كيف يراقب تنظيم القاعدة حسابات المتطرفين على تليجرام؟
أصدر تنظيم القاعدة صباح اليوم الأحد تقريرا عن القنوات التابعة للجماعات الإرهابية على موقع تليجرام بعنوان : " الجهاديون وتيليجرام؛ الحرب الناعمة"، كشف فيه وجود فريق متخصص تابع للتنظيم مهمته مراقبة وسائل التواصل الاجتماعى، وعمل إحصاءات عنها.
وأشار قناة "وثائق" بن لادن التابعة للتنظيم الإرهابي إلى أنه منذ ظهور التطبيق أواخر عام 2013م، أصبح وجهة مفضلة للجهاديين نظرا لما يوفره لهم من أمان وسهولة النشر والوصول إلى الجماهير، ولم تكد تمر سنة واحدة على انتشار التطبيق، حتى ظهرت الشكاوى والتقارير حول تحوله لمأوى للجهاديين الهاربين من المراقبة والملاحقة عى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وهو ما وضع التطبيق تحت ضغط كبير نظرا لعدم خضوعه للرقابة الحكومية أو حتى تعاونه معها، وعدم قيامه كذلك بمطاردة المحتوى الإرهابي.. الأمر الذي أدى لحظره في عدد من الدول تلبية لمعايير حماية المستخدمين من المحتوى المتطرف، وهو ما دفع إدارة التطبيق لإنشاء فريق رسمي لمتابعة المحتوى الإرهاب وحذفه من التطبيق تلبية للمعايير العالمية المعمول بها في كل التطبيقات.
بدأ عمل الفريق في سبتمبر عام 2016 دون إعلان رسمي وأصدر تقريره الأول بعد أربعة أشهر في أواخر ديسمبر من العام نفسه، وكانت الحصيلة التي أعلن عن إغلاقها في تقريره الأول هي 7894 قناة إرهابية، موزعة كما يلي:
• سبتمبر 2016م : 1.987 قناة.
• أكتوبـر 2016م : 1.800 قناة.
• نوڤمـبر 2016م : 2.094 قناة.
• ديسمبر 2016م : 2.013 قناة.
ولا يزال التطبيق منذ ذلك الحين يصدر إحصائية عن عدد القنوات الإرهابية التي يغلقها على مدار الساعة مع نشر إحصائية إجمالية نهاية كل شهر لما تم إغلاقه.
وأشارت قناة الوثائق التابعة لتنظيم القاعدة إلى أن التنظيم أعد إحصائية لعدد من القنوات الإرهابية التي أغلقها التطبيق في العام الأول من عمله أي بعد شهر سبتمبر إلى نهاية شهر أغسطس 2017، وتأكد للتنظيم أن التطبيق أغلق 48764 قناة للجماعات الإرهابية.
وأوضحت أن هذا العدد يؤكد كثافة النشاط "الجهادي" على التطبيق، لكنَّ المفاجأةَ كانت في نتيجة الإحصائية التي أعدها التنظيم في العام الثاني من عمل الفريق الخاص به اي من شهر سبتمبر 2017 حتى نهاية أغسطس 2018م، والتي تم خلالها إغلاق 88 الفا و454 قناة تابعة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 90% تقريبا عما تم إغلاقه في العام السابق.
وأكد التنظيم أن هذا النشاط يشير إلى أحد أمرين، وهما: إما أن التطبيق طور أدواته في تتبع المحتوى الإرهابي عليه وصار بذلك يحظر أي قناة تنشر محتوى مثيرا للشبهة كصور ومقاطع المسلحين، أو منشورات تتحدث عن "الجهاد" و"الشهادة" ونحو ذلك من المواضيع التي ينذر الحديث عنها مما يعني توسيع دائرة القنوات المستهدفة ولو بالشبهة والتخمين.
الأمر الثاني وهو أن عناصر الجماعات الإرهابية استطاعوا التكيف مع الحذف والمطاردة في التطبيق، ووجدوا سبلا تعينهم على تجنب الحظر والانكشاف، خاصة مع استحضار كونه يعتبر "جنة" من ناحية الخصوصية والأمان والوصول للجماهير إذا ما قورن بجحيم شبكات التواصل الأخرى.
وأوضح التقرير أنه بالمجمل فقد بلغ عدد القنوات التي حظرها التطبيق منذ تأسيس فريقه لمتابعة المحتوى الإرهاب في شهر سبتمبر 2016 إلى 7 ديسمبر 2018م هي: 166 ألفا و43 قناة إرهابية، وأن متوسط عدد القنوات التي يتم إغلاقها يوميا 250 قناة تقريبا.
وأشار إلى أن هناك تطورا غريبا حدث في يوم 6 ديسمبر 2018م، عندما أعلن التطبيق عن حذف 3 آلاف و276 قناة تحمل محتوى متطرف خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يفوق عدد القنوات التي يتم إغلاقها عادة خلال شهر كامل، ثم تبعه الإعلان عن حذف 988 قناة ذات محتوى متطرف في اليوم التالي، وهو ما يدل على أن حملة عنيفة غير مسبوقة على هذه القنوات، ويدل على تطوير التطبيق لأدوات تمكنه من الرصد المبكر لها وحذفها بعد دقائق أو ساعات من إنشائها.
وتساءل التقرير في الختام عن مدى قدرة عناصر الجماعات المتطرفة علة التغلب على محاولات الحظر والمطاردة على التطبيق، وابتكار حلول تمكنهم من الصمود في معقلهم الأكبر حتى الآن،وهي إجراءات لن تكون غالبا بمعزل عن خطوات مضادة من إدارة التطبيق والتي تعد مقارنة بغيرها متساهلة رغم كل ما تقوم به من إجراءات.