خبراء: لقاء الإخوة الإنسانية فضح مزاعم تركيا حول تمثيل العالم الإسلامي
أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة موجة من ردود الفعل العالمية المؤيدة للتسامح وزرع السلام بين شعوب العالم، وكانت من بين أكثر التساؤلات التي أثارتها المزاعم التركية في قيادة العالم الإسلامي والتي برزت بوضوح خلال الأعوام الأخيرة التي كان يقدم فيها الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان نفسه على أنه خليفة المسلمين، وأن تركيا هي المتحدث الرسمي باسمهم أمام العالم.
وحول المقارنة بين الأحلام التركية، والواقع في الشرق الأوسط الذي يظهر في التسامح بشكل واضح بين أبناء الأديان المختلفة خاصة في مصر ودول الخليج العربي أكد المراقبون أنه الكفة تميل لصالح مصر والإمارات والسعودية، والتي تتجه نحو تأصيل التعايش السلمي بين أبنائها وتحقيق أعلى درجات المواطنة.
وقد شهدت مصر بداية العام الحالي افتتاح أكبر كاتدرائية في البلاد جنبا إلى جنب مع أكبر مسجد في العاصمة الإدارية الجديدة والتي افتتحهما الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور أكبر القيادات الدينية في مصر في رسالة للعالم نحو تأكيد حرية العقيدة في مصر.
واستضافت الإمارات العربية المتحدة، لقاء الأخوة الإنسانية الذي جمع بين أكبر قيمتين دينيتين في العالم وهما شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان.
وحول لقاء الأخوة علق الكاتب التركي "غوكهان باجيك" بأنه حظي بأهمية خاصة على مستوى العالم لكون زيارة بابا الفاتيكان أول زيارة له إلى شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى أهميتها الرمزية باعتبارها زيارة لزعيم المذهب الكاثوليكيّ الأول إلى منطقة شبه الجزيرة العربية التي خرج منها الإسلام.
واضاف في مقال نشرته اليوم الأربعاء مجلة "أحوال تركية": أنه على الرغم من كل شيء فالواقع أن المسيحيين والمسلمين يعيشون بالفعل جنبا إلى جنب في منطقة الشرق الأوسط دون وجود أي مشاكل.
وقارن الكاتب بين وضع تركيا الآن ووضع بلدان الشرق الأوسط التي تسعى لتأصيل التسامح مثل الإمارات قائلا: إن تركيا ظلت لفترة حتى وقت قريب تُروِّج لنفسها باعتبارها الواجهة الثقافية للحوار بين الشرق والغرب. ولكن، وكما نعرف، فقد أفقدتها التطورات السياسية التي تعيشها في الفترة الحالية شرف التمثيل الثقافي للعالم الإسلامي.
وأوضح: "يبدو أن المسافة التي تسببت فيها السياسة التركية الهوجاء مع الكثير من دول الصراع في الشرق الأوسط كانت سببا آخر وراء انفتاح دول العالم على دول أخرى مثل الإمارات في مجال السياسة الثقافية".