفض، أي تجديد وأي حسن اختيار من ما اقترافناه.
أنا لا أقول أننا نهمل تراثنا، ولكن أقول اننا نأخذ من تراثنا ومن اجتهادات علمائنا العظماء ما يتناسب مع عصري، وما يتنفع به ثقافة أهل عصري، إنما أي راي من النشاذ من الأراء التي كان يتقبل في العصر الأول والثاني وأنا لا اتقبله الان، فنحن في هذا الزمان من مكان إلى مكان نتقبل بعض المصطلحات ونرفضها.
البعض خرج يزعم أن الجنة ليست لغير المسلم حتى وإن كان يعمل الصالحات.. فما صحة ذلك؟
هذه حماقة، أقولها وبصدق كل من يتصور أن الجنة أو النعيم أو الرضا الالهي خاص بالمسلمين فقط، هذا كلام لا يقبله ديني ولا يقبله المنطق، ولا يقبله النص القرأني "لا نفرق بين أحد من رسله" أليس هذا نص قراني، وإذن نظرا إلى النداء القراني لم يقل لا أيها المسلمون ولكن قال "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، ولم يقل فقد كرمنا المسلمون وأن غيرهم لا يكرمون، إذن بالنص القراني تكريم الله لبني أدم من يصلح لبني أدم من أي دين فله رضا الله، ومن يفسد من بني أدم تحت أي دين فعليه غضب من الله.
ما هي الشريعة الإسلامية بمفهومها الصحيح وهل يجوز تطبيقها الأن؟
الشريعة الإسلامية ليست قطع اليد فقط، أو الرجم أو القتل، فنحن دائمًا نضع في خانة الشريعة الإسلامية، نضعها في الحدود، فالحدود إذا نظرنا اليها بشكل على ضوء باقي النصوص فهي حدود تحذيرية وليست سريعة التطبيق، بدليل إن حد الزنا لا يمكن يطبق إلا إذا راه أربعة روي العين، كذلك حد السرقة فإذا كان الخليفة العظيم عمر بن عبد العزيز أوقف حد السرقة في عام الرمادة، وفي الوقت الحالي الشريعة الإسلامية مطبقة لكن هناك وقف للحدود فقط.
إذا الحدود فهمنا لنا فيه أخطاء وتطبيقنا لها تطبيق شديد الضوابط، لا يطبق حد السرقة، على مجتمع جائع أو فترة اقتصادية صعبة، إلى أخر الحدود، إذا نستطيع أن نقول أن الحدود في الاسلام حدود تحذيرية وليست حدود المسرعة في التطبيق.
من وجهة نظرة الشريعة الإسلامية.. هل النقاب سنة أم فرض أم أنه عادة؟
النقاب شريعة يهودية ليس لها علاقة بالاسلام، فهي ضد النص القراني، فالقبائل اليهودية والقبائل العربية، كانوا يستقتلون، وكانت طبيعة المتجاورون يقلدون بعضهم البعض، وجاء الاسلام ولم يفرض النقاب، وانما فرض أمر أخر ألا وهو غض البصر وذلك في سورة النور أية 30 و31 " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم. ان الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو ابنائهن أو ابناء بعولتهن أو اخوانهن أو بني اخوانهن أو بني اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت ايمانهن أو التابعين غير اولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون"، وكانت كل إمراة تضع الخمار على راس وكل طرف تطره على كتفها الأخر، ويبقى الصدر عاري، وهنا لو اراد الحق أن يغطى الوجه لقال وليضربن بخمارهن على وجهن وكانت خلصت، إذن هذا النقاب شريعة يهودية، بل المسلم الذي يأمر أهل بيته بارتداء النقاب هو يعطل الأيات القرانية.