هل باتت تهديدات داعش الإرهابية ذات جدوى؟
عاد تنظيم داعش الإرهابي، إلى تهديداته للعالم أجمع عبر ملصقات يقوم بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، يحرض فيها عناصره على ضربات في مناطق بعينها، ولكن مع الخسائر الذي تلقها التنظيم في الفترة الماضية، جعلته يتوقف عن ذلك، بعد أن قام بها في عدة مناسبات كبطولة كأس العالم لكرة القدم والتي أقيمت في منتصف العام الحالي في روسيا، ولم يستطع ان يقم عناصر التنظيم بشئ.
فمنذ ظهوره على الساحة في العراق وسوريا عام 2014، حرص "داعش" على إبراز قدراته التكنولوجية جنبا إلى جنب مع إمكاناته العسكرية، ليعكس صورة يراها العالم أكثر رعبا للتنظيم الإرهابي.
ولهذا أقدم التنظيم أمس على تهديد جديد للعالم أجمع، بتنفيذه هجمات إلكترونية، متوعدًا بتنفيذ هجمات إلكترونية وأخرى حقيقية على الدول الغربية والعالم ككل.
وكان التنظيم اختفت منذ فترة الملصقات التي يهدد بها أعدائه، حيث سبق هذا التهديد في وقت سابق من أكتوبر الجاري، تمثل في ملصق يصور رجلا يحمل سكينا يخفيها وراء ظهره، وهو يقف خلف حشد من الجماهير الشابة أثناء حفل موسيقي.
وفي الأونة الأخيرة تساءل الكثير من الخبراء في شؤون التنظيمات الإرهابية والمتابعين للتنظيم بشكل جيد، عن مدى جدية هذه التهديدات وهل أصبح لها فعالية؟
في الماضي كان التنظيم يصدر التهديد لدولة ما أو منطقة ما، يقوم على الفور أحد عناصره بتنفيذ عملية كبيرة تثير الفزع والرعب في المنطقة، كما يقع العديد من القتلى والمصابين، إلا أنه ومع مطلع العام الحالي والذي بدائه التنظيم بدعوات وتحريضات ضد بطولة كرة القدم كأس العالم والذي أقيمت في منتصف العام الحالي، دون وقوع أي خسائر أو تنفيذ لأي عمليات، وأعقبه تهديدات لروسيا ولأمريكا وغيرها من الدول ولم يستجب أي من عناصره.
ويعود فشل الدعوات إلى سببين الأول أن جميع دول العالم وضعت خطط أمنية جديدة لمواجهة الإرهاب وعناصره والمؤيدين له، أما السبب الثاني فهو يعود إلى تراجع التنظيم فكريًا بين أفراد الشعوب، حيث قلت النسبة التي كانت تتفاعل مع الفكر الداعشي، بالإضافة إلى فضح فكر التنظيم.
يقول الباحث في شؤون الحركات المسلحة، محمد كمال، إن تنظيم داعش الإرهابي تراجع خلال الفترة الماضية، وذلك عبر الخسائر التي تلقها في معاقله بسوريا والعراق، بالإضافة إلى ضربات الأمن للخلايا التابعة، إما من خلال القتل أو القبض عليهم.
ويضيف كمال في تصريحاته، أن التنظيم لم يعد هناك لديه إمكانيات لتوجيه ضربات ضد دول كبرى وذلك لضعف الامكانيات التي تعيش فيها، بالإضافة إلى الانشقاقات التي تضرب التنظيم في الأونة الأخيرة.
وأشار إلى أن التنظيم في الفترة المقبلة سيقوم التنظيم باعادة تشكيل نفسه مرة أخرى، حيث يتم الاعتماد على الهجمات الخارجية البسيطة كمحاولة لاعادة الثقة في عناصره.