موسكو تشمر عن ساعدها في ليبيا لمساعدة حفتر وإقصاء واشنطن
ألمحت صحيفة «أفينيري»، التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا، إلى أن الأيام القادمة ستشهد حضورا قويا لروسيا في الأزمة الليبية، وأوضحت أن دور موسكو يتصاعد في ليبيا، وبدا ذلك واضحا في مؤتمر باليرمو، وربما يتقلص الدور الأمريكي على غرار ما جرى في سوريا.
ولا يعد التدخل الروسي في ليبيا أمرا جديدا لكنه لم يكن بذلك العمق المتوقع من شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وظل التدخل طوال الأعوام الماضية في إطار علني تماما، يقتصر على لقاءات وزيارات قامت بها شخصيات سياسية ليبية تدير مؤسسات منقسمة، هكذا تردد وسائل إعلام روسية.
وقالت صحيفة "كاتيهون" الروسية، إن مؤتمر باليرمو خير شاهد، حيث شارك رئيس وزراء روسيا ديميترى ميدفيديف، الذي يصفه الإعلام بأنه الرئيس الاحتياطي لروسيا، وله بصمة عميقة لكن غير معلنة في الشأن الروسي، في حين لوحظ أن دولا عدة قد خفضت سقف تمثيلها إلى باليرمو، فالولايات المتحدة اكتفت بأحد مساعدي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وهو السفير والدبلوماسي ديفيد ساترفيلد، فيما تريد موسكو أن ينعقد اللقاء الدولي المقبل بخصوص الأزمة الليبية في روسيا، وتلك إشارة سياسية لمدى تدخلها في الأزمة الليبية.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو عقدت سلسلة لقاءات مكثفة عقدها ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي حرص على أن يبدأ لقاءه بالمبعوث الأممي غسان سلامة، كما التقت موسكو مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وحين زار حفتر المشير بالعاصمة الروسية موسكو، قبل أيام قليلة من موعد مؤتمر باليرمو، ظهر فيها كضيف كبير محتفى به داخل مقر وزارة الدفاع الروسية، إذ التقى مع سيرجي شويجو وزير الدفاع، وكان ذلك اللقاء يشير إلى أن موسكو وحفتر، ربما قد توصلا إلى اتفاقات معينة في مجال التعاون العسكري.
يذكر أن موقع «ذا مونيتور» الأمريكي قال، في تقرير سابق له في أول الشهر الجاري، إن زيارة حفتر إلى موسكو قبل مؤتمر باليرمو الذي عقد في 12 و13 نوفمبر الجاري، ولقاءه مسئولين وشخصيات بارزة، ربما يرجح أن روسيا قررت الرهان على الجيش الليبي في ليبيا.
وحول التنافس الدولي بشأن الملف الليبي، قالت "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، إن وزير الخارجية في الحكومة الإيطالية، إينزو موافيرو ميلانيزي، نفي وجود خلاف مع فرنسا بشأن الهدف المشترك الكامن في تحقيق الاستقرار والديمقراطية في ليبيا.
وقال موافيروو اليوم الخميسو إنه حتى في إطار متكامل مثل منظومة الاتحاد الأوروبي، فإن المنافسة بين الدول الأعضاء هي أمر طبيعي.
وأضاف: «بالنسبة لليبيا لا أرى تصدعًا في المواقف مع فرنسا بشأن المقصد المشترك للتوصل إلى حل لتحقيق الاستقرار والديمقراطية.. ومع ذلك، فمن الطبيعي أن يحاول كل مِنّا القيام بدور أكبر في ليبيا».
وشهدت الآونة الأخيرة مباراة حامية بين روما وباريس حول الملف الليبي، بالتزامن مع تطورات ميدانية أمنية وسياسية تجعل الرؤية السياسية التي تتبناها الأمم المتحدة بعيدة عن التحقق، في ظل تباين لا يزال طاغيا على المقاربات الدولية، لكن الجديد أنّ التصريحات المتبادلة بينهما أصبحت أقل حدة وأكثر اتفاقا.